سياسيون يتوقعون استمرار العمليات الإرهابية ردا على قرار إعلان الجماعة "تنظيما إرهابيا"..ويطالبون باتخاذ كافة التدابير الأمنية للحد منها.. "التجمع": "أنصار بيت المقدس" لافتة تخفى خلفها الإخوان وأنصارها

الخميس، 26 ديسمبر 2013 01:17 م

حادث مدينة نصر الإرهابى

كتبت سمر سلامة وريهام عبد الله - تصوير حسام عاطف

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استمرارا لمسلسل الإرهاب الذى تعيشه مصر، شهد اليوم الخميس انفجارا لقنبلة يدوية الصنع بأحد أتوبيسات النقل العام بمدينة نصر، وبالقرب من المجمع التعليمى للملك فهد بالقاهرة الأمر الذى أدى إلى وقوع مصابين وأنباء عن وقوع قتيل، وهو ما رأى فيه عدد من السياسيين رد فعل متوقعا على قرار مجلس الوزراء بإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.

وحذر السياسيون من استمرار هذه الأعمال من جانب أنصار الجماعة، مطالبين باتخاذ كافة التدابير الأمنية للحد منها.

حيث قال المتحدث الإعلامى لحزب التجمع، نبيل ذكى، أن هناك تنسيقا كاملا بين تنظيم القاعدة والجهاد الإسلامى، والجماعة الإسلامية، والإخوان، مؤكدا أن الجماعة الإسلامية هى لافتة تخفى خلفها الإخوان وأنصارها.

وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن العمليات الإرهابية التى تمارسها الجماعة وأنصارها ستستمر لفترة، مشيرا إلى أن البلاد فى معركة حقيقية ضد الإرهاب، ومؤكدا على ضرورة التحام كافة أجهزة ومؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية، لضبط جميع قيادات جماعة الإخوان.

وطالب زكى الحكومة بمصادرة أى أموال يملكها الإخوان سواء كانت شركات أو مؤسسات أو مشاريع.

ورفع كفاءة أجهزة الأمن وأحدث التكنولوجيا مهما كلف ذلك من أموال، ورفع كفاءة أجهزة التحريات وجمع المعلومات، والاعتماد على المواطنين فى التبليغ عن أى أجسام غريبة يتم العثور عليها.

فيما قال رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، أحمد بهاء الدين شعبان، إن حادث انفجار قنبلة بأتوبيس النقل العام صباح اليوم الخميس، هو عملية إجرامية جديدة، مشيرا إلى أن العملية جاءت رد فعل هستيرى لقرار مجلس الوزراء أمس، بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية، مؤكدا أن ذلك أخطر قرار واجهته الجماعة منذ إنشائها عام 1928.

وأكد "بهاء الدين" لـ "اليوم السابع"، أن هذه العمليات ستتكرر خلال الفترة القادمة، مطالبا الأجهزة الأمنية والشعب بمزيد من الحظر، خاصة فى ظل محاولات الجماعة المستمرة للانتقام من الشعب المصرى بعد المظاهرات التى خرجت بمحافظة الدقهلية ضد الإخوان احتجاجا على حادث انفجار مديرية أمن الدقهلية.

وتابع "الجماعة تكمل الحصار الشعبى بالانتحار السياسى والمعنوى لتغادر نهائيا المجال الوطنى إلى حيث يقبع الإرهابيون لينتهى بها المصير إلى الضياع".

وأكد القيادى بالحزب الشيوعى المصرى، عصام شعبان، أن الحوادث الإرهابية ستستمر لفترة ليست قصيرة وأن تيار اليمين الدينى وحلفاءه فى مصر والخارج سوف يستمرون على نفس النهج الذى يواجه هزيمته بأفعال هدفها إرهاب وتخويف المجتمع ككل.

وأضاف "شعبان" لـ "اليوم السابع"، "أن الدولة تنطلق من رؤية قاصرة وخادعة ترى أن مواجهة الإرهاب تكون فقط بحلول أمنية وهذه الرؤية نتيجة وجود سلطة اعتمدت سنوات طويلة على الحل الأمنى والبوليسى فى معالجة مشاكل الواقع وأزماته وهو حل غير كاف وخادع للجماهير فى نفس الوقت، لأن للإرهاب أسبابا وجذورا اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، لذا علينا أن نعالج الأزمة برؤية شاملة ترى المشهد من كل جوانبه".

وطالب "شعبان"، بتطوير جهاز الأمن وتحديثه ورفع قدرته على الرصد والردع ومقاومة العناصر الإرهابية وتطهير وزارة الداخلية من الاختراقات والفاسدين وأصحاب المصالح الذين يصرون على أن جهاز الشرطة جهاز للقمع والتعذيب لا جهاز للحماية والدفاع وتأمين المواطنين.

ووضع خطة علمية وطنية مدروسة تبحث عن جذور الإرهاب وكيف تندفع فئات من الشعب لحل أزماتهم بالانضمام إلى جماعات تمارس العنف والإرهاب باسم الدين وتحت شعارات إقامة مجتمع عادل مستخدمين شعارات دينية فى الدعاية وعنف فى الممارسة لإقامة هذا المشروع الوهمى عبر الاستيلاء على السلطة مستخدمين العنف الفردى والإرهاب لا سلطة الجماهير كما يحدث فى الثورات.

كذلك تطبيق عدالة القانون وإشراك المجتمع فى اتخاذ القرار وتوسيع أرضية المشاركة السياسية، واتخاذ سياسات تضمن التوزيع العادل للثروة، لكى نبنى مجتمع يتمتع بالأمن ويدير صراعه بشكل سلمى، وهذا يستدعى أيضا تغير نمط الحياة البائس الذى يعيشة المصريون والذى يعانى فيه الشباب والمجتمع عموما من بؤس الحياة، وضيق العيش وانتشار البطالة وارتفاع معدلات الفقر.

ودعا شعبان إلى مؤتمر وطنى يضم كافة التيارات الفكرية والسياسية لوضع استراتيجية وطنية لمكافحة العنف والإرهاب عبر تطبيق العدالة بمفهومها الحقيقى، على أن يبحث هذا المؤتمر وضع سياسات تغيير نمط الحياة وشكل الاقتصاد لكى يكون خادما حقيقيا ودافعا لإحداث تنمية هذه الإجراءات وسوف تعزل وتعرى وتفضح هذا التيار الذى ينشر أفكارا تكفيرية ويبرر استخدام العنف ضد المجتمع من أجل التغيير.

وأكد القيادى بالحزب الشيوعى أهمية معالجة الأزمة الاقتصادية الشاملة القائمة فى مصر، معتبرا أنها الأساس فى محاربة ممارسات العنف والإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهابيين يستغلون الأزمة كأرض خصبة لانتشار أفكارهم خاصة فى المناطق الفقيرة والمهمشة، والتى اتسعت فى مصر منذ التسعينيات وأصبحت أرضية لانفجارات شعبية.

وفى نفس السياق، أدان مينا مجدى، المتحدث الإعلامى لحركة شباب ماسبيرو، التفجيرات التى حدثت، مضيفا أن هذه التفجيرات جاءت كرد فعل من جانب الإخوان على قرار حكومة الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، بإعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية.

وأوضح لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان أثبتوا فعليا أنهم جماعة إرهابية، تهدف لإشاعة الفوضى فى الشارع المصرى، وأكد أن هذه الحوادث الإرهابية هدفها ترويع المواطنين لمنعهم من المشاركة فى الاستفتاء على الدستور فى منتصف يناير المقبل، وتابع: "على الرغم من هذا الإرهاب الأسود سيستمر الحشد للاستفتاء على الدستور"، مطالبا الحكومة بسرعة ضبط الجناة، ولإعادة الأمن للشارع المصرى.

كما أدان الأنبا أنطونيوس عزيز، عضو لجنة الخمسين ممثلا عن الكنيسة الكاثوليكية، التفجير الإرهابى الذى وقع صباح اليوم، وعبر عن استيائه الشديد من الأحداث والهجمات الإرهابية التى وقعت مؤخرا لتطال المدنيين.

وأكد "عزيز" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذه التفجيرات لن تؤثر على الاستفتاء على الدستور، قائلا: "هذه التفجيرات لن تؤثر على حشد الجماهير للاستفتاء على الدستور بل على العكس ستزيدنا إصرارا من مواصلة خارطة الطريق والمضى قدما فى النهوض بالبلاد".