قال الدكتور يسرى أبو شادى، كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ورئيس قسم الضمانات سابقا، إن إيران هى المستفيد الأول من الاتفاق النووى الأخير الذى وقعته فى 23 نوفمبر الماضى، مع مجموعة الـ5 +1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا).
وأضاف أبو شادى خلال ندوة عقدها المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، ظهر اليوم الثلاثاء، حول الاتفاق النووى الأخير مع الغرب فى جنيف، أن إيران قد خدعت الغرب بإيهامهم بأنهم قد حققوا مكاسب كبيرة فى تقييد البرنامج النووى الإيرانى، فى حين أن برنامجهم الحقيقى لم يتأثر بشكل فعال فى مقابل كسر مسلسل العقوبات والحصول على 7 مليارات دولار وخدمات أخرى.
وأوضح الخبرى النووى، أن الغرب يقول إنه بهذه الاتفاقية قد أوقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، وكذلك أوقف استكمال مفاعل "أراك" للماء الثقيل، فى حين تقول إيران إنها لم تتنازل عن أى من خطوطها الحمراء أو عن حقوقها فى الاستخدام السلمى للطاقة الذرية، وأن برنامجها فى تخصيب اليورانيوم وكذلك فى بناء مفاعل أراك مستمر.
وحول قدرات إيران النووية، شرح أبو شادى بالتفصيل قدرات طهران النووية، وكيفية عمل منشآتها النووية فى معظم مراحل دورة الوقود النووى، قائلا: "إيران تمتلك مناجم اليورانيوم ومعالجة اليورانيوم الخام لإنتاج الكعكة الصفراء (وأهمها فى ساجاند وجاشين)، ومصانع تحويل اليورانيوم إلى غاز (فى أصفهان)، ومصانع التخصيب (فى ناتانز وفوردو)، ومصنع تصنيع الوقود (فى أصفهان)، والمفاعلات النووية (تحت التشغيل من سبتمبر2011 فى بوشير بطاقة 1000 ميجاوات كهربى ومفاعل محلى الصنع تحت البناء فى دارخوفين بطاقة 360 ميجاوات)، ومفاعلات الأبحاث (مفاعل أمريكى الأصل تحت التشغيل بطاقة 5 ميجاوات فى طهران ومفاعل محلى الصنع تحت الإنشاء فى أراك بطاقة40 ميجاوات)، ومعامل معالجة الوقود المستهلك (على نطاق محدود فى طهران، وتحت التخطيط فى موقع أراك)، ومصانع أخرى مثل مصنع إنتاج الماء الثقيل فى أراك وأنابيب الوقود من الزركنيوم فى أصفهان".
وحول قدرات إيران النووية حتى نهاية نوفمبر الماضى، قال أبو شادى إن طهران أنتجت 10.5 طن يورانيوم مخصب غازى، بنسبة أقل من 5% منذ البداية فى 2006 فى مصانع "ناتانز" و"فوردو" أى بمعدل إنتاج شهرى حاليا فى حدود 300 كيلو جرام، وباستخدام حوالى 8000 وحدة تخصيب- تعادل هذه الكمية أكثر من 3 قنابل ذرية حسب معايير الوكالة، مضيفا أنه يوجد منها حاليا 7.5 طن فى صورة غازية والباقى يجرى استخدامه لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20%.
وأضاف أبو شادى: "مازال خط تحويل اليورانيوم الغازى لمسحوق اكسيدى لم يكتمل بعد، وأنه بالإضافة لـ8000 وحدة تخصيب مستخدمة، فإن إيران قد وضعت 8000 وحدة أخرى لم تستخدم بعد، وأن وحدة التخصيب من نوع الـIR-1 هى المستخدمة على نطاق واسع، ولكن هناك أيضا عدد قليل من الوحدات المتطورة، مثل الـIR-2 وغيرها قد بدأ فى وضعها فى مصانع التخصيب".
وقال الخبير النووى الدولى: "تم إنتاج 410.5 كيلوجرام يورانيوم مخصب غازى، بنسبة 20% منذ فبراير 2010، وأن هذه الكمية تعادل حوالى قنبلة ذرية ويمكن تحويلها بعد التخصيب لأكثر من% 90 إلى 2 أو 3 قنابل ذرية، ومنهم 213.5 كيلوجرام يتم استخدامهم لإنتاج وحدات وقود لمفاعل طهران للأبحاث، وأنه تم تصنيع 23 وحدة وقود منها حتى الآن، ومازال متبقى 196 كيلوجراما تنتج على الأقل قنبلة واحدة إذا تم تخصيبها لأكثر من 90%.
ولفت أبو شادى إلى أن مفاعل "بوشهر" النووى مستمر فى إنتاج 1000 ميجاوات كهرباء فى العمل منذ بدايته فى سبتمبر 2011، بصورة متقطعة لمدة عامين حتى بدأ إنتاجه التجارى فى 24 سبتمبر 2013"، مضيفا أن كمية البلوتونيوم فى المفاعل حتى الآن تقدر بأكثر من 100 كيلوجرام أى أكثر من 12 قنبلة ذرية.
وحول مفاعل "أراك" النووى المثير للجدل، قال أبو شادى إنه مازال تحت البناء ومازال يواجه عدة صعوبات فنية تسببت فى تأخير افتتاحه أكثر من مرة فى 2013، وأيضا فى الربع الأول من2014.
وأشار أبو شادى إلى أن إيران بدأت منذ 2010 بعد تضمن العقوبات ضدها منعها من شراء اليورانيوم الخام المعروف باسم "الكعكة الصفراء" فى إنتاج هذا اليورانيوم من مناجمها الخاصة، رغم أن كمية اليورانيوم الخام فى المناجم المعلنة هى كمية محدودة ولا تكفى طموح البرنامج النووى الإيرانى.
وحول مشاكل إيران المعلقة مع الوكالة ودول الغرب، قال أبو شادى إنها تتلخص فيما يلى: "عدم إعطاء معلومات عن أى نشاط نووى أو تخطيط مستقبلى لبناء منشآت نووية خارج نطاق اتفاقية منع الانتشار، بما فيها مناجم اليورانيوم ومصانع الماء الثقيل ووحدات التخصيب المتطورة والأبحاث" مثل الليزر وغيرها، بالإضافة إلى مشاكل ذات أبعاد عسكرية أغلبها مرتبطة بمعلومات توافرت من أجهزة المخابرات أو بعض الهاربين الإيرانيين".
وحول تلك المعلومات التى استندت إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجهزة الاستخبارات الغربية، قال الخبير النووى إنها جاءت كالتالى: "طلب الوكالة لزيارة موقع بارشين، وهو أمر تحقق مرتين فى عام 2005 للاشتباه فى استخدامه فى اختبارات تفجير مرتبطة بالقنابل الذرية، والاشتباه فى إجراء تجارب لمتفجرات قوية تحت سطح الأرض على بعد 400 متر، ومشروع الملح الأخضر لإنتاج يورانيوم معدنى يصلح للقنابل الذرية، وتطوير صاروخ شهاب 3 لحمل قنبلة ذرية".
وفيما يتعلق بالخطوات القادمة والحل النهائى فى حال نجاح اتفاق جنيف النووى مع إيران، قال أبو شادى: إن إيران ستبدأ مع الوكالة فى وضع خطوات تنفيذية لبنود هذا الاتفاق، وأنه بعد 6 أشهر سيتم تقييم نتائج هذه الاتفاقية، ووضع خطة مؤقتة لـ6 أشهر أخرى، وسيتم إضافة أو تعديل بعض بنود هذه الاتفاقية للوصول للخطوة النهائية".
وحول الخطوة النهائية فى الحل الشامل، قال أبو شادى إنها ستتم بعد أقل من عام من هذه الاتفاقية، وستعكس كل الحقوق والواجبات لاتفاقيات معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات، مضيفا أنه سيتم فى هذا التوقيت رفع جميع العقوبات ضد إيران تدريجيا، وتعريف مستوى التخصيب وقدرته ومخزونه، وحل القلق المتعلق بمفاعل "أراك"، خاصة التقيد على عدم وجود منشأة لاستخلاص البلوتونيوم من الوقود المستهلك، والموافقة والتصديق على اتفاقية البروتوكول الإضافى مع الوكالة، وتعاون إيران النووى الدولى فى الأنشطة المختلفة لإعطاء الشفافية المطلوبة.
وأنهى الخبير النووى السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الغرب كسب تعطيل البرنامج النووى الإيرانى للوصول للقنبلة الذرية عدة أشهر، وكسبت إيران كسر العقوبات والحصول على 7 مليارات دولار دون أن تتنازل عن خطوطها الحمراء فى استخدام الطاقة النووية السلمية، مؤكدا أن ما حدث كان عبارة عن: "الوقت مقابل العقوبات".
كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران خدعت الغرب باتفاقها "النووى" الأخير فى جنيف.. ويؤكد: طهران أنتجت 10.5 طن يورانيوم مخصب منذ 2006 يمكنها من صناعة 3 قنابل ذرية
الثلاثاء، 03 ديسمبر 2013 04:48 م
مفاعل نووى صوره أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة