الإعلامى الدكتور محمد سعيد محفوظ يحرص دوما على الموضوعية الإعلامية ويضعها فى اعتباره كعامل أول لإعلام متميز، وفى حواره لـ"اليوم السابع"، قال إن الموضوعية صفة أخلاقية فى المقام الأول، كما تحدث عن رأيه فى المشهد الإعلامى والسياسى بعد 30 يونيه، وكشف عن كواليس عمله السابق بقناة الجزيرة، وما يحدث داخلها، وتحدث عن أزمة باسم يوسف مع إدارة cbc، وعن برنامجه "بث مباشر" الذى يعرض على نفس القناة.. إلى نص الحوار:
◄لماذا تعتبر نفسك محظوظا فى مجال العمل الإعلامى؟
باختصار، أعتبر نفسى من المحظوظين فى هذه المهنة لأنه بعد تخرجى عملت فى جريدة الأهرام وتعلمت فى المطبخ الصحفى والفنى لأنى كنت سكرتير تحرير مسئول عن الإخراج الصحفى وهو ما جعلنى أحتك بالكثير من أساتذتى، بعدها انتقلت للعمل التليفزيونى، وبدأت بالقناة الثقافية معدا ومقدما، وكان هذا البرنامج تمهيدا لتفتيق الأفاق المعلوماتية ومنها إلى قناة أبو ظبى، حيث تم اختيارى من قبل إدارة القناة 1999، وبدأت ببرنامج تحقيقى حوارى يبحث فى حقوق الإنسان بالدول العربية والإسلامية كان بعنوان "مقص الرقيب" بعدها بدأت فى البرامج الوثائقية الاستقصائية من خلال برنامج "على ذمة التحقيق" وحصلت منه على عدة جوائز، ثم انتقلت لمؤسسة هيئة الإذاعة البريطانية bbc واكتسبت القيم الصحفية النبيلة، وعدت إلى مصر وعملت بقناة الجزيرة خلال ثورة 25 يناير لكنى لم أشعر بالراحة فتركتها على الفور، وعملت بـon tv ثم cbc، ولكن يبقى أهم ما يميز الإعلام المصرى هو أن الإعلامى يعطى أكثر مما يأخذه.
◄عملت بالجزيرة خلال ثورة يناير.. هل تعتقد أن الجزيرة فى 2011 تختلف عما تقدمه فى 2013 ؟
الجزيرة حين نشأت عام 1996 كانت تختلف عن جزيرة 2000، وتختلف عن الجزيرة فى 2011، فبدايتها كانت أمل ومفاجأة سارة لأنها كانت فخرا للعرب، وفى 2000 فبدأت مرحلة التحدى والعداء، وفى 2011 كانت أمل جديد للمصريين والمنفذ الوحيد للحصول على المعلومات، فأثناء الثورة كان المتظاهرون يرفعون شعارها لأنهم كانوا فخورين بها، ولكن حذرنى بعض الزملاء المصريين أننى لن أكون سعيدا بالعمل هناك لأن القناة متحيزة وبالفعل بدأت أشعر بذلك، فذات مرة خرجت من الهواء وفوجئت بشخص معنا فى القناة يسألنى "هل أعجبتك" فسألته عن أى شىء فقال لى "أنا المتصل الذى دخل على الهواء منذ قليل وأبلغك أنه من السعودية" وهذا الشخص هو موظف مصرى يعيش فى قطر منذ أكثر من 20 عاما وزملائى الذين استقالوا من القناة أكدوا لى أن هذا الشخص يفعل ذلك دائما من "الكنترول"، والآن تحولت الجزيرة لنوع من الدعاية النازية ولكن تميزها "الأناقة".
◄ما الذى يميز برنامجك "بث مباشر" على الـcbc ؟
البرنامج يتناوب على تقديمه أكثر من مذيع، وأدعى أن لمستى الشخصية هى تقديم الحقيقة وليس الحق، فالحقائق هى التى تساعد على الوصول فى النهاية للحق، وأحاول تقديم ما يكون وجهات النظر وبالتالى الوصول للحق، وحريص على أن أزن كل كلمة بميزان ذهب.
◄كيف تقيم المشهد الإعلامى بعد 30 يونيه لاسيما أن الإعلام كان من أهم وسائل مواجهة الإخوان؟
أعتقد أن الإخوان هزموا فى معركتهم ضد الإعلام، فالإخوان كان عليهم احتواء غول الإعلام فى مصر لكنهم ليسوا أذكياء، أما تغطية الإعلام المصرى الآن فتشبه الفتى المراهق المندفع الذى فرح بعد 30 يونيه، لكنه فقد البوصلة، وفى بعض الأحيان يعمل الإعلام ضد الأمن القومى، لأن بعض الإعلاميين يهددون التماسك الاجتماعى بنشر معلومات مغلوطة وتحريض المواطنين على مواجهة مظاهرات الإخوان .
◄كيف رأيت قانون التظاهر.. وما تبعه من مظاهرات تعترض عليه ؟
قارنت قانون التظاهر بمثيله فى الولايات المتحدة وأسبانيا وبريطانيا ووجدته يشبه هذه القوانين إلى حد ما، قد يحتاج القانون إلى بعض التعديلات وهو الأمر السهل ولكن المشكلة فى من يطبق القانون، فقيادات الداخلية قد تكون ممتازة ولكن المشكلة فى الثقة بين المؤسسة الأمنية والشعب.
◄كيف رأيت ما حدث لبرنامج باسم يوسف؟
أسفت جدا لمنع برنامج باسم لكن معلوماتى المؤكدة أنه لا يوجد علاقة بين المنع وأى شأن سياسى ولم تكن هناك أى ضغوط لأن العقد ينص على أنه لا يجوز للقناة أن تتدخل فى أى شىء ينطق به باسم، فإذا وافقت القناة على الحلقة تعرض، وإن لم توافق لا تعرضها وهذا ما ورد فى العقد، وحتى الآن القناة تتمنى عودته وأناشد باسم بحل الخلاف وديا فالقناة "بيته".