محمد على سليمان يكتب: الحدود الملتهبة

السبت، 28 ديسمبر 2013 08:04 ص
محمد على سليمان يكتب: الحدود الملتهبة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعزائى النشطاء أعزائى مؤيدى الشرعية أرجو أن تلقى كلماتى القليلة القادمة صدى لدى آذانكم وأن تمرروا هذه الكلمات على عقولكم وتفكروا فيها جيدا قبل أن تردوا على هذه الملاحظات التى أراها تحيط بوطننا.

فى البداية أحب أن أقول لكم إنى غير مؤمن بنظرية المؤامرة، لأن العالم المتقدم لا ينتظر الأحداث ثم يبدأ فى التفكير فى كيفية ردة الفعل على هذه الأحداث بل إنه هو من يصنع الأحداث، وهذا ما نراه واضحا جليا فى ما فعله "سنودن" عندما أخبر العالم كله بأن أمريكا تقول بالتنصت على سفراء الدول لديها، بل تماديت لتقوم بالتنصت على هاتف مستشارة ألمانيا "أنجيلا ميركل" وهذا يكشف بأن أمريكا لا تنتظر الأحداث وإنما هى من تقوم بصناعتها انطلاقا من مبدأها الراسخ "ليس لدى أمريكا أصدقاء وإنما لديها أعداء بدرجات متفاوتة" حتى إنها قامت بالتنصت على هاتف أولمرت رئيس وزراء الكيان الصهيونى التى تعتبرها أمريكا هى ربيبتها فى العالم.

هذه المقدمة كان لابد منها لنعلم أن هناك خطرا يحيط بنا فانظر إلى حدودنا الثلاثة الشرقية والغربية والجنوبية ونحمد الله أن حدودنا الشمالية ليس بها دول وإنما البحر المتوسط فلم تكن حدودنا بها كميه هذه المخاطر منذ حرب 1967.

فعلى حدودنا الشرقية هناك حرب دائرة بكل ما تعنيه الكلمة فالإرهاب الذى عرفناه فى التسعينيات قد تطور كثيرا فالإرهاب الذى نعرفه وألفناه هو استهداف موكب سياحى، منشأة شرطية، محاولة اغتيال مسئول بالدولة، أما ما نراه يحدث فى سيناء هذه الأيام هى محاولة جماعة بسط نفوذها على قطعة من الأرض وانفصالها عن الدولة وحتى السلاح الذى تحمله هذه الجماعة فهو مختلف عن ما عرفناه فى التسعينات فلم نرى جماعه تحمل ألغام مضادة للدبابات، أو صواريخ مضادة للطائرات أو حتى استهداف لمبانى أو أفراد القوات المسلحة إنما كان الإرهاب يستهدف الشرطة والمسئولين المدنيين بالحكومة أما ما نراه اليوم هى محاوله لاستهداف القوات المسلحة وإضعافها لهدف لا نعلمه اليوم ولكن غدا قد يكشف عنه.
وعلى الجانب النقيض نرى حدودنا الغربية وقد أصبح بجوارها ميليشيات مسلحة تعيش فى دولة الجوار ليبيا ولا نعلم قدرة وكمية السلاح المتواجد لديهم فإن القذافى كانت مخازنه مليئة بالسلاح بكميات كبيرة وهى اليوم فى أيدى مدنيين لا نعرف توجهاتهم أو أغراضهم سواء تجاهنا أو تجاه المواطنين الليبيين أنفسهم، فنحن نعيش بجوار قنبلة موقوتة قد تنفجر فى وجهنا وإن لم تنفجر فينا قد نجد أنفسنا وقد أصابتنا شرارها من أن نجد أنفسنا وقد استقبلنا لاجئين ليبيين فروا من حرب أهليه هناك.

أما الحدود الجنوبية فحدث ولا حرج ففى جنوب السودان نجد أننا أمام حرب أهلية قد تهدد ما تبقى لنا من نصيب من مياه النيل بأى تلوث قد ينتج عن هذه الحرب أو أننا نجد شمال السودان وقد تحين الفرصة بانشغال الجيش فى الداخل ليستولى على حلايب وشلاتين كما وعده الرئيس المعزول هذا على حد ما تناقلته وسائل الإعلام .


ودعونا نتخيل أن ما يحدث فى سوريا وليبيا أو حتى فى جنوب السودان - التى من المنتظر أن تكون دولة نفطية - هى بهدف إعادة تقسيم الدول العربية فاسأل نفسك عزيزى الناشط أو أنت عزيزى مؤيد الشرعية ماذا يخطط لنا ؟ هل يخطط لنا أن يدخل الجيش فى دوامة الإرهاب فى سيناء ليضعف ثم يكون سهل التهامه والتهام البلد من بعده لن اتهمك عزيزى الناشط بأنك طابور خامس ولن أهينك عزيز مؤيد الشرعية بأنك مغررا بك ولكن ما أراه أن اندفاعك الثورى أيها الناشط قد الغى عقلك وجعلك لا تفكر إلا بان هذه الفرصة لا يجب أن تتركها تمر إلا وقد حققت أهدافك من ثورتك ولكن اسمح لى أن أسالك سؤالا ماذا لو ضاع الوطن كله بسبب اندفاعك الثورى؟

أما أنت عزيزى مؤيد الشرعية فلا أجد كلمات أرد بها عليك سوى ما قاله الراحل جلال عامر " لا تقف مع مليشيا ضد وطنك حتى ولو كان هذا الوطن بالنسبة لك رصيفا تنام عليه".

أيها المصريون لا أجد وقتا أهم من هذا الوقت ننحى فيه خلافاتنا وأن ننتظر قليلا على آمالنا فى المستقبل حتى نرى هذه الأخطار وقد زالت أو أن تكون هذه الأخطار أوهام فإلى أن تبين لنا الأيام حقيقة الأمر فلنلتف حول دولتنا ولنقلل من سقف طلباتنا حتى نعبر بوطننا من هذا النفق الذى نحن سائرون فيه.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة