تاريخ اضطهاد الأرمن فى الشرق الأوسط.. بدأ بفلسطين واستمر فى العراق.. وميليشيات الأسد والقوات الإسلامية المتطرفة تعتدى على الكنائس ويدفعونهم للهجرة.. وتركيا تعاملهم كمواطنين درجة ثانية

الثلاثاء، 03 ديسمبر 2013 06:20 م
تاريخ اضطهاد الأرمن فى الشرق الأوسط.. بدأ بفلسطين واستمر فى العراق.. وميليشيات الأسد والقوات الإسلامية المتطرفة تعتدى على الكنائس ويدفعونهم للهجرة.. وتركيا تعاملهم كمواطنين درجة ثانية مذابح الأرمن فى تركيا_ أرشيفية
كتبت أمل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
« وسط صمت إعلامى تام، أصبح المسيحيون الأرمن فى سوريا هدفاً للقتل فى حرب جديدة ».

كلمة قالها الصحفى البريطانى روبرت فسك، واصفا وضع مسيحيى الأرمن فى سوريا اليوم، حيث يتعرض الآلاف من مسيحيى الأرمن للذبح وتدنيس مقدساتهم فى سوريا، فمنذ أيام قامت قوات النظام السورى بتدمير الكنيسة التى تضم عظام ضحايا المذبحة الأولى « هولوكوست الأرمن » التى تم ارتكابها بواسطة الجنود الأتراك فى دير الزور، وفى حلب جرى تخريب كنيسة أرمينية على يد متمردى الجيش السورى الحر، الذين وصفهم فيسك بأنهم مدعومين بالمال والسلاح من واشنطن ودول الخليج.

صباح اليوم فى منطقة الرقة كانت الحادثة الأكثر حداثة للتنكيل بمسيحيى سوريا من الأرمن، حيث قام مقاتلون سلفيون بإشعال النيران فى الكنيسة الأرمينية الكاثوليكية، وحجز الراهبات بداخلها- وفقا لما أعلنه الفاتيكان صباح اليوم، وذلك بعد استيلاء ناشطون مسلحون إسلاميين على بلدة « معولا » شمال العاصمة السورية، والتى تعتبر ذات أهمية رمزية للمسيحيين فى سوريا، والتى توضحها الكتابات المنحوتة على جدران بعض الكهوف الموجودة فى سفح الجبل الذى تقع عليه معلولا وهى واحدة من أقدم الحواضر المسيحية فى العالم، وما زال بعض سكانها يجيدون التحدث بالآرامية، وهى اللغة التى كان يتحدث بها المسيح.


ودار القتال للسيطرة على هذه البلدة الإستراتيجية التى تقع على بعد نحو 5 كيلو مترات عن الطريق الرئيسى الذى يربط العاصمة بحمص، ضمن معركة أوسع بين القوات الحكومية ومسلحى المعارضة للسيطرة على الطريق السريع الاستراتيجى فى وسط البلاد.

وبالعودة للوراء قليلا وفى أوقات الأزمات بالشرق الأوسط، يتجه المسيحيون إلى حزم متاعهم والرحيل لبناء حياة أكثر أمنا وهدوءا لأنفسهم فى مناطق أخرى، مثلما حدث فى فلسطين فى عام «1948» أو العراق.. اليوم يلجأ مسيحيو سوريا إلى مدينة زحلة اللبنانية أعلى سهل البقاع، على الطريق السريع القديم الذى يربط دمشق ببيروت، ثم بالعالم من خلال البحر الأبيض المتوسط لتعتنى بهم وكالات إغاثة مسيحية، إلا أن اللاجئين المسيحيين المؤيدين للأسد يشعرون بأنه لن يكون بمقدورهم العودة إلا إذا نجح فى إخماد المعارضة، بغض النظر عن مدى ضآلة هذا الاحتمال، وهم يرون أنه إذا خسر الأسد فإن دولة إسلامية ستنشأ، وأن الأقليات سوف تتعرض فيها للاضطهاد ويتم إجبارها على الرحيل.

من جانب آخر أصدرت الأمم المتحدة تقريرا يؤكد دخول سوريا فى خضم صراع طائفى، حيث قال محققون من الأمم المتحدة إن الصراع فى سوريا أصبح يستند إلى أسس طائفية مما يضع الأقلية العلوية الحاكمة على نحو متزايد فى مواجهة الأغلبية السنية مع وجود مقاتلين أجانب يساعدون طرفى الصراع، وأوضح تقرير أعده فريق مستقل من المحققين برئاسة البرازيلى « باولو بينيرو » أنه فى الوقت الذى تقترب فيه المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من نهاية عامها الثانى باتت طبيعة الصراع طائفية بشكل صريح، ووفقا للتقرير فإن الأقليات الأخرى « الأرمن والمسيحيين والدروز والفلسطينيين والأكراد والتركمان » تم إقحامهم فى النزاع.

كما أطلق المبعوث الدولى للسلام الأخضر الإبراهيمى شكوكه المتعلقة بوضع الصراع السورى، مشيرا لإمكانية تحويل سوريا إلى صومال كبير مع زعماء حرب وأمراء من كل الأنواع سيتقاسمون البلد، بعد تفاقم الصراع الطائفى فى البلد.

كذلك يتعرض الأرمن للاضطهاد فى العراق حيث تقوم ميليشيا دولة العراق الإسلامية بنزع الصلبان أعلى الكنائس واستبداله بعلمها الخاص.

ومن جانب آخر تعد المشكلة الأرمينية بالأصل هى من أهم واعقد المشاكل التى تواجه تركيا وتعرقل مسيرتها نحو الاتحاد الأوروبى بسبب رفضها الاعتراف بالمذابح التى تعرض لها الأرمن عام 1915 فى فترة الإمبراطورية العثمانية وراح ضحيتها مليون ونصف أرمنى قتلوا وهجروا قسرا من تركيا، وفقا للرواية الأرمينية.
« 50 ألف » هم فقط كل ما تبقى من الأرمن فى تركيا معظمهم يعيشون فى إسطنبول، وعلى الرغم من التغييرات السياسية والاجتماعية التى شهدتها تركيا فى الفترة الأخيرة، إلا أن الأرمن يعيشون كمواطنين من الدرجة الثانية، فإلى الآن يشعرون بالتمييز وفقا لروايات أرمن تركيا، فلا يسمح على سبيل المثال لأرمن تركيا بالعمل فى مؤسسات الدولة، كما يفضلون عدم استخدام أسماء أرمينية حتى لا يواجهون مشاكل.

كان هناك توجه دولى للضغط على تركيا فى بداية الأزمة السورية عندما كانت تركيا تدعم الثورة السورية، للضغط على سوريا، حيث أعلن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند العام الماضى أنه يعتزم استصدار قانون جديد يجرم إنكار القول بأنه كانت هناك عمليات قتل الأرمن فى الدولة العثمانية خلال عامى 1915 و1916، ووصفها بأنها كانت عملية "إبادة جماعية"، وذلك بعدما قضت المحكمة الدستورية بعدم دستورية قانون سابق أصدره البرلمان حول الموضوع نفسه.

أيضا كان أعلن الرئيس الفرنسى "نيكولا ساركوزى" قيام حكومته بصياغة مشروع قانون جديد يجرم إنكار إبادة الأرمن بعد رفض محكمة عليا مشروع قانون سابق، وقتها خرجت تركيا مدعية أن مشروع القانون محاولة من الرئيس الفرنسى " نيكولا ساركوزى " للفوز بأصوات الأرمن الفرنسيين الذين يبلغ عددهم500 ألف شخص فى انتخابات الرئاسة التى تجرى يومى 22 أبريل و6 مايو، ورفضت تركيا التدخل الخارجى فى الشئون التركية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة