"الحب هو أسمى ما فى الحياة، من وصل إليه فقد نال ما يشتهى".
فالقلوب تميل وتنجذب إلى من تحب، كما ينجذب النحل إلى روائح الورد، يكون نتيجته عسلا مصفّى هو للعليل شفاء ومن الأمراض دواء، هذا نفسه حين يحب الإنسان أيّاً كانت وجهة هذا الحب، حبيب، صديق أو حتى قريب، بشرط أن يكون الحب نابعاً من قلبٍ مخلصٍ فيه، لا يبتغى من وراء هذا الحب إلا الحب، وإذا أراد شيئاً من ورائه فهو إذاً لا يحب.
إن الأحاسيس التى تصاحب هذه الحالة من الحب لا تقدّر، ولا يستطيع أى إنسان فى الوجود مهما ألمّ بجوامع الكلم، أو تعلّم من اللغات أكثرها وحفظ من القواميس أثراها أن يصفها، ما أستطيع قوله إن هذه الأحاسيس سعادة لا يضاهيها سعادة حين يبادلك من تحب حبك، وعذاب ما بعده عذاب حين تكون أنت وحدك من تحب.
تغار بشدة على من تحب، تتمنى قربه دوماً، لو غاب عنك يكون حالك كالأرض حين تغيب عنها الشمس، أو الزرع حين يُمنع عنه الماء، لكن الأهم هو الفرحة التى تغمرك حين يصيبه خيراً حتى ولو لم تنل حظّاً منه، وحزنك الشديد حين يصيبه مكروهاً حتى أنك تتمنى لو أنك أنت المصاب وليس هو.
الأجمل أن تجد فى من تحب كل مراتب الحب ودرجاته، أن تجد فيه الحبيب والصديق، الأم والأب، الأخت والأخ تبوح له بما تخفيه حتى عن نفسك، ترتمى بأحضانه حين تطردك الدنيا، ويغنى ألحانك حين تبتسم لك.
ما أسعد من اجتمعت فيهم كل ما فى الحب من درجات، ويا لشقاء من ليس له القدرة على الحب.
ونحن على مشارف عام جديد لا يسعنى إلا أن أوصيكم:
أضيئوا مصابيح الحب وزيّنوا بها كل ركن من أركان حياتنا.
امحوا كل سطور الحقد والكره وبدّلوها بحروف من نور الحب
تنفّسوا عليل الحب وارتووا من كأسه.
نحُّوا كل الخلافات جانباً.. أحبوا وأخلصوا.
أطلقوا العنان لقلوبكم كى تحب لله وفى الله.. ففى الحب النجاة.
