وشدد الوفد الروسى بقيادة "ليونيد ايسايف"، خلال زيارته لـ"اليوم السابع"، على اهتمام الشعب الروسى بكل ما يجرى فى مصر، وأكد "ليونيد ايسايف" أن زيارة الوفد للقاهرة كان لها هدفان، الأول هو متابعة المناقشات والمحادثات التى جرت خلال الزيارة الأولى مع ممثلى منظمات المجتمع المدنى المصرى والمنظمات المصرية بشكل عام، كما أن الزيارة جاءت بعد قبول دعوة الجمعية المصرية الروسية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية لحضور حفل الأوبرا، احتفالا بمرور 70 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، وكان أيضا من ضمن المدعوين فى حفل الأوبرا الوفد الدبلوماسى المصرى الذى زار موسكو فى شهر نوفمبر.
وقال لونيد، إن الهدف الثانى من الزيارة الثانية أنه خلال الزيارة الأولى كانت هناك الكثير من الأمور التى تم العمل عليها، وكانت ناجحة جدا، لكنها كانت زيارة مزدحمة جدا، وللأسف لم نستطع أن نلتقى بجميع المنظمات التى كنا نود أن نلتقى بها، لذلك أردنا استكمال اللقاءات مع هذه المنظمات.
وأشار "ايسايف" إلى أنهم التقوا "محمد سويلم" نائب وزير الشباب بمنطقة القاهرة، والدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى، والدكتورة "نسرين البغدادى" رئيسة مركز البحوث للدراسات الاجتماعية والجنائية، وهشام زعزوع وزير السياحة، والسفيرة فاطمة الزهراء عتمان وكيل أول وزارة الخارجية.
وحول انطباعهم عما يحدث فى مصر والشارع المصرى بصفة عامة، قال ايسايف "تشكلت لدى الوفد انطباعات جيدة ورائعة عن الأحداث فى مصر والشارع المصرى، وتم تأكيد هذه الانطباعات الجيدة التى تشكلت لدينا فى هذه الزيارة، لذلك أكرر أن الوضع فى مصر ملاحظ بشكل جيد، لأنه يتجه نحو الاستقرار، وحينما نقارن الأوضاع فى مصر حاليا بما كانت عليه قبل عام سنجد أن ميدان التحرير تحول لرمز الثورة والحرية، والمطالبة بمطالب كثيرة، ويمكن أن نقول إن الحياة فى ميدان التحرير أصبحت طبيعية، وهذا يعنى أن الحياة فى مصر أصبحت طبيعية أيضا".
وأضاف "ايسايف"، كما أن الاستفتاء على الدستور المصرى الجديد يدل على حجم التغيير الذى حدث فى مصر، ونتذكر أنه منذ عام قام الرئيس المعزول "محمد مرسى" بوضع دستور، ولكن الآن نشهد لجنة الخمسين وهى تضع الدستور المصرى الجديد، وننظر إلى الفارق بين الحالتين، ففى عهد مرسى كان الوضع غير آمن، ويوجد الكثير من القلق والتوتر، أما الآن نرى توافقا تاما بين طوائف ونسيج الشعب المصرى حول الدستور المصرى الجديد، ولذلك نعتقد أن مصر تعود إلى الحياة الطبيعية".
وردا على سؤال حول نظرتهم للعلاقات المصرية الروسية بعد زيارة وزيرى خارجية ودفاع روسيا إلى مصر وهل ستعود هذه العلاقات كما كانت عليه أيام الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر"، قال ايسايف إنه ينظر بكل تفاؤل إلى مستقبل العلاقات المصرية الروسية، مضيفا "من الواضح أن مصر وصلت إلى مرحلة جديدة من التغييرات، وثورة 25 يناير و30 يونيو أكدت أن الشعب المصرى يحترم حريته، والشعب لا يريد أن يعتمد على أى أحد، ويريد أن يكون حرا مستقلا بإرادته، ولا يمكن أن نرى فى المستقبل أى سيطرة من قبل أى دولة على مصر وعلى الشعب المصرى حتى إن كانت روسيا أو الاتحاد السوفيتى سابقا أو أمريكا أو الصين، وأنا لا أرى أن الشعب يفكر فى عودة العلاقات مع الاتحاد السوفيتى فى عهد عبد الناصر أكثر ما يفكر فى عودة أيام السادات ومبارك، فالشعب المصرى يريد أن يقيم علاقات الند بالند مع جميع الدول بما فيها روسيا ودول أوروبا، وفى المقابل فإن روسيا لا تطمح لتأخذ دور أمريكا فى مصر ولكنها تريد أن تصبح صديقة لمصر وحليفة ولها علاقات استراتيجية مع القاهرة".
وحول رؤية الشارع الروسى لما يحدث فى مصر، ومدى معرفته بالفريق أول عبد الفتاح السيسى، شدد رئيس الوفد الروسى على أنه يؤكد بكل ثقة "إنه بدءا من ثورة 25 يناير وحتى 30 يونيو فإن الشارع الروسى يتابع باهتمام مجريات الأحداث فى مصر، حيث جذبت هذه الأحداث اهتمام الشعب الروسى، ويتابع عن كثب وبكل اهتمام مصير الأحداث فى مصر، والشعب كان يتابع بشكل مباشر جميع ما يحدث فى مصر، وهذا يعنى أن مصير مصر يهم الشعب الروسى جدا، وهذا أيضا يعنى أن الشعب الروسى يقلق بجدية على مصير الشعب المصرى.. وفيما يخص السيسى فهو شخصية معروفة جدا فى روسيا، وشخصيته تتوسع بشكل كبير وقوى جدا لأنه قام بخطوات لا يمكن لأحد أن يأخذ مثلها".
وضم الوفد الروسى "ليونيد ايسايف" رئيس الوفد، والأستاذ فى مدرسة الاقتصاد العليا، والباحث فى الأكاديمية الروسية للعلوم، و"ديميترى باخوموف" مدير صندوق دعم الكنائس المسيحية "الصندوق الدولى للتضامن المسيحى"، و"نواف إبراهيم" الصحفى بصوت روسيا وعضو حركة ناشى الروسية.
