لا تبدو الصورة سوداوية تماما فى المشهد السينمائى المصرى لعام 2013، فرغم قلة الأفلام المعروضة وتراجع الإيرادات وأيضا غياب نجوم كبار عن السينما، إلا أن هناك ملامح تبشر بأن السينما المصرية قادرة على إفراز مواهب شابة جديدة، خصوصا على مستوى الإخراج.
ومن أبرز إيجابيات السينما المصرية فى عام 2013 ظهور العديد من المخرجات بتجارب سينمائية رفيعة المستوى، تحمل بصمات خاصة فى مجال الإخراج وتؤكد أن العنصر النسائى – الذى كان له دورا كبيرا فى نشأة السينما المصرية- قادرا على التواجد بقوة وفرض نفسه.
ويأتى فى مقدمة المخرجات اللائى أعلن عن أنفسهن فى العام الحالى المخرجة ماجى مرجان بتجربتها الروائية الطويلة الأولى "عشم" والتى عرضت بدور العرض السينمائية المصرية فى 2013، وبطولة جماعية للكثير من الوجوه الشابة والممثلين الكبار، منهم المخرج الكبير محمد خان ومعه المخرج المسرحى محمود اللوزى، والوجوه الشابة أمينة خليل، وسلمى سالم، وسيف الأسوانى، وشادى حبشى، وعلى قاسم، ومروة ثروت، ومنى الشيمى، ومينا النجار، ونجلاء يونس، ونهى الخولى، وهانى إسكندر، وهانى سيف.
والفيلم يعد تجربة الكتابة الأولى للمخرجة ماجى مرجان، وأول تجاربها كذلك فى مجال إخراج الأفلام الروائية الطويلة بعد أن شاركت فى العديد من الأفلام من قبل كمنتج فنى، وتخرّجت ماجى فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حيث تدرّس السينما لطلابها حالياً، وأخرجت فيلمها الوثائقى الأول الصورة عام 2002، وتم عرض فيلمها الوثائقى "مصر عبر عينى مير" على قناة العربية عام 2009.
وشارك الفيلم فى مسابقة الأفلام العربية الروائية بمرجان الدوحة ترايبيكا السينمائى، والفيلم من إنتاج شركة فيلم كلينك، وتدور أحداثه حول 6 قصص متشابكة تمثل الطموح والإحباط والأمل فى المجتمع المصرى ولا تتقابل إلا فى مشاهد عابرة وبالصدفة كل شخصية لها حكاية مختلفة عن الأخرى.
كما أطلت على المشهد السينمائى بقوة المخرجة نادين خان بفيلمها "هرج ومرج" الذى يعد التجربة الروائية الطويلة الأولى لها، وقام ببطولته أيتن عامر مع محمد فراج ورمزى لينر وصبرى عبد المنعم، وتأليف نادين خان أيضا، وسيناريو وحوار محمد ناصر.
وتدور أحداث الفيلم فى إطار الفانتازيا الاجتماعية حول مثلث حب غنى بالصراعات، حيث يتنافس الشابان زكى "فراج" ومنير "لينر" على قلب منال "أيتن عامر"، ويعيش الثلاثة فى مجتمع يقتصر على تلبية الاحتياجات الأساسية رغم الهرج والمرج، وتجد منال نفسها موضوع الرهان فى مباراة لكرة القدم بينهما، والفائز يتزوجها.
وكان الفيلم خير ممثل لمصر فى العديد من المهرجانات السينمائية، بل حصل على الجائزة الكبرى، مناصفة مع الفيلم السورى "مريم" للمخرج باسل الخطيب، فى مهرجان "وهران" للفيلم العربى فى دورته السابعة.
ونجحت هالة لطفى فى أولى تجاربها الروائية الطويلة "الخروج للنهار" فى أن تحجز لنفسها مكانا مميزا وسط المخرجات الجدد رغم أن العمل لم يعرض تجاريا، حيث عرض الفيلم فى العديد من المهرجانات السينمائية، ونال جائزتى فيبريسكى وأفضل مخرج فى العالم العربى فى مسابقة آفاق جديدة من مهرجان أبوظبى السينمائى، بالإضافة إلى التانيت البرونزى فى المسابقة الرسمية لـمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وجائزة الأسد الذهبى فى المسابقة الرسمية بـمهرجان وهران للفيلم العربى، وجائزة أفضل فيلم أفريقى من مهرجان السينما الأفريقية فى ميلانو.
وتدور أحداث "الخروج للنهار" حول محنة أسرة فقيرة فى أحد أحياء القاهرة الشعبية، مكونة من أب قعيد "أحمد لطفى"، وأم ممرضة "سلمى النجار"، مع ابنة "دنيا ماهر" تواجه مشكلات فى التعبير عن مشاعرها وأحلامها بعد أن أصبحت فى الثلاثين من عمرها ولم ترتبط بعد، ولا تفعل شيئاً سوى رعاية أب غائب عن العالم.
وقبل أن يسدل عام 2013 الستار شهدت دور العرض السينمائية طرح الفيلم الروائى الأول للمخرجة أيتن أمين بعنوان "فيلا 69" بطولة خالد ابوالنجا ولبلبة والفنانة الشابة أروى جودة، إنتاج مشترك بين شركة فيلم كلينك وشركة الفن السابع، وتأليف محمد الحاج.
ويتناول الفيلم موضوعات الحب، والمودة والموت، وتدور أحداثه حول "حسين" رجل يعيش فى عزلة ببيته، ولكن تأتيه شخصيات من ماضيه لتقتحم عزلته ونمط حياته الأنانى وتتغير حياته بعد مقابلته شقيقته وابنها سيف، ونتيجة لذلك تشهد حياته تحولاً جذريًا فى نظرته الجامدة للحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة