أكد مستثمرون مصريون أن استثماراتهم بجنوب السودان ليست بمنأى عن أحداث العنف، التى تشهدها الدولة حديثة العهد.
وشهدت العاصمة جوبا أعمال عنف، بعد محاولة انقلاب على الرئيس سلفا كير، اتُهم نائبه السابق ريك مشار بتدبيرها، وسرعان ما اتسعت أعمال الشغب بين المواطنين على أسس عرقية بين قبيلة الدنكا التى ينحدر منها كير وقبيلة النوير المنتمى إليها مشار.
وتأسست جنوب السودان عندما استقلت عن الشمال، فى استفتاء شعبى لسكان الجنوب أعلن عن نتائجه النهائية فى فبراير 2011، وتم الإعلان عن استقلال كامل للدولة فى 9 يوليو 2011.
ودعا سلفا كير أمس لوضع نهاية لأعمال القتل الوحشى والفظائع، التى ترتكب لأسباب قبلية مع وقوع اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لنائبه السابق فى منطقة منتجة للنفط.
وسادت حالة من القلق فى الأوساط الدولية خوفا من انفلات زمام العنف فى الجنوب وخشية التحول إلى حرب أهلية.
وقال جمال محرم، رئيس البنك السودانى المصرى السابق، "الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان ستتأثر سلبا بأحداث الصراع السياسى بين رئيسها ونائبه السابق، بل ستتأثر بها الدولة المصرية أيضا لأهمية دولة الجنوب لمصر".
وتهتم مصر بالاستثمار فى جنوب السودان، لما تمثله دولة الجنوب من أهمية استراتيجية فى ملف مياه النيل لمصر، التى ناشدت كافة الأطراف فى جوبا إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحوار لتسوية لخلافات وتجنب انزلاق البلاد إلى أتون مواجهات مسلحة واسعة النطاق".
وطالما كان شمال السودان وجنوبه محط أنظار من المستثمرين المصريين لكن المشاكل اللوجستية والأمنية فى البلدين كانت عائقا أمام توسع الاستثمارات المصرية هناك.
وبحسب رئيس البنك السودانى المصرى السابق، "لا يوجد إحصاء رسمى للاستثمارات المصرية بجنوب السودان، لكنها تقدر بأكثر من 50 مليون دولار فى مجالات الزراعة والبترول والغاز".
من جانبه قال ماجد فرج، رئيس الشركة الوطنية للنقل النهرى، التابعة لمجموعة القلعة القابضة المصرية، "المستثمرون المصريين سيتوقفون عن ضخ أى أموال جديدة بجنوب السودان، لحين استقرار الأوضاع مرة أخرى".
وأضاف "فرج"، فى تصريحات لوكالة الأناضول، "تم إيقاف نشاط الشركة الوطنية للنقل بجنوب السودان فور وقوع الاضطرابات، وأرجأنا توسعات مقررة لزيادة عدد وحدات النقل النهرى التابعة للشركة، لحين عودة الاستقرار".
وقال مصطفى الأحول، رئيس الشركة المصرية للاستثمارات الأفريقية، إن الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان آمنة حتى الآن ولم تتأثر بالأوضاع فى جوبا.
لكن محسن صلاح، رئيس شركة المقاولون العرب المصرية، قال إن الشركة تسعى بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية لإجلاء موظفيها ورعايا مصريين من جنوب السودان، بعد تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية. وقال صلاح، "نسعى لتنظيم رحلات لنقل موظفى الشركة ورعايا مصريين من جوبا".
وأجلت بعثة الأمم المتحدة نحو 12 طبيبا مصريا يديرون عيادة طبية لعلاج المرضى بالمجان فى بور بجنوب السودان إلى العاصمة جوبا بعد اندلاع قتال فى البلدة.
ولجأ الأطباء المصريون إلى مجمع تابع للأمم المتحدة مع 14 ألفا منأهالى جنوب السودان نزحوا من بلداتهم وقراهم فى المنطقة هربا من أعمال العنف.
وتعرضت العيادة الصحية التى يديرها الأطباء المصريون لإطلاق النار يوم 17 ديسمبر كانون الأول الجارى.
الاستثمارات المصرية فى جنوب السودان ليست بمنأى عن أحداث العنف
الخميس، 26 ديسمبر 2013 02:23 م
تفجيرات الدقهلية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة