صرح الدكتور ياسر الشايب، مدير مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى التابع لمكتبة الإسكندرية، بأن المركز بصدد إنشاء بوابة على شبكة الإنترنت، لتوثيق تراث العلماء المسلمين، الذين ساهموا فى إثراء الحضارة الإسلامية.
جاء ذلك من خلال احتفالية المركز أمس بمناسبة مرور ألف عام على وفاة الطبيب والجراح المسلم الأندلسى العالمى أبو القاسم الزهراوى، والمتوفى عام 404هـ/ 1013م، حيث تضمنت الاحتفالية محاضرة عن إسهامات أبو القاسم الزهراوى فى مجال الطب، ألقاها الأستاذ الدكتور محمد حمزة الحداد عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، وتحدث عن تاريخ هذا العالم وكذلك الآلات والعمليات الجراحية التى ابتكرها وأودعها فى كتابه الشهير "التصريف لمن عجز عن التأليف"، الذى يتكون من 30 فصلا فى مختلف فروع الطب.
كما ألقى الدكتور محمد كمال توفيق، أستاذ التشريح بكلية الطب جامعة عين شمس محاضرة تضمنت وصفا تفصيليا لعمليات جراحية قام بشرحها أبو القاسم الزهراوى تطابق إلى حد بعيد نفس الأسلوب المتبع فى الطب الحديث، مثل عمليات القسطرة البولية وجراحات الفم والأسنان والعظام والنساء وغيرها.
وصرحت المهندسة نيفين عادل عيد، رئيس وحدة التراث الإسلامى فى المركز بأن الاحتفالية تتم فى إطار خطة، لتوثيق تراث علماء الحضارة الإسلامية، حيث يجرى الإعداد لإنشاء بوابة على شبكة الإنترنت توثق لتراث هؤلاء العلماء، الذين تخطى علمهم الحدود الجغرافية المعروفة للعالم الإسلامى، كما تخطى حدود التخصصات العلمية الضيقة إلى الموسوعية العلمية كما هو الحال بالنسبة لأبى القاسم الزهراوى، الذى لم يكن رائدًا فقط فى الطب بل فى الصيدلة والطباعة.
وتمت التوصية بإدراج تاريخ العلماء المسلمين فى محاضرات تاريخ الطب فى كليات الطب المصرية حيث تبدأ دراسة تاريخ الطب حاليا بالقرن السادس العشر الميلادى، ويتم إغفال أبى القاسم الزهراوى وابن سينا وابن النفيس وغيرهم من العلماء والأطباء المسلمين.
يذكر أن مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى هو مركز تابع لمكتبة الإسكندرية ومقره القاهرة، وهو يتبع أيضًا وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ويسعى المركز إلى تطبيق أحدث التقنيات فى توثيق التراث المصرى الثقافى - الملموس وغير الملموس- والتراث الطبيعى، الذى يتضمن المعلومات الخاصة بالمناطق الطبيعية بمصر ومكنوناتها الطبيعية، وقد ساهم المركز فى توثيق ونشر المعلومات المتعلقة بالتراث المصرى.
