على عبدالرحمن: 2013.. عام نكسة الإخوان

السبت، 28 ديسمبر 2013 07:41 ص
على عبدالرحمن: 2013.. عام نكسة الإخوان صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن العام 2013 كسائر الأعوام التى مرت على مصر فقد شهد من التغيرات التى اختصرت عشرات السنين، حيث تناوبت على مصر موجات سياسية عارمة أرادت أن تجرفها إلى هوة لا يعلم مداها أحد.. لكنها مصر المحفوظة المحروسة التى تغلب ولا تغلب.

كانت جموع الشعب تنتظر من أول رئيس مدنى منتخب تحقيق ما نادت به الثورة فكانت أزمات طاحنة أظهرت عجز الرئيس مرسى وجماعته، التى أبى إلا أن يظل مواليًا لها، عن إدارتها وإيجاد حل لها، ربما كانت سياسة الإقصاء والتهميش التى انتهجها المعزول وجماعته أحد المحاور الرئيسية التى تسببت فى معظم الأزمات التى لحقت فوز مرسى بالرئاسة، فما أن سكن مرسى قصر الرئاسة حتى بدا ولع وتلهف الجماعة لـ«التكويش» على كل شىء، وإقصاء الآخرين حتى من قاموا بثورة 25 يناير.

بدأ الصدام بين مرسى والقوى المعارضة له يتأجج مطلع عام 2013، وهو ما اتضح جليا فى دعوة القوى المعارضة لتحويل الاحتفالية الأولى بذكرى 25 يناير، ثورة ضد مرسى وجماعته، الأمر الذى خلّف وراءه أعمال عنف وضحايا لا تختلف كثيرًا عما حدث فى ثورة 2011، وتأججت الأوضاع أكثر بعد حكم المحكمة فى اليوم التالى للذكرى بإعدام 21 شخصا من المتهمين فى أحداث استاد بورسعيد، ما زاد من حدة المظاهرات، وبدأت القوى المعارضة تحشد أكثر ضد الإخوان، بل إنها لاقت قبولا كثيرا لدى الشارع الذى لم يلمس أى تغيير ملحوظ بعد انتخاب أول رئيس مدنى سوى مسلسل «أخونة الدولة».

فجاءت جمعة الخلاص التى دعت إليها قوى سياسية معارضة، بعد يوم واحد من توقيع وثيقة الأزهر التى دعت لنبذ العنف ودعم الحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة، والتى شهدت الواقعة الشهيرة «سحل حمادة صابر» فى تظاهرات قصر الاتحادية، حيث جردته قوات الأمن من ملابسه وسحلته أمام شاشات التلفاز، وطالب المشاركون فى فعاليات جمعة الخلاص بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، ولجنة لتعديل المواد الخلافية فى الدستور، وإزالة آثار الإعلان الدستورى الصادر فى 22 نوفمبر 2012، وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق فى سقوط الشهداء والمصابين فى الأحداث الأخيرة ومحاسبة المسؤولين عنها، وإخضاع جماعة الإخوان المسلمين للقانون، وإلغاء حالة الطوارئ فى مدن القناة.

لم تلبث الذكرى الثانية لثورة يناير ومعها جمعة الخلاص وما وقع خلالهما من أحداث، تمر بمشاحناتها وضحاياها حتى بدأت تلوح فى الأفق عدة أزمات عجزت حكومة قنديل عن حلها، حيث شهدت مصر أزمة وقود طاحنة، وتزامنت مع أزمة الوقود أزمة أخرى وهى انقطاع الكهرباء لتشهد البلاد انقطاعات متكررة فى الكهرباء خلال فصل الشتاء للمرة الأولى، بعد أن كانت مقتصرة على فصل الصيف.

وبينما مرسى وجماعته غارقون فى مسلسل الأخونة، رامين خلفهم كل هذه الاحتجاجات، انطلق يوم الجمعة 26 إبريل 2013 من ميدان التحرير، «تسونامى» حركة «تمرد» التى أصبحت الشوكة التى قصمت الإخوان، والتى أعلنت أنها ستنتهى فى 30 يونيو من نفس العام، وتمكنت من جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من محمد مرسى، إلا أن مرسى لم يكترث ولو للحظات بتمرد الشعب ضده رغم أنه أكد قبيل تقلده منصب الرئاسة أنه لو خرج الشعب ضده سيرضخ له ويستقيل من منصبه.

خرج مرسى فى 26 يونيو، فى خطاب استمر ساعتين ونصف الساعة، استعرض خلاله إنجازاته واعترف بارتكاب أخطاء، ووجّه رسائل تأييد للجيش والشرطة، وكيف أن هناك أيادى خفية تفتعل أزمات الكهرباء والوقود، على غير ما توقع مرسى أثار الخطاب موجة غضب أكثر فى الشارع الذى كان ينتظر من الرئيس الاستجابة لأقل مطالبه وهو إقالة هشام قنديل رئيس الحكومة، فخرج ملايين الشعب فى 30 يونيو هاتفين «ارحل»، غير أن العنجهية وتخفيه فى أهله وعشيرته جعلاه لا يكترث أيضا بتلك الملايين التى خرجت لتعبر عن رأيها.

فخرج فى اليوم التالى الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى ليمهل مرسى 48 ساعة لحل الأزمة، فخرج مرسى فى 2 يوليو ليلقى خطابه الأخير الذى عرف وقتها بخطاب «الشرعية الشرعية» كتعبير عن السخرية من مرسى الذى ردد أكثر من مرة كلمة الشرعية التى لا بديل لها سوى سفك الدماء، فخرج «إعصار السيسى» فى اليوم التالى ومعه عدد من القوى الوطنية مثل شيخ الأزهر والبابا تواضروس والدكتور محمد البرادعى ليعلن عزل مرسى.

لم يلبث الشعب الاحتفال بعزل مرسى إلا وأفسدت فرحته ميليشيات الإخوان التى بدأت تستعيد ماضيها من أعمال عنف وسفك دماء انتهت بالاعتصام فى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، استمر 48 يومًا، إلى أن جاءت ساعة الحسم، فجر يوم 14 أغسطس، وتدخلت قوات من الجيش والشرطة لفض الاعتصامين بعد شكاوى من سكان المنطقتين وكم التحريضات التى يبثها قيادات الجماعة من منصات الاعتصام.
وجاء رد الإخوان على هذا الفض بشعا، إذ فى مساء نفس اليوم، نفذ عدد من المنتمين للجماعة «مجزرة كرداسة»، بعد مهاجمتهم لقسم شرطة كرداسة بسلاح آر بى جى، وقتلوا كل الضباط وكان عددهم 7، بينهم مأمور القسم ونائبه، ومثلوا بجثثهم وسحلوهم جميعًا.

توالت بعد ذلك جرائم الجماعة وفعاليتهم التى تسفر فى كل مرة عن مقتل وإصابة العشرات، وقطعوا طريق كوبرى أكتوبر، ومحاولة إحراق قسم شرطة الأزبكية، واشتباكات رمسيس والاعتصام فى مسجد الفتح، إلا أن هذه الاحتجاجات سرعان ما كانت تشتعل وتهدأ فى كل مرة يلقى فيها الأمن القبض على قيادى من الجماعة، وسط هذا وذاك ظلت تعمل لجنة الخمسين إلى أن أخرجت الدستور الجديد الذى يستعد الشعب للاستفتاء عليه مطلع العام الجديد.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة