فى الذكرى الـ131 لنفى عرابى ورفاقه لسريلانكا.. ننشر قصص نفى أشهر الزعماء فى مصر والعالم وعلى رأسهم سعد زغلول وعمر مكرم.. وأستاذ علوم سياسية: النفى كان بديلا للإعدام واختفى مع تطور وسائل الاتصال

السبت، 28 ديسمبر 2013 05:01 ص
فى الذكرى الـ131 لنفى عرابى ورفاقه لسريلانكا.. ننشر قصص نفى أشهر الزعماء فى مصر والعالم وعلى رأسهم سعد زغلول وعمر مكرم.. وأستاذ علوم سياسية: النفى كان بديلا للإعدام واختفى مع تطور وسائل الاتصال الزعيم الوطنى أحمد عرابى
كتبت رحمة ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تُنفى من وطنك قسرا، كانت تلك عقوبة أشد من الإعدام لدى كثير من الزعماء الوطنيين، الذين كان يتم التخلص منهم بهذه الطريقة حتى القرن العشرين، عوضا عن الحكم عليهم بالإعدام أو تصفيتهم الجسدية، وكانت تلك العقوبة معروفة إقليميا وعالميا، وعانى منها الكثير من الزعماء المصريين، أشهرهم الزعماء أحمد عرابى، ومحمود سامى البارودى، وعبد الله النديم، وسعد زغلول، وعمر مكرم، ووراء نفى كل منهم تكمن قصة بطولة.

ذكرى نفى عرابى ورفاقه "النديم والبارودى":

فقبل 131 عامًا فى مثل هذا اليوم 28 ديسمبر حزم الزعيم الوطنى أحمد عرابى ورفاقه عبد الله النديم ومحمود سامى البارودى حقائبهم مجبرين استعدادا للنفى من الوطن إلى جزيرة سريلانكا "سيلان سابقا"، حيث استقروا بمدينة كولومبو لمدة 7 سنوات قبل أن ينقل أحمد عرابى ومحمود سامى البارودى إلى مدينة كاندى بذريعة خلافات دبت بين رفاق الثورة، ليعود أحمد عرابى إلى الوطن بعد 20 عاما من النفى، لشدة مرضه، ويعود محمود سامى البارودى بعد 18 عاما، لاقتراب وفاته وإصابته بالعمى من شدة التعذيب، ويحضر عرابى لدى عودته من المنفى عام 1903 شجرة المانجو إلى مصر لأول مرة.

ولنفى عرابى ورفاقه قصة مقاومة ونضال ضد الاحتلال البريطانى لمصر استمرت عدة سنوات قبل أن يتعرض عرابى ورفاقه للخيانة وينهزموا فى معركة التل الكبير، التى تنتهى بالاحتلال البريطانى، الذى سيجثم على صدر الوطن عقود طويلة، ويقدم بعدها عرابى ورفاقه للمحاكمة فى 3 ديسمبر 1882، التى قضت بإعدامه ثم تم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرة إلى النفى مدى الحياة إلى سرنديب (سيلان).

سعد زغلول نفى مرتين إلى مالطة وسيشل:

تعرض قائد ثورة 1919 ورئيس مجلس الأمة الزعيم الوطنى الراحل سعد زغلول لمرارة النفى مرتين فى حياته كانت الأولى إلى جزيرة مالطة، ويعود أسباب نفيه إلى تأليف الوفد المصرى للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزى، حيث دعا "زغلول" أصحابه إلى مسجد وصيف فى لقاءات سرية، للتحدث فيما كان ينبغى عمله للبحث فى المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى فى عام 1918م.

تشكل الوفد المصرى الذى ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمى وعلى شعراوى وآخرين وأطلقوا على أنفسهم الوفد المصرى.

وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن، وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية، وكانت النتيجة اعتقال سعد زغلول ونفى إلى جزيرة مالطة فى البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه فى 8 مارس 1919، فانفجرت ثورة 1919، واضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطانى، وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصرى برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح فى باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر.

لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصرى فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فالقى الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل فى المحيط الهندى، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى ويستمر زغلول فى المنفى عدة سنوات قبل أن يعود لأرض الوطن سنة 1923.

النفى داخل حدود الوطن.. نفى الزعيم الشعبى "عمر مكرم"إلى دمياط:

على الرغم من المساعدات التى قدمتها الزعامة الشعبية، بقيادة نقيب الأشراف عمر مكرم، لمحمد على، بدءًا بالمناداة به واليًا، ثم التشفع له عند السلطان لإبقائه واليًا على مصر، وبالرغم من الوعود والمنهج الذى اتبعه محمد على فى بداية فترة حكمه مع الزعماء الشعبيين، بوعده بالحكم بالعدل ورضائه بأن تكون لهم سلطة رقابية عليه، إلا أن ذلك لم يدم، بمجرد أن بدء الوضع فى الاستقرار النسبى داخليًا، بالتخلص من الألفى وفشل حملة فريزر وهزيمة المماليك وإقصائهم إلى جنوب الصعيد، حتى وجد محمد على أنه لن تطلق يده فى الحكم، حتى يزيح الزعماء الشعبيين.

وهذا ما فعله، حيث أعلن خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وتعيين الشيخ السادات، معللاً السبب أنه أدخل فى دفتر الأشراف بعض الأقباط واليهود نظير بعض المال، وأنه كان متواطئًا مع المماليك، حين هاجموا القاهرة يوم وفاء النيل عام 1805، ثم أمر بنفيه من القاهرة إلى دمياط.

تاريخ النفى عالميا وإقليميا:

كانت بعض الإمبراطوريات فى العصور القديمة، مثل آشور وبابل وروما، قد استخدمت التهجير الشامل لشعوب كاملة كعقوبة لقيامها بالتمرد عليها.

وفى العصر الحديث، مارست إمبراطوريات كثيرة التهجير بحق المجرمين وزعماء الدول التى احتلتها، هكذا جرى تهجير نابليون إلى جزيرة ألبا، ومن ثم إلى سانت هيلينا، وهكذا تأسست أستراليا كمستوطنة عقابية للإمبراطوية البريطانية.

فى الفترة الحديثة، جرى الاستخدام الواسع للتبادل السكانى، وهو نوع متفق عليه من التهجير الشعبى، فقد قام جوزيف ستالين بتهجير شعوب بأكملها إلى سيبيريا، بسبب خشيته من تعاونها مع ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، كما قامت دول المحور، وبخاصة ألمانيا النازية، باستخدام التهجير الشعبى، وفى أعقاب الحرب العالمية الثانية صودق على ميثاق جنيف الرابع، الذى يحظر طرد السكان المقيمين فى أراض محتلة.

اختفاء عقوبة "النفى":

وللنفى وجهان، كما يقول الدكتور يسرى العزباوى، الخبير السياسى فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الوجه الأول دولة مستعمرة يحدث فيها ثورة فتلجأ إلى نفى زعماء الثورة إلى أحد الدول التابعة لها، وحدث هذا فى مصر أكثر من مرة مع أحمد عرابى وسعد زغلول إلى جزيرة سيشل التابعة للإمبراطورية الإنجليزية وقتها.

والوجه الآخر، هو أن يقوم الحكام والطغاة بإصدار قرارات النفى للقواعد الشعبية الكبيرة، مثلما فعل محمد على حينما نفى الزعيم الشعبى مكرم عبيد، الذى كان يمثل قيادة أزهرية كبيرة، كما لجأت أسرة محمد على لذلك أيضا، ويقال إن النفى كان ظاهرة موجودة فى مصر الفرعونية، كما أنه كان موجودا عالميا وإقليميا.

معطيا أمثلة على ذلك بقوله: "حاكم قطر نفى أبوه ليتولى الحكم بعده، كما انتشرت ظاهرة النفى فى أمريكا اللاتينية وأوروبا فى القرن الـ18 والـ19 على وجه التحديد، حيث كان حكام الإمبراطوريات يلجأوا لنفى الأمراء والأباطرة الذين لا يساعدوهم فى حكم البلاد.

أما أسباب اختفاء النفى فى العصر الحالى فيبرره العزباوى بقوله: "اختفت بسبب السرعة فى تداول المعلومات حاليا، ففى زمن سعد زغلول لم يصل نبأ نفيه لأمريكا على سبيل المثال، إلا بعد بضعة أشهر كما أن وسائل الاتصال الحديثة تمكن الشخص من التواصل مع أهله وأفراد مجتمعه من الخارج والاعتماد حاليا فى التخلص من زعماء الثورات يتم إما بالزج بهم فى السجون أو تصفيتهم جسديا".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة