نقلا عن اليومى :
كتائب الجماعة الإلكترونية تسرب خبرًا عن قرب تولى الشاطر رئاسة الحكومة.. وقيادى إخوانى: إنه أكبر من رئيس وزراء
قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير
خرج خيرت الشاطر من سجنه فى مارس 2011، قبل أن تنتهى فترة عقوبته، ولأن النظام تغير والقوى تغيرت والموازين أيضا، كان لابد أن يطالب القيادى الإخوانى بأن يحصل على حقوقه كاملة.
لم يرض الشاطر بالحصول على إفراج صحى أو عفو جزئى، لأنه يعرف أنه بذلك لن يكون مواطنا طبيعيا، فهو يعرف أن القانون يقول إن كل حكم بعقوبة جنائية يستلزم حتما حرمان المحكوم عليه من حقوق ومزايا عديدة.
على مدار الشهور التى أعقبت الثورة.. كانت التصريحات التى أدلى بها أعضاء المجلس العسكرى من ناحية وقيادات الإخوان من ناحية أخرى تشير إلى أنه لا صفقات بين المجلس والجماعة.. بل من العيب أن يتردد مثل هذا الكلام. بعد أن رست سفينة البرلمان على شاطئها، واعتلى كرسى الرئيس به سعد الكتاتنى خفتت كل الأصوات الإخوانية التى ألحت على حق الحرية والعدالة فى تشكيل الحكومة، وكانت هذه إشارة إلى أن الجماعة التزمت حدودها مع المجلس وأن ما جرى لم يكن إلا من دواعى الدعاية الانتخابية.
كان واضحا أن جماعة الإخوان لن تقبل على تشكيل الحكومة، ليس فقط لأنها ستقف عند حدود الأدب مع المجلس العسكرى، ولكن لأنها فعليا لا تمتلك الكوادر التى تمكنها أن تقيم مصر من عثرتها، ولذلك انحازت إلى عدم كشف نفسها أمام الرأى العام.
لكن وبعد أن بدا الأداء الباهت للأغلبية فى البرلمان، كان لابد للجماعة من أن تقوم بحركة استعراضية ولو على المستوى الإعلامى فقط، وهو ما دفع خيرت الشاطر إلى أن يعلن عبر فضائية الجزيرة أن الجماعة تستعد لتشكيل حكومة إنقاذ لأن أداء حكومة الجنزورى غير مرضٍ للجميع.
خرج بيان من الجماعة ليشير إلى أن خيرت الشاطر لم يقل إن الجماعة تشكل الحكومة، ولكن قال إن الجماعة على استعداد لأن تشكل الحكومة، والفارق كبير بين الاستعداد والعمل الفعلى على تشكيلها.
شغلت الجماعة المجتمع كله بأمر حكومتها التى لم تكن إلا خيالا، فوقت الإعلان عنها لم يكن من حق خيرت الشاطر أساسا أن يعمل بالسياسة، ورغم ذلك كان هناك من يشير إلى احتمالية أن يتولى بنفسه رئاسة الحكومة، وإن كان أحد قيادات الجماعة نفى هذه الفكرة بنوع من التعالى السياسى والتقديس لخيرت الذى رأى أنه أكبر من أن يكون مجرد رئيس حكومة.
كان السؤال الذى يلاحق خيرت الشاطر فى كل اجتماعاته ولقاءاته وصفقاته مع المسئولين الخارجيين والسفراء ورجال الأعمال.. ما هى صفة هذا الرجل؟ لقد كانت صفته أنه الرجل القوى الذى يستطيع أن يوجه الجماعة إلى الوجهة التى يريدها.
كان رجال المجلس العسكرى يعملون بحسن نية مطلقة.. ولذلك جرهم خيرت الشاطر إلى مساحته تماما، بل يمكن أن نقول إنه خدع العسكر.. وتجول بمنتهى الراحة والأريحية من أجل مصلحة الجماعة.
فالصراع بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان لم يخرج إلى النور بالصدفة، فكل طرف كان قد وصل إلى درجة اليأس من الآخر، ولم تكن البيانات الحادة والساخنة التى تبادلها الطرفان يوم 24 مارس 2012 إلا ترجمة دقيقة لحالة الضيق التى أصبح كل منهما يعانى منها ويصدرها فى وجه الآخر.
كان أدمن صفحة المجلس العسكرى على الفيس بوك قد وضع بيانا رسميا حفل بلغة التهديد التى وصلت ذروتها فى التلميح إلى أن السيناريو الذى لجأ إليه الرئيس عبدالناصر سنة 1954 حين خرجت مظاهرات رافضة للديمقراطية وعودة الحكم للسياسيين القدامى ورفض عبدالناصر إجراء الانتخابات أو التصديق على الدستور، وأصدر قرارا بحل الجماعة التى كانت تجهز نفسها لتولى الحكم وصدور أوامر وقتها باعتقال آلاف الإخوان فى طول مصر وعرضها.
تهديد المجلس العسكرى للإخوان الذين لم يسمهم صراحة فى بيانه جاء واضحا، إذ قال: إننا نطالب الجميع بأن يعوا دروس التاريخ لتجنب تكرار أخطاء ماض لا نريد له أن يعود، والنظر إلى المستقبل بروح من التعاون والتآزر وأن المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار.
لم يكن دقيقا ما قيل عن أن المعركة احتدمت بين الجماعة والمجلس بسبب عدم دعم ومساندة الجماعة لمنصور حسن فى ترشحه للرئاسة، وهو ما جعله ينسحب فى اللحظة الأخيرة، معلنا أن من وعدوا بمساندته تراجعوا عن دعمه، وإن كان هذا سببا فى الأزمة لا يمكن أن نقلل من تأثيره أو نتجاهل أثره.
كان المجلس العسكرى يرى فى منصور حسن مرشحا مناسبا للفترة الانتقالية، فهو ليس إخوانيا، كما أنه ليس محسوبا على فترة مبارك التى كان مبعدا فيها، وقد طلب أعضاء من المجلس أن تؤيد الجماعة منصور حسن لأسباب وطنية.
لم تكن الجماعة متحمسة لمنصور حسن، لكنها وعدت بأن تستطلع رأى قواعدها أولا قبل أن ترد، لكن استطلاع الرأى هذا طال، ولم تمنح الجماعة أعضاء المجلس كلمة محددة، وهو ما اعتبره بعض أعضاء المجلس إهمالا متعمدا لا يليق من الإخوان.
لقد ألمح منصور حسن إلى أن عصام العريان القيادى فى الجماعة ونائب رئيس الحرية والعدالة زاره فى منزله، ووعده بأن تقف الجماعة إلى جواره فى معركته الانتخابية، لكنه أخلف وعده معه، واختفى تماما ولم يرد عليه، عندما حاول أن يستطلع رأى الجماعة الأخير فى مساندته من عدمها.
الأمر كان أكبر من عصام العريان بالطبع، فالذى وقف فى طريق منصور حسن وطموحه فى الوصول إلى منصب الرئيس بدعم من المجلس العسكرى وتأييد إخوانى، كان خيرت الشاطر الذى حال دون حصول حسن على أى دعم من أى نوع من الإخوان.
كان خيرت الشاطر الذى يتحرك بامتلاء مبالغ فيه بالقوة المفرطة، يعمل بروح من دانت له الأرض، وكان قد كلف محامى الجماعة بأن يتقدم بطلب إلى المحكمة العسكرية ليحصل على رد اعتبار فى قضية 1995، وهى القضية التى صدر ضده فيها حكم بتهمة إحياء تنظيم محظور هو جماعة الإخوان، وقضية 2006 المعروفة إعلاميا بميليشيات الأزهر، والتى لم يكمل مدة الحبس فيها وخرج بعفو صحى من المجلس العسكرى.
توقع خيرت الشاطر أن يحصل على رد اعتبار سريع وفورى، فهو يتحرك بحرية ويعقد لقاءات وصفقات دون أن يعترض طريقه أحد، لكن المفاجأة أن رد الاعتبار صدر فقط فى قضية 1995، لأنها كانت قد استوفقت شروطها القانونية.
كان الشاطر قد قضى مدة الحبس فى قضية 95 كاملة، كما مر على خروجه من السجن 6 سنوات، وهو ما لم يتوفر فى قضية ميليشيات الأزهر، فلم يقض فترة العقوبة كاملة، كما أنه لم يمر عليها 6 سنوات بعد.
اعتقد خيرت أن المجلس العسكرى يمكن أن يجامله وينهى له قضية ميليشيات الأزهر، وهى القضية التى خرج منها الشاطر بتهمتين، الأولى تمويل ميليشيات الإخوان التى نظمت عرضا عسكريا فى جامعة الأزهر، والثانية هى غسيل الأموال، وأن يردوا له اعتباره بما يمكنه من أداء دور سياسى دون أى معوقات.
موقف العسكرى زاد من عناد الشاطر الذى قال لبعض المقربين منه إنه سيربيهم، وكان أن لعب بورقة ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، اعتقادا منه أن المجلس يمكن أن يمنحه رد اعتبار، ويكون الثمن ألا يستخدمه فى الانتخابات الرئاسية 2012، وإن كان يمكنه الاستفادة منه فى الانتخابات القادمة.
لم يكن هذا فقط ما أغضب خيرت الشاطر من المجلس العسكرى، فقد كانت هناك ثلاثة أسباب للغضب، يمكن أن نوجزها فى التالى:
أولا: إرسال الطعن المقدم فى دستورية مجلس الشعب إلى المحكمة الإدارية العليا، دون التنسيق مع الجماعة.
ثانيا: أن المحكمة الدستورية العليا اتخذت إجراءات سريعة جدا فيما يخص الطعن.
ثالثا: كان هناك اتفاق بين الجماعة والمجلس العسكرى أن يتم الإبقاء على كمال الجنزورى رئيسا للوزراء مع تغيير أربعة أو خمسة وزراء بآخرين من جماعة الإخوان، وهو ما لم يستجب له المجلس العسكرى فيما بعد.
فى هذه الفترة حدثت قطيعة بين الطرفين وصلت إلى حد أن أعضاء المجلس العسكرى لم يردوا على تليفونات أعضاء الجماعة وقيادات الحزب.
لم يجد خيرت الشاطر ومحمد مرسى الذى كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة إلا أن يطلبا موعدا عاجلا مع المجلس العسكرى، لكن الغلطة التى ارتكبها الشاطر كانت طلبه أن يكون اللقاء مع أعضاء المجلس العسكرى جميعا، وهو ما استفز قيادات المجلس معتبرين أن طلب الشاطر يفتقد إلى اللياقة، فليس من حقه أن يحدد من سيقابله.. ولا متى.. ولا أين، فكل هذا متروك لقيادات المجلس.
كان القرار أن يجتمع رئيس الأركان الفريق سامى عنان وحده مع خيرت الشاطر ومحمد مرسى، اعتقد الشاطر أنه يمكن أن يقول كل ما يريده، فبدأ بالعتاب للمجلس العسكرى الذى لا يرد على اتصالات الإخوان، بل إن كل قنوات الاتصال انقطعت مرة واحدة، لكن سامى عنان لم يقبل عتاب الشاطر، ولم يلتفت له من الأساس، حاول محمد مرسى أن يخفف من الجو الذى بدأ مشحونا، لكن يبدو أن قدر هذه الجلسة كان أن تظل مشحونة وساخنة حتى لحظتها الأخيرة.
حاول خيرت أن يلعب بورقة ترشيحه للرئاسة، قال للفريق سامى عنان إنه يقاوم ضغوطا كثيرة من الجماعة التى يصر عدد كبير من أعضائها على أن يرشح نفسه للرئاسة، لكن عنان رد عليه باستخفاف قائلا: أنت تعرف أنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، فأنت محروم سياسيا حتى الآن، ولم يصدر لك رد اعتبار فى قضية ميليشيات الأزهر، وليس أمامك طريق آخر تلجأ إليه إلا القضاء العسكرى، الذى سيطبق القانون عليك كما يطبقه على غيرك دون تدخل من أحد.
لم يجن الشاطر شيئا من الحوار مع سامى عنان، ذهب إليه طامعا لا أكثر ولا أقل، وكان رد الفعل عصبيا للغاية، أصدرت الجماعة بيانا حادا اعتبره المجلس العسكرى تجاوزا فى حقه، حيث شككوا فى نزاهة المجلس وألمحوا إلى أن المحكمة الدستورية يمكن أن تحل البرلمان إرضاء للعسكرى، وكان مؤسفا أن تستخدم الجماعة تعبير «هيحطوا إيدهم فى الدرج يطلعوا الحكم».
كان رد الفعل السريع من المحكمة الدستورية العليا أن اجتمعت جمعيتها العمومية، واختارت متحدثا رسميا باسمها، وكان أول ما أعلن عنه المتحدث الرسمى باسم المحكمة أن أى طعن فى نزاهتها سوف يقابل قانونا ضد أى جماعة سياسية، بل أكدت مصادر من داخل المحكمة الدستورية أنها درست الموقف القانونى من تعريض بيان جماعة الإخوان بها.. ومدى إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الجماعة.
لم يقف المجلس العسكرى مكتوف الأيدى، بل أصدر بيانا أظهر فيه العين الحمرا للجماعة، وكان أشد ما أغضب الجماعة فى هذا البيان ما جاء فيه من أن المجلس قد ترفع فى مرات سابقة عن الرد على الافتراءات، باعتبار أن القوات المسلحة المصرية العريقة أسمى من الدخول فى جدل مع فئة أو جماعة.
لم تخف مصادر قريبة من المجلس العسكرى ضيق قيادات المجلس بشدة، مما أعلنه مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع الذى قال فى مؤتمر عقدته الجماعة فى كفر الشيخ من أن الجماعة لم تتزوج من المجلس العسكرى حتى يحدث بينهم طلاق، على اعتبار أن هذا تعبير لا يليق سياسيا، وكان يجب أن يترفع عنه مرشد الجماعة، الذى لابد عليه أن يعرف عمن يتحدث بالضبط.
لم تستسلم الجماعة ولم يستسلم خيرت الشاطر، بل قام بما يشبه عملية الخداع الكاملة للمشير طنطاوى وسامى عنان، وهذه وقائع أخرى يمكن أن نسجلها.
فهذه مجموعة من اللقاءات والاتصالات التى دارت بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين وقيادات المجلس العسكرى، وهى الاتصالات التى انفجرت خلالها قنبلة ترشيح الشاطر نفسه لرئاسة الجمهورية عن حزب الحرية والعدالة.
الاجتماع الأول السبت 24 مارس - مقر وزارة الدفاع
تحدد الموعد صباح السبت 24 مارس 2012، ووصل محمد مرسى إلى مقر وزارة الدفاع ومعه خيرت الشاطر النائب الأول لجماعة الإخوان، بدا أنهما يسعيان إلى التفاهم، فأشار مرسى إلى أن الجماعة تلقت تطمينات من الولايات المتحدة الأمريكية بشأن عدم اعتراضها على ترشيح الإخوان لأحد أعضائها فى انتخابات الرئاسة، وأكد الشاطر أن الإدارة الأمريكية تبارك بالفعل ترشحه للرئاسة، لكنه لا يفكر فى الأمر.
كان لدى الشاطر ومحمد مرسى عرض محدد، وهو أن يتدخل المشير طنطاوى بنفسه لينقذ الجمعية التأسيسية للدستور من الانهيار، وذلك من خلال اجتماع يدعو له بنفسه، يحضره ممثلو الأحزاب، وفيه سيبدى الإخوان مرونة شديدة.
اعتقد خيرت الشاطر أنه عندما يبدى نيته فى عدم الاستجابة لما ادعى أنه ضغوط أمريكية عليه بالترشح للرئاسة، فإنه يمكن أن يجعل المجلس العسكرى يستجيب لكل ما يطلبه، ويبدو أن المجلس بالفعل أبدى مرونة مع ما طرحه خيرت ومرسى من الإبقاء على البرلمان، فلا داعى للإسراع بحله، فى مقابل مساندة من يرى المجلس العسكرى أنه المرشح الأنسب للرئاسة.
فى هذا اليوم تحديدا تسلم خيرت الشاطر ثلاثة قرارات بالعفو الشامل والعام عنه من القضاء العسكرى فى كل العقوبات التى كانت تحول بينه وبين العمل السياسى، وقد يكون هذا سر إعلان محاميه عبدالمنعم عبدالمقصود بقوة أنه لا توجد أى عوائق تحول بين الشاطر والترشح للرئاسة.
الاجتماع الثانى الثلاثاء 27 مارس
دعا المشير طنطاوى ممثلى الأحزاب إلى اجتماع لإنقاذ الجمعية التأسيسية، وهو الاجتماع الذى حضره الفريق سامى عنان، فى هذا الاجتماع حاول طنطاوى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بدأ كلامه بالتأكيد على أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع الشرعية الممثلة فى البرلمان وقراراته».
المفاجأة أن محمد مرسى لم يلتزم فى الاجتماع بما سبق الاتفاق عليه، وكان صادما للمشير والفريق عندما قال: «إذا بدأنا فى مناقشة تشكيل الجمعية التأسيسية، فنحن نناقش شيئا لا يملكه إلا المجلسان فقط، فهما أصحاب الحق والقرار».
لم يستطع المشير طنطاوى أن يخفى غضبه، وحاول سامى عنان أن ينزع فتيل التوتر بسبب الاتهامات التى حاصرت الإخوان: نحن هنا لتجاوز الأزمة التى وقعت ولا نريد أن نشكك فى كل شىء، البلد فى مأزق والخاسر الأكبر هو الوطن، وأرجو ألا يكون هدف الحوارات هو التجريح.
فشلت محاولة سامى عنان فى تهدئة الأمور، وهو ما دفع المشير لأن يقول بحدة: لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى حد الصدام ما كنت دعوت إلى هذا الاجتماع.
الاجتماع الثالث الأربعاء 28 مارس
لم يستغرق الاجتماع الذى ضم خيرت الشاطر والمشير طنطاوى- جرى الاجتماع فى بيت المشير – وقتا طويلا، حاول خيرت أن يستوعب غضب المشير، أكد أنه فى اجتماع الخميس ستلتزم الجماعة، وأن وجود المشير ضرورى، لكن يبدو أن المشير لم يقتنع بما قدمه خيرت الشاطر، الذى أعاد التأكيد على أنه لن يستجيب للأمريكان فى مسألة ترشيحه للرئاسة.
كان المجلس العسكرى بعد اجتماع الثلاثاء قد أدرك أن الجماعة تلعب لعبتها الأخيرة، وأن التلويح بورقة الأمريكان لم يكن للتهديد، بل هناك ما يجرى بالفعل، التقارير المخابراتية أشارت إلى أن هناك اجتماعات مكثفة جرت بين قيادات إخوانية وبعض المسئولين الأمريكان، لكن ليست هناك تفاصيل عما جرى فى هذه الاجتماعات، لكن الأهم من ذلك أن مهندس هذه الاتصالات كان وزير الخارجية القطرى الشيخ حمد بن جاسم، وأنه من يتحمس لترشيح خيرت فى الانتخابات الرئاسية.. وقد حاول التأثير على الأمريكان لدعم الشاطر بشكل علنى.
كان لابد أن يؤكد المجلس العسكرى للجماعة أن ورقتها أصبحت مكشوفة وبلا قيمة، وقد وصل للجماعة أن المجلس كشف خدعة الشاطر، وهو ما جعل قيادات بالجماعة تلمح إلى أن ترشيح الشاطر ليس إلا ورقة للمناورة، وأن الجماعة يمكن أن تسحب الشاطر، حيث أكدوا أن أمر ترشحه ليس نهائيا، وإن كان الانسحاب لا يمكن أن يتم الآن بل فى اللحظة الأخيرة، وإن كانت الجماعة تواصل تصعيدها الإعلامى، بتصدير خيرت الشاطر كمرشح قوى ومؤكد للرئاسة.
عندما خرج خيرت الشاطر من الانتخابات الرئاسية كان تقرير استبعاده واضحا، فقد خرج لعدم حصوله على رد اعتبار فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية عليا والمعروفة إعلاميا بقضية ميليشيات الأزهر، وأكدت اللجنة أنه لا يغير من ذلك رد اعتباره فى الجناية رقم 8 لسنة 1995 عسكرية عليا والتى اقتصر رد الاعتبار عليها فى الحكم الصادر بتاريخ 13/ 3/ 2012، والذى يبين فيها أن الطالب أخفى على المحكمة الحكم الصادر فى الجناية رقم 2 لسنة 2007 عسكرية عليا، إذ لو كان قد أشار من قريب أو بعيد ما كان صدر لصالحه حكم رد الاعتبار فى الجناية رقم 8 لسنة 95، لعدم توافر المدة اللازمة للحكم برد اعتباره.
عندما تم استبعاد خيرت جن جنونه.. وخرج ليواجه المجلس العسكرى علانية وبشكل مباشر.. فقد صرح بأن جماعة الإخوان المسلمين رصدت بالفعل اتصالات بين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية والمجلس العسكرى، تفيد بأن المجلس تدخل فى استبعاد بعض مرشحى الرئاسة.. وأن حصول الجماعة على هذه الاتصالات ليس معضلة، حيث إن الجماعة موجودة فى كل مكان.
تحدى خيرت الشاطر للمجلس العسكرى تجاوز إلى الإعلان بشكل واضح عن أن الجماعة تتجسس على المجلس العسكرى، ورغم أن هذا التصريح كان يستوجب المساءلة والمحاكمة إلا أنه مر، عندما تراجع الشاطر وقال إنه لم يكن يقصد تسجيل مكالمات ولكن هناك من بين أعضاء الجماعة من نقلوا له ذلك، معللا الأمر بأن رجال الجماعة فى كل مكان.. وأعتقد أن هذا التصريح هو الذى قطع كل قنوات الاتصال بين جماعة الإخوان والمجلس العسكرى.
موضوعات متعلقة :
وادى الخيانة .. الحلقة الأولى .. مبارك لم يذكر الإخوان صراحة إلا مرتين فقط.. الأولى فى 89 عندما قال للهضيبى: ما الإخوان بيتكلموا كويس أهه والثانية عندما كشف علاقتهم بالأمريكان فى 2005
وادى الخيانة .. الحلقة الثانية ..عمر سليمان يكشف سر كراهية مبارك الشخصية لقيادات الإخوان ..الجماعة طلبت من هيكل التوسط لدى سليمان للجلوس معه أثناء محاكمة مبارك
وادى الخيانة..الحلقه الثالثة..الإخوان اتفقوا مع أبوغزالة على دعمه فى انتخابات الرئاسة 2005 ثم باعوه لمبارك..يحيى الجمل لعب دور الوسيط بين «الجماعة» و«المشير»
وادى الخيانة .. الحلقة الرابعة .. أسرار صفقة «العوا» مع «أمن الدولة» لمنح الإخوان 45 مقعداً فى انتخابات 2010..الاتفاق عليها جرى فى اجتماع ضم اللواء حسن عبدالرحمن و«بديع» و«العوا» و«الكتاتنى» و«مرسى»
وادى الخيانة .. الحلقة الخامسة .. جواسيس خيرت الشاطر على جمال مبارك فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى.. وثيقة إخوانية من قيادى إخوانى لمبارك: انصح ابنك العزيز أن يجلس معنا حتى يسمع منا
وادى الخيانة الحلقة السادسة .. خيرت الشاطر استعطف الجهات الأمنية فى 2005 حتى لا يحصل حزب الوسط على الترخيص
وادى الخيانة ..الحلقة السابعة ..سر الاستقالة التى كشفت علاقة عصام سلطان بمباحث أمن الدولة ..«سلطان» وعدنى بصورة للمرشد الأسبق وهو يرتدى المايوه على البحر.. والهضيبى يتهم أبوالعلا ماضى بأنه خائن
وادى الخيانة .. الحلقة الثامنة .. بالأسماء.. حاملو الرسائل السرية بين مبارك والإخوان أبرزهم «الفقى» و«الجمل» وحمدى السيد .. مصطفى الفقى توسط لدى الرئاسة للسماح لحفيدة حسن البنا بالسفر إلى الخارج
وادى الخيانة .. الحلقة التاسعة ..الصفقات المنقوصة بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان .. أحمد شفيق يعترف: خيرت الشاطر كان تاجر عملة.. وأنا الذى أخرجته من السجن
وادى الخيانة .. الحلقة العاشرة .. أسرار مباركة أمريكا لترشيح «الشاطر» للرئاسة وقصة لقائه العاصف بطنطاوى فى بيت «المشير» .. فشل نواب الإخوان فى البرلمان جعلهم يصعّدون ضد حكومة الجنزورى
الخميس، 26 ديسمبر 2013 08:04 ص
محمد بديع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
MOHEET
تحت
عدد الردود 0
بواسطة:
هيا بنا لزلزلة الارض من تحت اقدام هؤلاء الخونة
دعوة لخروج جموع الشعب المصرى غدا الجمعة الى كل ميادين مصر كل الشعب بالملايين
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام المهدى
اللى نزلوا الاخوان هو انت اخوانى