العربى للمحاماة يطالب القضاء الأعلى بتحقيق عن تعيينات النيابة العامة

الخميس، 26 ديسمبر 2013 11:18 ص
العربى للمحاماة يطالب القضاء الأعلى بتحقيق عن تعيينات النيابة العامة دار القضاء العالى
كتب أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، فى بيان له اليوم الأربعاء، إنه يتابع ببالغ القلق، مسألة التعيين فى الهيئات القضائية فى مصر، لاسيما فى ظل ضبابية معايير القبول والاختيار وغياب قواعد الموضوعية والشفافية، التى يجب أن تحكم مسألة التعيين فى الهيئات القضائية، وفقا للمعايير الدولية لاسيما قواعد الأمم المتحدة الأساسية بشأن استقلال السلطة القضائية .

وقال المركز إنه وعلى الرغم من التصريحات الرسمية بشأن المساواة، التى نصت عليها الدساتير المصرية المتعاقبة، إلا أن المركز قد لاحظ استقرار العمل وفقا لمعايير تستند إلى التمييز، بشأن التعيين فى الهيئات القضائية، لاسيما النيابة العامة، سواء فى ذلك التمييز القائم على الجنس، مما أدى إلى أن مصر لم تشهد حتى الآن تعيينا للمرأة فى منصب النيابة العامة، أو التمييز القائم على المركز الاجتماعى أو الوضع الاقتصادى أو الرأى السياسى أو غير السياسى.

ويزداد قلق المركز، أن يستمر العمل بهذه المعايير المستندة إلى صور متعددة من التمييز، بشأن التعيين فى الهيئات القضائية، لاسيما بعد ثورة يناير التى يرنوا بها الشعب المصرى إلى تحقيق العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية، وبعد سقوط أنظمة، أعلت من معايير التمييز على حساب معايير الكفاءة.

ويشير المركز إلى أن وجود واستمرار مثل هذه المعايير حتى الوقت الحالى، يمثل خروجا على المعايير والمواثيق الدولية ذات الصلة باستقلال السلطة القضائية، سيما مبادئ الأمم المتحدة الأساسية والعهد الدولى الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وغير ذلك من التعهدات التى التزمت الدولة المصرية باحترامها والوفاء بالتعهدات الناشئة عنها .

وأعرب المركز عن قلقه بشأن ما تلقاه من شكاوى بشأن تعيين دفعتى كليات الحقوق والشريعة والقانون عن العامين 2010 و2011 فى وظيفة معاون نيابة – حسب الشكاوى التى تلقاها المركز - وفقا لمعايير لا تستند إلى التمييز القائم على الجنس، أو الوضع الاقتصادى أو المركز الاجتماعى أو الرأى السياسى فحسب، بل امتدت إلى التمييز القائم على الوضع الثقافى والتعليمى لذوى المتقدمين لشغل هذه الوظيفة، واشتراط أن يكون المتقدم لشغل هذه الوظيفة حاصل أبواه على مؤهل عال، الأمر الذى يشير إلى أنه لا يوجد ثمة توجه إلى تقليص أسباب التمييز والحد منها، بل يتم التوسع فيها واستجلاب المزيد من أسباب وأسانيد التمييز .

وهذا المعيار الجديد القائم على تمييز واضح بين المتقدمين لشغل هذا الوظيفة، يرسخ لأنواع التمييز الأخرى، ويمثل إخلالا باستقلال السلطة القضائية وعدم تطويرها بروافد جديدة من أصحاب الكفاءات من جهة، ومن الجهة الأخرى قد يسبب أضرارا اجتماعية ونفسية، لذوى المتقدمين، بل لقد وصل الأمر إلى إصابة والد أحد المتقدمين بجلطة بالمخ، توفى على أثر الإصابة بها، بعد علمه بأنه هو السبب المباشر فى استبعاد نجله من التعيين فى النيابة العامة، رغم استيفاء نجله لكل شروط ومسوغات التعيين، لكن والده لم يكن من ذوى المؤهلات العليا .

وطالب المركز كلا من مجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل فى مصر، بفتح تحقيق مستقل، للوقوف على ما إذا كان قد شاب تعيين دفعتى 2010 و2011 فى وظيفة معاون نيابة من معايير تستند إلى أى نوع من أنواع التمييز، وإعلاء معيار الكفاءة كمعيار موضوعى للمفاضلة بين المتزاحمين لشغل وظيفة " معاون نيابة " أو التعيين فى أى هيئة قضائية أخرى . وإصدار قرار باستبعاد المعينين استنادا إلى أى شكل من أشكال التمييز .

كما يطالب المركز السلطات المصرية المعنية بوضع معايير واضحة بشأن القبول والتعيين والعمل فى الهيئات القضائية، وإنشاء معهد أو أكاديمية قضائية لقبول خريجى وخريجات كليات القانون، ممن يتوافر فيهم عنصر الكفاءة والحاصلين على أعلى الدرجات فى كليات الحقوق، وتكون الدراسة فيه لمدة عام أو عامين، يخضع بعدها الخريجين لاختبارات تحريرية وشفوية، واختبارات نفسية واحدة، يعين بعدها من يجتاز هذه الاختبارات للعمل فى الهيئات القضائية .

تتلخص الشكاوى التى تلقاها المركز بشأن تعيين دفعتى 2010 و 2011 من كليات الحقوق والشريعة والقانون من الحاصلين على تقدير امتياز وجيد جدا، بأن مجموعة كبيرة منهم قد تقدموا لشغل وظيفة " معاون نيابة عامة " واجتازوا المقابلات الشخصية، والتحريات الأمنية، حتى صدر مشروع قرار مجلس القضاء الأعلى بتاريخ 24 يونيو 2013، متضمنا أسماء هؤلاء المتقدمين لشغل الوظيفة " أصحاب الشكوى الماثلة " . وبتاريخ 27 يونيو 2013 قام مجلس القضاء الأعلى بإرسال كشوف المقبولين لرئاسة الجمهورية من أجل التصديق على القرار، وفقا لقانون السلطة القضائية المصرى، وبعد 30 يونيو 2013 خاطب مجلس القضاء الأعلى وزير العدل للاستفسار عن التصديق على الكشوف، إلا أن وزير العدل أفاد بأن الكشوف قد فقدت، ثم طالب وزير العدل، فى إخلال واضح باستقلال السلطة القضائية وهيمنتها على كل شئون أعضائها، تعيينا أو نقلا أو ندبا أو تأديبا، بتعديل الكشوف إضافة وحزفا، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من مجلس القضاء الأعلى، الذى أعاد بدوره إرسال ذات الكشوف بذات الأسماء إلى المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت، موضحا لرئيس الجمهورية أن المجلس لا يستطيع تعديل الكشوف لصدورها عن مجلس القضاء الأعلى بتشكيل سابق على التشكيل الحالى .وقد قام وزير العدل بإقناع رئاسة الجمهورية بتعديل الكشوف، بحجة أن من بين الأسماء من ينتمون "لجماعة الإخوان"، وعليه قام مجلس القضاء الأعلى بإرسال الكشوف إلى "الأمن الوطنى" للتحرى عمن تضمنتهم هذه الكشوف وعددهم 601 مرشح، وقد جاءت التحريات الأمن الوطنى بما يفيد انتماء 73 مرشحا "لجماعة الإخوان" فوجئ المرشحون بصدور قرار رئيس الجمهورية رقم 649 لسنة 2013 بتعيين عدد 475 معاون للنيابة، واستبعاد عدد 188 مرشحا، 73 منهم بدعوى انتمائهم للإخوان المسلمين و138 مرشحا آخر بلا أى سبب موضوعى رغم حصولهم على تقديرات تتراوح ما بين ممتاز وجيد جدا وعدم انتمائهم لأى تيار سياسى، كما فوجئوا بتعيين 50 مرشحا فى القرار المشار إليه، رغم تعيينهم فى مجلس الدولة و20 مرشحا من ضباط الشرطة، والآخرين من أبناء المستشارين وذويهم، كما شمل القرار تعيين أشخاص لم يكونوا فى الكشوف نهائيا رغم حصولهم على تقديرات أقل من تقديرات أصحاب الشكوى من المستبعدين .

وعند سؤالهم عن سبب استبعادهم رغم عدم انتمائهم لأى تيار سياسى وحصولهم على المؤهلات والتقديرات المطلوبة، واجتيازهم للمقابلات الشخصية والاختبارات اللازمة، أفادهم أمين مجلس القضاء الأعلى بأن استبعاد عدد 138 مرشحا منهم، كان مرده أن الأبوين أحدهما أو كلاهما غير حاصل على مؤهل عال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة