يلتقى زعماء الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (ايجاد)، اليوم الجمعة، فى العاصمة الكينية نيروبى لمناقشة تطورات العنف المتصاعد فى دولة جنوب السودان، حسبما صرحا هيلد جونسون رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى هذه الدولة المضطربة.
ويجتمع زعماء ايجاد بعد يوم على محادثات ثلاثية جرت فى جوبا بين رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت والرئيس الكينى اوهورو كينياتا، ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلى مريم ديسالين.
وعقب المحادثات التى جرت أمس الخميس، فى القصر الرئاسى، صرح وزير الشئون الخارجية الإثيوبى تيدروس أبودون للصحفيين بأن "الاجتماع كان بناء جدا وصريحا"، ولم يحضر خصم كير، نائب الرئيس السابق ريك مشار، المحادثات.
ووفقا لتيدروس، تضمنت المحادثات وقف الأعمال العدائية والأزمة الإنسانية الناجمة عن العنف وإمكانية إجراء حوار سياسى مع ماشار.
وقد سادت أعمال العنف ثلاث على الأقل من أصل عشر ولايات فى جنوب السودان. وقد أخذ الصراع أبعادا عرقية، حيث ينتمى سلفا كير لعرقية الدينكا فى حين ينتمى ريك مشار لقبيلة النوير، وازدادت حدة التوتر داخل الحزب الحاكم منذ حصول الدولة الوليدة على استقلالها قبل نحو عامين ونصف العام.
وبلغ صراع القوى ذروته بين سلفاكير، ذى الخلفية العسكرية وتعليمه المتواضع، ومشار الحاصل على درجة الدكتوراه عندما اعترض الساسة الرئيسيون على ترشح كير للانتخابات فى عام 2015.
ولأن كير ومشار يأتيان من جماعات ومناطق عرقية مختلفة داخل جنوب السودان، فقد تسبب هذا فى حدوث تصدعات سياسية أخرى.
وسرعان ما انتشر العنف إلى العديد من الولايات الأخرى، مع تكثيف حدة القتال خاصة فى ولايات وسط الاستوائية وجونقلى والوحدة، وذلك وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية.
وقد أدى النزاع الذى بدا فى 15 ديسمبر الماضى إلى تشريد 92 ألفا و500 شخص فى حين لجأ نحو 58 ألفا آخرين إلى القواعد التابعة لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى أنحاء البلاد.
وأعلن الصليب الأحمر فى كمبالا أمس الخميس، أن أكثر من سبعة آلاف مواطن من جنوب السودان فروا إلى أوغندا المجاورة منذ أن بدأ العنف الأسبوع الماضى.
وأشارت المنظمة المعنية بالمساعدات، إلى أن آلافا آخرين من اللاجئين يتوقع أن يصلوا خلال الأيام القليلة المقبلة إلى مقاطعات مويو وأروا وكوبوكو وأدجومانى شمال غربى أوغندا، حيث أقيمت مخيمات مؤقتة.
وقال الأمين العام للصليب الأحمر فى أوغندا، كين أودور، إن كثيرا من النازحين مرضى وفى حاجة إلى المساعدة العاجلة بعدما ساروا مئات الكيلومترات ليصلوا إلى الحدود.
وأضاف "أن معظم اللاجئين مصابين بجروح بسبب السير لمسافات طويلة.. أقمنا مخيمات لهم ونوفر المواد غير الغذائية، مثل الأدوية والمأوى والأوانى".
وكان مجلس الأمن الدولى تبنى بالإجماع قرارا يوم الثلاثاء الماضى، بإرسال 5500 جندى إضافى من قوات حفظ السلام لتعزيز بعثة الأمم المتحدة فى جنوب السودان البالغ قوامها بالفعل 7 آلاف جندى، ومن المقرر أن ينضم إلى البعثة كذلك 1300 من قوات الشرطة المدنية.
زعماء "ايجاد" يواصلون محادثاتهم سعيا لتسوية أزمة جنوب السودان
الجمعة، 27 ديسمبر 2013 09:45 ص