الضحايا يتحدثون عن وقائع لحظات الرعب والموت فى المنصورة .. بركات: شاهدت أحد زملائى محشوراً بين مدرعة وسيارة.. وسائق تاكسى: «أنا والزبون طرنا من العربية»

الخميس، 26 ديسمبر 2013 11:24 ص
الضحايا يتحدثون عن وقائع لحظات الرعب والموت فى المنصورة .. بركات: شاهدت أحد زملائى محشوراً بين مدرعة وسيارة.. وسائق تاكسى: «أنا والزبون طرنا من العربية» احد المصابين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى :

وجوه مشوهة بشظايا الزجاج.. ملأت التجلطات الدموية جميع أركانها.. أجساد لفت بشاش أبيض تركها على سرير داخل مستشفى الطوارئ الجامعى تنتظر مصيرها بين لحظة وأخرى، وتنتظر كلمة الفصل الإلهية الآن أو بعد دقائق معدود.. ووجوه أخرى حزينة على أبنائها تنتظر حتى أن يستلموهم ولو بشهادة وفاة.
فى موقع الانفجار بمحيط مديرية أمن الدقهلية، خرجت من هناك أجساد غير كاملة مبتورة الساق أو مقطوعة الذراع، وأخرى تبحث عن رأس لها أو حتى نصف رأس.. بينما أمام المستشفى لم تتوقف سيارات الإسعاف عن تفريغ حمولتها من الأجساد المصابة.. فيما وقف عدد من أهالى المصابين ينتظرون الدخول.


فى غرفة العناية المركزة كان الجندى أحمد تمام الذى لم يكمل عامه الـ21 يعانى من شرخ فى الجمجمة وقطع فى الوجه الأيسر واصلا حتى رقبته وقطع آخر أسفل الذقن بالإضافة إلى كسور مضاعفة فى ذراعه اليسرى، بينما ملأت الكدمات والسحجات باقى جسده النحيف، فيما ينتظر والده وعمه قرارا بنقله إلى مستشفى المعادى العسكرى لاستكمال علاجه.

أحمد الذى لُف رأسه بشاش طبى بينما وضع ذراعيه الاثنين فى جبس وشاش وعلقت له المحاليل الطبية، لم يكن يعرف والده القادم من مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية عن ابنه شيئا سوى الساعة السادسة صباحا بعدما شارك فى البحث عنه تحت الأنقاض، لكن الحظ لم يسعفه للعثور عليه سوى بداخل المستشفى لم يستطع سوى قول حسبنا الله ونعم الوكيل منهم لله اللى عملوا فى ابنى وأخواته العساكر كده، مفيش دين بيقول كده.


وفى الغرفة المجاورة له حجز زميله نادر عبد الرحمن سريرا له وبنفس الإصابات تقريبا، نادر القادم من مدينة بنها ليقضى فترة تجنيده بالمنصورة كان قبل الانفجار بدقائق قد أنهى نوبة حراسته على مديرية الأمن ثم تفرغ ليجرى اتصالا هاتفيا بأخيه ليطمئن فيه على والده، حالة نادر المرضية جعلت من أهله أناسا صامتين لا يتحدثون ولا يناقشون ينتظرون فقط أى تحسن لنجلهم.

بينما كان أحمد إبراهيم إبراهيم القادم من مركز قليوب قد شرع فى استلام خدمته على البوابة الرئيسية للمديرية فى الساعة الثانية عشرة صباحا قبل الانفجار بأقل من ساعة، قال الأمور أمام المديرية كانت تسير بشكل طبيعى، ويضيف، كنت منتظرا مدير الأمن للخروج، فموعد مغادرته المعتاد يوميا ما بين الساعة الثانية عشرة والنصف والواحدة صباحا، لكنه تآخر اليوم بسبب اجتماع ضم عددا كبيرا من ضباط المديرية.


ويضيف، سمعت فجأة دوى انفجار هائل وشاهدت دخانا متصاعدا، فهرعت إلى مكان الانفجار من الناحية اليسرى للمديرية من ناحية شارع العباسى، لكنى لم أكمل حتى هناك وسقطت مكانى ممسكا بسلاحى ولم أفق إلا فى المستشفى وسلمت سلاحى وذخيرتى لأحد ضباط المديرية.

«طرت أنا والزبون من العربية ومعرفش عنها أى حاجة» هكذا قال عادل محمود، سائق تاكسى، ويضيف، كنت فى طلخا عائدا إلى بيتى بعد أن أنهيت عملى إلا أن زبونا استوقفنى طالبا توصيله إلى المنصورة، وفى الملف المقابل لمديرية الأمن سمعت انفجارا شديدا ثم انقطع التيار الكهربائى وشعرت أنى تلقيت ضربة قوية فى صدرى وأدركت أنى «طرت» من التاكسى وسقطت فى الأرض.

عامل بنزينة استدعاه قدره ليكون ضمن مصابى الانفجار الغاشم خرج من محل عمله المجاور للمديرية صعد الخطيب السيد إلى مكتب مدير الأمن باحثا عن «كوبونات» تموين الوقود التى يتسلمها كل فترة، لكنه فى هذه المرة جلس ينتظر الانتهاء من الاجتماع الليلى لضباط المديرية، وقتها قرر الخروج والعودة فى اليوم التالى، لكن القدر لم يمهله سوى دقائق ليخرج من باب المديرية ليسقط مصابا وينقل إلى المستشفى. الخطيب البالغ من العمر 38 سنة يتحدث ببطء شديد لا تسعفه الذاكرة لتذكر كل ما حدث.. عينه اليمنى تقريبا أصبح لا يرى بها، أما اليسرى فيبصر من خلالها بصعوبة.


فى مستشفى المنصورة الدولى كانت الحالات المصابة التى لم تخرج بعد نحو 18 حالة من بينهم عماد أبوالهيثم أمين شرطة بمصلحة الأمن العام فرع الدقهلية بالغ من العمر 30 عاما كان قاب قوسين من إنهاء نوبة نوبتجيته التى تنقضى بعد عدة ساعات، قال اعتقدت فى البداية أن ذلك الصوت الذى دوى فى المنصورة ناتج عن احتراق أحد أجهزة الكميوتر فى المديرية إلا أننى فوجئت بدخان كثيف أسود يملأ غرف مديرية الأمن.

أبوالهيثم الذى أصيب أسفل ذقنه بجرح واصل حتى أذنه ولف رأسه برباط طبى، يضيف، المديرية عليها حراسة مسلحة، والشارع اللى انفجرت فيه السيارة المفخخة مغلق ولا يسمح لأحد بتجاوزه من الأفراد المدنين، كما أنه يحتوى على جراج خاص بسيارات المديرية وسيارات الضباط.

فيما كانت أسرة سيد بركات تقف إلى جوار غرفته فى مستشفى الطوارئ الجامعى كان هو مكتفيا بالقول إنه سائق سيارة للعميد سعد عمارة، مدير إدارة المباحث الجنائية بالمديرية، مضيفا أنه كان موجودا داخل المديرية وقت وقوع الانفجار، وخرج مسرعا يبحث عن زملائه مكملا لأكثر من ساعة ونصف السعة بحثا فى الظلام عمن تحت الأنقاض، لكننا لم نعثر إلا على ذراع أو جزء من ساق أو جزء من جسد، مضيفا، أنه شاهد أحد زملائه محشورا بين سيارة ومدرعة ويتساقط فوق المدرعة ركام من المسرح القومى سارع بإنقاذه لكنه سقط مغشيا عليه.

فيما كان خالد سيد متولى من مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، يعانى من جرح فى مؤخرة الرأس نتيجة سقوط سقف غرفته عليه نتيجة الهزة الشديدة التى أصابت مديرية الأمن من جراء الانفجار كانت والدته تصر على الخروج إلى الاستفتاء وحشد المئات من جيرانها للتصويت بنعم على دستور 2013، لأن نعم هى الخطوة الأولى على طريق الاستقرار والتخلص من الإخوان المسؤولين عن الإرهاب فى مصر، على حد قولها.


أم خالد كغيرها من مئات الأمهات التى انتظرت حتى ترى نجلها، لكنها ترى أن خالد أصيب بنوبة صرع وشبه ارتجاج فى المخ يجعله يتذكر بصعوبة أو لا يتذكر أصلا، مشيرة إلى أنها علمت بالخبر فى السادسة صباحا وجاءت لتطمئن على ابنها.

على الرغم من أن أم خالد وزوجها كانا فى خدمة نجلهما فإنهما لم يتركا المجند محمد يوسف البالغ 21 عاما والمصاب بطلق نارى فى ساقه اليسرى، جاءته بالخطأ من أحد زملائه الذين لم يستطيعوا السيطرة على أنفسهم وقت الانفجار.

يقول يوسف: خرجت من المديرية لمتابعة ما حدث، الكهرباء مقطوعة والجدران تتساقط والفزع مسيطر على الجميع، لكنى تلقيت طلقة فى قدمى اليسرى سقطت مغشيا على ولم أفق إلا فى المستشفى.

جثث تتطاير وقطع زجاج تتناثر وأنقاض تتساقط، هكذا وصف أسعد يوسف، أمين شرطة، واكتفى فيما قال وهيب البدرى من أصدقائه الإخوان ضد مصر وضد الدستور والجيش والشرطة وضد الشعب.. جماعة خائنة وعميلة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة