تحليل يكتبه سليمان شفيق: حرب استنزاف ضد الدولة المصرية تفجير المنصورة ليس الأول ولن يكون الأخير

الخميس، 26 ديسمبر 2013 08:17 ص
تحليل يكتبه سليمان شفيق: حرب استنزاف ضد الدولة المصرية تفجير المنصورة ليس الأول ولن يكون الأخير سليمان شفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية.. مفاجأة لدارسى عنف الإسلاميين، وبالطبع ليس الأول بعد فض الاعتصامات الإرهابية ولن يكون الأخير فمنذ 14 أغسطس 2011 وحتى تفجير المنصورة، أى فى خمسة شهور، قامت الجماعات الإرهابية الإخوانية، بعشرة تفجيرات - أشهرها محاولة تفجير مبنى المخابرات الحربية برفح - بمعدل تفجيرين فى الشهر، وقتلت واغتالت 74 شهيدًا، بمعدل شهيد كل يومين، أشهرهم اللواء نبيل فراج والمقدم محمد مبروك، كذلك اعتدت جماعات الإرهاب الإخوانية فى نفس الفترة على 63 كنيسة، وستة مدارس مسيحية، وسبعة مؤسسات ثقافية مسيحية، وحوالى ألف منزل وممتلكات خاصة بالأقباط، وطال عنف الإخوان محاضرة الأديب علاء الأسوانى فى باريس، وهذا أيضا ليس بجديد، حيث خاضت الجماعات المتطرفة حرب استنزاف حقيقية ضد الدولة المصرية من قبل.. طوال الفترة من 1972 - 1995، كانت بداية العنف المستتر فى أحداث الخانكة 1972، وامتدت حتى 1976، ثم انتقل مسلسل العنف 1977 - 1981 إلى المواجهة المسلحة والإيذاء البدنى للأقباط مثل حادث مقتل القس غبريال عبدالمتجلى كاهن كنيسة الملاك غبريال بقرية التوفيقية بمدينة سمالوط بالمنيا 1978، تلك المرحلة التى انتهت بمقتل الرئيس السادات فى 6 أكتوبر 1981، وغلب على العنف الدينى 72-1981 مظاهر العنف الطائفى المضاد للأقباط حيث بلغت نسبة العنف الموجه ضد الأقباط فى هذه المرحلة %68 من إجمالى عنف الجماعات المتطرفة، ومن عصر السادات إلى عصر مبارك.

عصر مبارك: التمكين السياسى والاجتماعى للجماعة
وفى عهد الرئيس السابق مبارك استمرت الفترة من 1982 - 1985 فى حالة من الهدوء الحذر وانتظار تقديم حلول لجذور المشكلة بما فيها من جوانب اجتماعية واقتصادية بالإضافة لضيق الهامش الديمقراطى ونتاج عدم البدء فى الحل عاد العنف من جديد منذ 1986 فى تطور مطرد، وتجاوز شكله الطائفى الموجه للأقباط وتعددت أوجه العنف من قبل المتطرفين، وطالت رموزًا للدولة ذاتها مثل مقتل رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب أكتوبر 1990 وجرت محاولات اغتيال لوزراء داخلية سابقين حسن أبوباشا مايو 1987 وزكى بدر ديسمبر 1989، والنبوى إسماعيل أغسطس 1989، ووزير الإعلام صفوت الشريف 1993، ووزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفى 1993، ونجاته من الحادث ومقتل وإصابة عشرة مواطنين، وصولاً إلى محاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقى 25/11/1993، ومحاولة اغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا فى 20/6/1995.

وطالت رصاصات الإرهاب كتابًا مدنيين مثل محاولة اغتيال مكرم محمد أحمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير المصور ونقيب الصحفيين الأسبق فى أغسطس 1987، واستشهاد المفكر د.فرج فودة 1992 بلغت أحداث العنف فى الفترة 1972 - 1993، (805) حوادث بلغت نسبة حوادث العنف الطائفى الموجه ضد الأقباط %30 منها تقريبًا، وكانت نسبة حوادث العنف الموجهة ضد رجال الأمن %51 وما تبقى كان ضد السياحة والمدنيين العزل، وبلغت نسبة الطلاب من مرتكبى العنف %47 والخريجين %22 ليشكل الشباب %69 من مرتكبى هذه الحوادث.. ولكن العنف الموجه ضد الأقباط من قبل تنظيمى الجهاد والجماعة الإسلامية اكتسب طابعًا أقرب إلى «الاضطهاد» وعلى سبيل المثال نتوقف أمام تلك المذابح.

عشر مذابح للأقباط فى رقبة «مبارك»:
ولعلنا سوف نقدم صورة رقمية لمذابح الأقباط فى عصر الرئيس السابق مبارك؛ لأنه هو ووزراء داخليته يستحقون أن يقدموا مرة أخرى للمحاكمة، لأن فى رقبته دماء 157 قتيلا قبطيا، و811 جريحا، استحلال أموال وممتلكات 1384 قبطيا تم نهب ممتلكاتهم أو اتلافها وحرقها فى 324 حادثة، والاعتداء أو حرق أو هدم 103 كنائس فى الفترة من 1981 وحتى إسقاطه فى 2011. لدى الباحث الأسماء والأماكن والتواريخ، وقد راعى الباحث التيقن من أن هؤلاء قد سقطوا كضحايا لأحداث طائفية مباشرة، أى أنهم قتلوا أو جرحوا أو نهبت أموالهم بصفتهم الدينية كمسيحيين. 

وإليكم نماذج من تلك الحوادث:

 أولا قتلى فى مذابح جماعية:

• 4/5/1992 - مذبحة منشية ناصر بأسيوط: أودت بحياة 13 قتيلاً.

• 11/3/1993 - مذبحة أمام دير المحرق بالقوصية: 6 قتلى.

• 1996 - مذبحة عزبة البدارى بأسيوط: 10 قتلى.

• 1997 - مذبحة كنيسة العذراء بأبو قرقاص بالمنيا: 10 قتلى.

• 1997 - مذبحة كوم الزهير بأبو قرقاص: 2 قتلى.

• 1999 - مذبحة الكشح بسوهاج: 2 قتلى.

• 2000 - مذبحة الكشح: 21 قتيلا.

• 2009 - مذبحة العمرانية بالجيزة: 3 قتلى (2 أثناء الأحداث، وآخر توفى متأثراً بجراحه).

• 2010 - نجع حمادى بقنا: 6 قتلى.

• 2011 - مذبحة كنيسة القديسين بالإسكندرية: 27 قتيلاً (متضمناً 4 جرحى ماتوا متأثرين بجروح)

ثانيا اغتيالات فردية:

• هناك 57 قتيلاً اغتيلوا فى اغتيالات فردية ومنهم على سبيل المثال:

• 17/2/1996 - مقتل عوض شاروبين طناس بأبو قرقاص لعدم دفع الجزية للجماعة الإسلامية.

• 24/2/1996 - مقتل خمسة بعزبة البدارى بأسيوط لنفس السبب ومن نفس التنظيم.

• 2/7/1996 - قتل محسن وديع جرجس وإيهاب أمين غبريال بأبو قرقاص لنفس السبب ومن نفس التنظيم.

• 1/9/1996 - قتل سمير نصيف بقرية منتوت بأبو قرقاص لنفس السبب على يد نفس التنظيم.

• 2/10/1996 - مقتل زاخر يوسف زاخر وسعيد زاخر بقرية بنى عبيد بأبو قرقاص لنفس السبب.

• 4/10/1996 - مقتل مايكل عياد بأبوقرقاص لنفس السبب.

 ثالثا: قتلى فى حوادث اعتداء على كنائس:

على سبيل المثال:

• 8/1/2006 - طفل من قرية العديسات بالأقصر.

• 16/2/2006 - أثناء الاعتداء على كنيسة بالزقازيق قتل فؤاد فوزى.

• 14/4/2006 - طعن أحد المصلين وقتل فى الحال بكنيسة القديسين بالإسكندرية.

ناهيك عمن قتلوا بمذابح جماعية فى الكنائس وذكرنا أمثلة منهم.

رابعا: قتلى قتلوا أثناء استحلال أموالهم:

ومنهم على سبيل المثال:

• 1992 - 6 جواهرجية فى نجع حمادى.

• 2006 - جواهرجى ببشتيل، وغيرهم.

خامسا: العقاب الجماعى للقرى وحرق الممتلكات:

ونذكر على سبيل المثال:

• 12/2/1996 - أحداث قرية كفر دميانة بالشرقية والتى أسفرت عن هدم جزء من الكنيسة (غرفة القربان) وحرق 42 منزلاً، 14 محلا تجاريا، 11 حظيرة مواشى.

• 26/7/2000 - أحداث العياط بالجيزة، ومقتل فخرى عياد سعد، وجرح ثلاثة، وحرق ونهب 11 منزلاً، 14 محلا تجاريا، 22 سيارة.

• 28/2/2000 - فى طور سيناء اقتحمت قوات الأمن كنيسة سان مارك وحطمت بعض الأوانى المقدسة، وقام مجهولون بحرق ونهب 11 سيارة و4 محلات تجارية.

• 10/2/2002 - تم هدم سور كنيسة العذراء وجرح 35 وألقى القبض على الكاهن لوقا إبراهيم سيرجيوس بتهمة البناء بدون ترخيص بعد اعتداء المئات من المتشددين على الكنيسة.

• 17/1/2003 - قرية جرزا بالعياط، هاجم المئات مكانا يصلى فيه الأقباط (بدون ترخيص) جرح 21 وحرق 9 منازل، 10 سيارات، ومحلين تجاريين.

• 3/12/2004 - سمالوط بالمنيا، قام المئات من المتشددين بهدم مضيفة يصلى فيها الأقباط بدون ترخيص، وجرح 30 وحرق 3 محلات تجارية، و5 سيارات ومنزلين.

• 2/5/2004 - طحا العمودين بالمنيا، جرح 45 وحرق أربعة منازل فى محاولة للأقباط للصلاة فى كنيسة بدون ترخيص.

• 30/2/2004 - قرية دمشاو هاشم بالمنيا، جرح 17 وحرق 6 منازل.

• 28/6/2005 - قرية أبوان ببنى مزار بالمنيا، هاجم المئات كنيسة بروتستانتية وتم الاعتداء على القس رشدى تادروس، وجرح 7 أشخاص بسبب الصلاة فى مكان بدون ترخيص.

• 18/1/2006 - قرية العديسات بقنا، جرح 40 وقتل طفل، وحرق ونهب 20 منزلا ومحلا تجاريا للصلاة فى مكان غير مرخص.

• 20/2/2006 - عزبة غالى واصف باشا بالعياط، جرح 14 وحرق 10 منازل للصلاة فى كنيسة تم افتتاحها بعد الحصول على ترخيص قانونى لعدم رغبة المتشددين فى ذلك!!

هذه مجرد أمثلة من الجرائم التى ارتكبت ضد المواطنين المصريين الأقباط فى عصر الرئيس السابق مبارك، تحت سمع وبصر وزراء داخليته: حسن أبوباشا، زكى بدر، أحمد رشدى، عبدالحليم موسى، حسن الألفى، حبيب العادلى.

فى هذا العصر الدامى دفع الأقباط سنوياً: أكثر من 5 قتلى، و27 جريحا، و3 اعتداءات على كنائس، ونهب وحرق واتلاف ممتلكات 46 قبطياً، والمدهش أنه لا تعويضات دفعت، ولا قدم متهمون للمحاكمة (باستثناء الكشح والكمونى فى نجع حمادى)، وهكذا كانت تبنى الكنائس بدماء الشهداء والجرحى ودموع المصلين، وتم ابتكار الحلول العرفية، ولم يكن أمام الأقباط سوى التصالح من أجل الصلاة وحقن الدماء، ورغم أن أغلبية تلك الحوادث ارتكبها تنظيما الجماعة الإسلامية والجهاد فإن أحداً من أعضاء تلك التنظيمات لم يحاسب على تلك الجرائم، بل وكانوا يكرمون فى حكم مرسى من خلال الإعلام والأحزاب الدينية الشرعية، والبرلمان الذى أقر لهم قانون العفو العام على كل ما اقترفت أيديهم من جرائم ولطخت بالدماء من 1976 وحتى 2011 فلم يعد أمامنا سوى الرئيس السابق للمحاكمة لتحمله المسؤولية السياسية والجنائية عن هذه الدماء وفى عهد الرئيس مرسى صار أغلب هؤلاء القتلة قادة سياسيين ونجوم الاعلام!! وبالتأكيد إن كان الرئيس السابق السادات قد شرعن لتواجد الجماعة غير المشروع على هامش المجتمع المدنى، فإن عصر الرئيس السابق مبارك قد أدى لتمكين الجماعة سياسيا عن طريق عقد الصفقات المتبادلة بين النظام والجماعة مثل صفقة دخول 88 عضوا من جماعة الإخوان فى البرلمان المصرى 2005، والتى اعترف بها قيادات جماعة الإخوان فى أكثر من حوار معلن، وعلى الصعيد الاقتصادى ووفق قضايا غسيل الأموال فقط، بلغت الأموال المغسولة حوالى مليار ونصف المليار تقريبا، ووفق تقديرات للباحث سيطر الإخوان على %55 من تجارة العملة و%21 من تجارة التجزئة، وعلى صعيد المجتمع الأهلى ارتفعت نسبة الجمعيات والمؤسسات الأهلية الإخوانية فى عصر مبارك من %2 إلى %12 من العدد الكلى للجمعيات فى مصر علما بأن الجمعيات الإسلامية وفق تقديرات التضامن الاجتماعى %21، والمسيحية %9، علما بأن القانون لا يسمح بالعمل فى الدين أو فى السياسة! ويضاف إلى ذلك إلى أن الجمعيات الدينية الإسلامية حصلت على أكثر من %28 من التمويلات الأجنبية الممنوحة للجمعيات فى التسعينيات من القرن الماضى وفق مصادر للباحث، وهكذا يمكن القول أن العصر الذهبى للإخوان كان عصر مبارك، أو يمكن القول أن الإخوان فى عصر مبارك نجحوا فى أسلمة المجتمع وتديينه بما فى ذلك الحزب الوطنى الحاكم وكان نظام السادات ومن بعده نظام مبارك قد أضعفا المعارضة غير الدينية عبر عدة أحزاب كرتونية شكلية، وحطم البنى التنظيمية لباقى فصائل الإسلام السياسى، الأمر الذى أدى لتفرد الجماعة ككيان منظم مؤهل للتحالف مع أى سلطة للاستيلاء على الحكم، وهذا ما حدث بعد ثورة 25 يناير 2011.

مرسى من الأخونة إلى الإرهاب:

من يونيو 2012 تاريخ تولى مرسى الحكم، وحتى قبل فض الاعتصامات، قتلت الميليشيات 61 شهيدا، منهم 12 من الشرطة و14 قبطيا، و35 شهيدا من شباب الثوار منهم محمد الجندى، وكريستى، والحسينى أبوضيف، إضافة إلى أخونة الوظائف، ووفق ما إذاعة الشيخ يونس مخيون فى جلسات الحوار الوطنى بلغت تلك الوظائف 12 ألف وظيفة، وقدم بهم ملف للرئاسة، ووفق اعترافات فى قضية الاتحادية فأن تنظيم الإخوان نظم اعتقالات وتعذيب للمعتصمين فى الاتحادية، وكذلك قال محمد الظواهرى بعد القبض علية فى التحقيقات إن خيرت الشاطر أرسل له 45 مليون دولار لأعمال الإرهاب، وغير ذلك العديد من الأدلة التى تؤكد أن منهج الإخوان وحلفائهم من تلك الشركة المساهمة التى تستهدف العنف، هو محاولة إسقاط الدولة المصرية، وإحباط إنجاز خارطة الطريق، وأن الحرب ضد الإرهاب تحتاج لخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وأن مخططين استهداف الإخوان للدولة، يبدأ بالقوات المسلحة ثم الشرطة وبعدهما الأقباط. إلا أن الشعب المصرى العظيم الذى أسقط هذا المخطط فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، وفى 30 يونيو سوف يسقطه الآن لا محالة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة