فورين بوليسى: مخاوف من زيادة عمليات الخطف التى تستهدف الأقباط بالصعيد

السبت، 28 ديسمبر 2013 12:51 م
فورين بوليسى: مخاوف من زيادة عمليات الخطف التى تستهدف الأقباط بالصعيد مدير أمن المنيا اللواء أسامة متولى
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سلطت مجلة مجلة فورين بوليسى الضوء على عمليات خطف الأقباط فى صعيد مصر، من قبل عصابات مسلحة تسعى لحصد المال، مشيرة إلى أنه وسط حالة الفراغ الأمنى المستمرة منذ ثورة يناير 2011، تستمر مخاوف الأقباط المحاصرين من موجة جديدة من العمليات مع اقتراب إجازة العيد.

وأوردت المجلة الأمريكية عددا من حالات الخطف، والتى تزداد على نحو كبير فى محافظة المنيا، حيث تم خطف أكثر من 100 شخص فى هذه المحافظة وحدها، معظمهم من المسيحيين. وقد تكبد المجتمع المسيحى ما يقدر بـ750 ألف دولار خسائر لدفع الفدية.

وتورد المجلة تفاصيل واقعة خطف ممدوح فريد، يوم 7 ديسمبر، بينما كان فى طريقه إلى المنزل عائدا بسيارته من عمله فى عيادة محلية، حيث قطع سبعة ملثمين الطريق أمامه وبادره أحدهم بالإهانة والضرب على مؤخرته ورأسه ليسقط فى إغمائه.

وتعرض فريد، 58 عاما، طيلة 6 أيام لأشكال شتى من التعذيب، على يد خاطفيه، الذين أبقوه معصوب العينين ومقيد داخل كوخ مهجور. وكان الخاطفون يقومون بالاتصال بعائلته وتعزيبه بقسوة حتى يسمعوه صوت صرخاته، وعندما طلب ذات مرة مياه شرب قدموا له "بول".

وفيما طلب خاطفيه 290 ألف دولار من عائلته لإطلاق سراحه، تقول المجلة، إن مثل هذا المبلغ تستحيل لعائلة رجل يعول أسرة من تسعة أفراد تعيش على 200 دولار فى الشهر أن تدفعه.

وتوضح أن الخاطفين لم يتركوا فريد إلا بعد أن تأكدوا أنه من عائلة فقيرة للغاية لا تستطيع تلبية طلبهم، فزوجته تعانى سرطان الثدى والسكرى، ويعول ستة أطفال يتامى من أقاربه، بالإضافة إلى اثنين من أبنائه، وليس لديه شىء قيم للبيع. وقد استقر الأمر على دفع 7300 دولار بدلا من 290 ألفا، اضطرت عائلته التسول للأقارب والجيران والكنيسة لجمعها.

وتقول فورين بوليسى، إن هذه العمليات تأتى نتيجة الفراغ الأمنى بعد سنوات من الاضطرابات السياسية، فيما لا تفعل الدولة شيئا يذكر لحماية الأقليات المستضعفة، خاصة الأقباط الذين تحملوا العبء الأكبر من ضعف القانون والنظام. ومع اقتراب عيد الميلاد، يخشى مسيحيو المنيا تزايد هذه العمليات، فمع خروج الأهل والأقارب خلال إجازة العيد لزيارة بعضهما البعض، ربما يمثلون أهدافا رئيسية للخاطفين.

وتضيف المجلة، كأقلية ضعيفة لا يمكنهم الرد على مثل هذه الانتهاكات، فإن المسيحيين باتوا هدفا سهلا للخاطفين. وتتابع أن الجرائم ضد الأقباط غالبا ما تمر دون عقاب، فلقد تعرضت أكثر من 40 كنيسة للتدمير، وتعرض أكثر من 200 من ممتلكات الأقباط للهجوم من قبل الإسلاميين منذ أغسطس الماضى، حيث سعى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى للانتقام من المسيحيين عقب الإطاحة به، دون أن يتم إدانة أحد.

وتابعت أن بعضا من أسوأ الهجمات ضد الأقباط وقعت فى المنيا، حيث كانت قوات الشرطة تقف موقف المتفرج عندما كان يتم إشعال النيران فى بيوت وممتلكات الأقباط، فيما وعدت السلطات بالتحقيق فى الجرائم، فبعد ما يقرب من ثلاث سنوات من أول عملية خطف، لم يتم إدانة أحد. وفى الوقت نفسه، يتردد بعض الضحايا فى إلقاء اللوم علنا على قوات الأمن خشية من تفاقم الوضع.

وتشير المجلة إلى سيادة شعور بالسخط والاستياء بين أقباط المنيا ق حيال انهيار القانون والنظام وضعف كفاءة الحكومة، بل إن البعض يشكو الاشتباه فى تورط عناصر من الشرطة مع الخاطفين.

غير أن مسئولى الأمن ينفون الضعف ويلقون باللوم على الأقباط، مشيرين إلى أن العائلات لا تبلغ عن حوادث الخطف سوى بعد عودة ذويهم، مما يعيق الشرطة عن تتبع المجرمين فى مخابئهم.

ويقول مدير أمن المنيا، اللواء أسامة متولى، "الطبيعة الجغرافية للمنيا، حيث الجبال والصحارى، تجعل من الصعب تعقب الجناة، ولكننا نعتقد أنه سيتم القبض على هذه العصابات ومحاكمتها قريبا".

وتخلص المجلة بالقول، إن المجتمع المسيحى المحاصر فى صعيد مصر لديه أمل ضئيل فى العدالة، ونظرا لاستمرار عمليات الخطف أصبح من الصعب على الأقباط الاستمرار فى دفع الفاتورة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة