بعد مرور عام على احتجاجات الأنبار فى العراق، أحيى أبناء المحافظة العراقية ذكرى احتجاجاتهم رافعين لافتات مكتوب عليها "شباب السنة صامدون"، و"كلنا أمّنا عائشة"، و"كلنا عمريون"، احتجاجاً على ما وصفوه بممارسات الحكومة العراقية التصنيف العنصرى والطائفى ضد السنة، ما يعنى استمرار وقوع العراق فى مستنقع الطائفية والحروب الداخلية التى يدفع أبناء العراق ثمنها الباهظ.
ومن جهة، ناشد أبناء الأنبار المسئولين بالمجىء إلى الساحة وتفتيشها، ودعوا جميع المسئولين إلى القدوم للساحة وتفتيشها خيمة تلو الأخرى، مؤكدين إذا تم العثور داخلها على أى شىء غير قانونى فعليهم أن يفعلوا ما يشاءون.. فهذه المظاهرات سلمية، ونحذّر الحكومة من اقتحام هذه الساحة لأنها عرضنا وملاذنا.. ساحتنا مفتوحة للتفتيش وخيامنا سلمية - على حد قولهم.
فيما صرح رئيس الوزراء العراقى "نورى المالكى" بفض الاعتصام إذا لم ينسحب المحتجون من ساحات الاعتصام التى وصفها بـ"ساحة فتنة"، وأكد المالكى أنه لا تفاوض فى ظل بقاء ساحات الاعتصام فى الأنبار، وأمهل المعتصمون أسبوعاً لفض اعتصامهم داعياً العقلاء لأن يستجيبوا للمهلة التى منحت لإزالة تلك الساحات، ولفت المالكى إلى أن العملية الأمنية فى الأنبار ستستمر لتخليص العراق من وباء التطرف والطائفية وأتمنى أن تنتهى دون وقوع خسائر.
وبعد تهديد المالكى تحركت حشوداً عسكرية كبيرة تتوجه إلى قاعدة الأسد العسكرية غربى الرمادى مركز المحافظة تحت غطاء جوى كثيف ألقى خلاله الطيران العراقى منشورات تحض أبناء الأنبار بعدم الاقتراب من الصحراء للقضاء على أوكار القاعدة، وانسحبت تلك القوات بعد ساعات من تطويق ساحات الأنبار، مطالباً أصحاب الحقوق المشروعة بمغادرة الساحة وتركها للقاعدة للقضاء عليهم.
على صعيد متصل هدد منظمو وقادة ساحتى اعتصام الفلوجة والرمادى كل من يقترب من أسوار ساحات الاعتصام بـ"الهلاك"، وفى حين أشاروا إلى أن العشائر "لن تقف مكتوفة الأيدى وستدافع عن المعتصمين"، اتهموا رئيس الحكومة العراقية نورى المالكى "بالسعى لخلط الأوراق وتصعيد المواقف لصالحه لكسب الانتخابات القادمة".
ودعا خطيب الجمعة، فى إحدى ساحات الاعتصام دول العالم إلى عدم دعم المالكى، فى تولى فترة ثالثة فى منصبه، وأشار الخطيب إلى ما اعتبره "منجزات" المظاهرات المتواصلة منذ 10 أشهر، للمطالبة بإصلاحات سياسية، وإطلاق سراح المعتقلين.
كما اتهم الشيخ أحمد الدليمى، خطيب الجمعة فى مدينة الرمادى بالأنبار، المالكى بـ"الاستخفاف بجموع المتظاهرين"، معتبراً أن حكومته "خاضعة" لإيران، وردد المصلون هتافات دعت إلى تأسيس إقليم مستقل فى "الأنبار".
العراق يواصل التوغل فى مستنقع "الطائفية".. اعتصام "الأنبار" يتهم الحكومة بتنفيذ أجندات إيرانية.. ويرفع لافتات "أمنا عائشة".. ورئيس الوزراء يصف المعارضون بأصحاب "ساحات الفتنة" ويدعو للحل السياسى
السبت، 28 ديسمبر 2013 02:01 ص