تواجه حكومة رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان "حرب تسريبات" وصفتها الصحف الموالية له بـ"المنظمة"، تهدده بالسقوط فى فخ "الربيع العربى"، بعدما وضعت أزمة الفساد أردوغان فى مواجهة مع السلطة القضائية، وأشعلت مجددا الاحتجاجات المناهضة للحكومة، والتى اندلعت فى منتصف 2013.
وفى محاولة للنجاة من العاصفة السياسية وللتقليل من آثار فضيحة الفساد التى عصفت بحكومته وأدت إلى استقالة نحو 9 وزراء، أجرى أردوغان تعديلا وزاريا شمل 10 وزراء.
وفى تسريبات جديدة، كشفت وسائل الإعلام، نقلا عن تحقيقات النيابة، تورط مسئولين كبار فى النظام التركى فى أنشطة تجارية مع تنظيم "القاعدة" الدولى.
وفى تطور غير متوقع للأزمة، رأى محللون أنه قد يصيب الهيكل التنفيذى للدولة بـ"الخلل"، ورفضت الشرطة، بحسب تقرير نشره موقع صحيفة "توداى زمان" التركية اليوم، الخميس، تنفيذ أوامر النيابة العامة باعتقال 30 مشتبها به، من ضمنهم رجال أعمال كبار ونواب، معتبرة أن النيابة العامة تشن حملة "تطهير" فى الجهاز، الذى سارع أردوغان عشية الجمعة الماضية إلى إقالة 33 من قاداته لاسترضاء حكومته التى استقال وزراؤها واحدا تلو الآخر، احتجاجا على اعتقال عدد من أبناء الوزراء واتهامهم بالتورط فى قضايا فساد.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن نيابة إسطنبول استدعت عددا من ضباط الشرطة اليوم على خلفية رفضهم تنفيذ أوامر الاعتقال، وتشمل التحقيقات حاكم إسطنبول حسين أفينى موتلو وسيلامى ألتينوك، ورئيس وحدة مكافحة جرائم الأموال العامة حاكان سيرالى، ويواجه هؤلاء المسئولون تهمة انتهاك سرية التحقيقات ومساعدة وتحريض مجرم.
وكانت النيابة قد استعدت الأسبوع الماضى أحمد أربيش، رئيس وحدة المخابرات بشرطة إسطنبول، لاستجوابه حول الاتهامات الموجهة له بتسريب وثائق سرية حول تحقيقات فضيحة الفساد التى طالت عددا من الوزراء الأتراك وأبنائهم.
وبدأت الأزمة فى 17 ديسمبر، عندما ألقى القبض على عشرات الأشخاص، من بينهم رئيس بنك خلق المملوك للدولة وعدد من أبناء الوزراء بتهم فساد.
من جهته، اعتبر خبير الشئون والعلاقات التركية العربية، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية بالقاهرة، مصطفى اللباد، فى تصريحات نشرها موقع سكاى نيوز، أن أزمة الفساد "تضع نهاية النموذج التركى الذى تم تضخيمه فى المنطقة العربية"، مستبعدا نظرية "المؤامرات الخارجية".
وتابع اللباد لـ"سكاى نيوز عربية": "الانحدار فى النموذج بدأ فى جيزى بارك مع قمع المتظاهرين"، مشيرا إلى أن "الفساد يطال أردوغان شخصيا عندما تطال الحلقة الضيقة منه بقضية فساد"، إلا أنه قال إن أردوغان "ربما يفوز فى الانتخابات المقبلة، لكن ثقله ونظرة العالم إليه لم تعد بالطبع كما كانت خلال السنوات الماضية".
حرب التسريبات تهدد عرش أردوغان.. الإعلام يكشف تورط مسئولين جدد فى أنشطة تجارية مع القاعدة.. ومعارك التطهير تصيب هيكل الدولة التنفيذى بـ"الخلل" بعد رفض الشرطة تنفيذ أوامر النيابة باعتقال 30 مشتبها به
الخميس، 26 ديسمبر 2013 04:58 م