كشف حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة عن نهاية جبهة الإنقاذ الوطنى، التى لعبت دورًا فاعلًا فى رحيل الحكم الإخوانى عن مصر، وأن نهايتها ليست فى حاجة إلا لإعلان رسمى من القوى السياسية المكونة لها، عقب اختفائها فى ظروف غامضة من المشهد السياسى خلال الفترة الحالية، خاصة أنها لم تدن الحادث عن طريق إصدار بيان رسمى، أو اجتماع طارئ لبحث كيفية التعاون مع الدولة فى مواجهة الإرهاب، واكتفت بما صدر من بيانات منفردة لأعضائها.
ويدرك المتابع للمشهد السياسى أن الجبهة ماتت إكلينيكيًا منذ ثورة 30 يونيو، وما دعم اختفاءها قلة الاجتماعات التى تعقدها، وزيادة حدة الخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية بداخلها، فى العديد من الملفات المهمة، أهمها الانتخابات الرئاسية واسم المرشح التى ستدعمه الجبهة، عقب أن أعلنها صريحة عدد من قادتها بضرورة دعم الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، حال ترشحه، وهذا يخالف من يرى فى حمدين صباحى مرشحا رئاسيا، عقب طرحه الأمر لتوافق القوى الوطنية والثورية عليه.
وخرجت جبهة الإنقاذ الوطنى من رحم الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس السابق محمد مرسى، وتحديدا فى يوم 22 نوفمبر 2012، بتوافق من 35 حزبا سياسيا وحركة سياسية وثورية، وجميعها ذات أيدلوجيات ليبرالية ويسارية، واستمرت فى مواجهة التسلط الإخوانى بمواقف جادة وحادة دعمها الشارع.
من جانبه يقول الدكتور عمرو هاشم ربيع، رئيس وحدة الدراسات الإستراتيجية بمركز الأهرام، إن جبهة الإنقاذ الوطنى تحالف سياسى بالاسم فقط، لافتا إلى أن الجبهة بنت تواجدها على محاربة الإخوان، وعندما انتهت الجماعة انتهت الجبهة، مشددا على أن الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية المقبلة ستكشف انفراط عقدها، وتفرقها أمام الرأى العام.
وأضاف "هاشم ربيع"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أحزاب الجبهة لا تتفق فيما بينها على مرشح فى الانتخابات الرئاسية، أو قوائم موحدة فى الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن تناقضاتها بدأت فى الظهور عندما بدأ أحزابها فى التحركات نحو تحالفات انتخابية بعيدا عن التحألف الأم، مشددا على أن الانتخابات ستظهر فشلها، وعدم قدرة أحزابها بالتحالفات الجديدة فى الحصول على ثلث البرلمان، مشيرا إلى أنها تفتقد للأرضية فى الشارع ولا تمتلك سوى قيادات ونخب فقط.
وأكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن تحالف جبهة الإنقاذ مؤقت نتج عن اللحظة التاريخية التى حاول فيها مرسى وجماعته أن يعصفوا بالديمقراطية، عقب إعلانه غير الدستورى فى نوفمبر، لافتا إلى أنه بعد سقوط الجماعة بدأت التناقضات الموجودة بالجبهة فى الظهور.
وأشار "زهران"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن احتمالات استمرار الجبهة محدودة خصوصا بعد ظهور الخلافات بينهم حول المرشح الرئاسى والانتخابات البرلمانية، وظهور الخلاف الأيدولوجى بين مكونات الجبهة، ما بين تكتلات يسارية وأخرى ليبرالية.
فى حين يؤكد الدكتور عماد جاد، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن جبهة الإنقاذ لم تعد متماسكة، مشيرًا إلى أن المرحلة السياسية عقب 30 يونيو أظهرت التناقضات بين أحزاب الجبهة ومكوناتها، لافتا إلى أن أول استحقاق انتخابى مقبل سيكشف وحدتهم أو فرقتهم.
وشدد "جاد"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، على أن الاستفتاء لن يكون الاختبار الكاشف للجبهة، لأن الأغلبية وكل مكونات جبهة الإنقاذ تعمل للحشد للاستفتاء، أما اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية سيكشف تكتلهم، أو اتجاه أحزاب الجبهة إلى المواءمات السياسية الأخرى.
تفجيرات مديرية أمن الدقهلية تكتب نهاية "الإنقاذ".. الجبهة لم تدنْ الحادث ولو بـ"بيان" ولم تتعاون مع الدولة لموجهة الإرهاب.. وخبراء: انقسامها فى ملفات المرشح الرئاسى والتحالفات الانتخابية يظهر فشلها
الخميس، 26 ديسمبر 2013 12:40 ص
الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة