علقت مجلة فورين بوليسى، على قرار الحكومة المصرية مصادرة أموال وأصول 1000 من الجمعيات الخيرية التابعة لحركات إسلامية ومن بينها الجمعيات المرتبطة بالإخوان المسلمين والجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية، وقالت أن المنظمات الإسلامية الثلاث يشكلا العمود الفقرى لشبكة الخدمات الاجتماعية الإسلامية فى مصر، لذا فإن مصادرة أموال الجمعيات التابعة لها ممن تعمل فى مجال الخدمات الاجتماعية، يتردد صداه بين ملايين المصريين الذين يعتمدون على هذه المنظمات لتلبية احتياجاتهم اليومية.
وأضافت المجلة الأمريكية أن هذا ربما يخلق مظالم جديدة للمصريين العاديين ويعمل على توسيع المعارضة وراء الإسلاميين والمتشددين، مشيرة إلى أن امتداد القرار ليشمل الجمعيات التابعة لأنصار السنة والجمعية الشرعية، يشير إلى عزم الحكومة توسيع دائرة تعقبها للمنظمات الإسلامية، إلا أن الأنشطة الاجتماعية لهاتين المنظمتين تسبقا جماعة الإخوان حيث تعود أنشطتهما إلى عام 1912.
وتحدثت المجلة عن شبكة المستشفيات والعيادات والمدارس التى تديرها هذه المنظمات والتى تقدم خدمات طبية بالمجان، مما منحها شعبية واسعة فى المناطق والمدن الفقيرة، خلال حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومن قبله أنور السادات. ويأتى ذلك ضمن صفقة ضمنية بين الجماعات الإسلامية والنظام، حيث تم وضع هذه الجمعيات تحت إشراف الحكومة مع منحهم حرية العمل.
وفى الخلفية، كانت الأجهزة الأمنية ترد إذا خرجت هذه الجمعيات عن حدودها. وتشير المجلة أن الأنظمة المصرية المتعاقبة وجدت هذا الترتيب مواتيا لأن هذه الخدمات الاجتماعية ساعدت على تخفيف وقع أثار الإصلاحات الاقتصادية، بدءا من الانفتاح ثم الخصخصة.
وتقول المجلة إنه خوفا من عقاب الحكومة، فإن كلا من الجمعية الشرعية وأنصار السنة حاولا أن ينأوا بأنفسهما، منذ 3 يوليو الماضى، عن الإخوان المسلمين واستيعاب الحكومة الجديدة المؤقتة. وعلى الرغم من المناورة، فإن الجمعية الشرعية اضطرت للدفاع عن نفسها حيال شائعات صلاتها بالإخوان. وقبيل تجميد أصولها، فإن بعض المعاهد التابعة للجمعية الشرعية جرى غلقها بسبب صلات حقيقية، وبعضها مشتبه به، بجماعة الإخوان المسلمين.
وتخلص المجلة بالقول إن محاولة الحكومة الجديدة لتقويض القطاع الاجتماعى الإسلامى يمثل خطوة تتجاوز تصرفات أى نظام تجاه الإسلاميين. وربما كان صحيحا أن حكام مصر يشعرون بدعم الشارع الذى تسوده المشاعر المعادية للإسلاميين، لكن فيما تمثل الجمعيات الخيرية السبيل الوحيد لكثير من المصريين الفقراء، فإن هذه الحملة ربما تأتى بنتائج عكسية للاستقرار الذى تسعى إليه الحكومة.