التاريخ شاهد أساسى على حوادث الأخوان، موثقاً للعنف الذى يعُد جزءاً أساسياً من المكون النفسى للجماعة.
هذا ما أكد عليه عدد من المؤرخين بناءً على تتبع مسارات الجماعة منذ بدأت. موضحين بأن الحوادث الإرهابية مرتبطة باللحظات الأخيرة وفقدان الشعبية..
فى البداية قال الدكتور عاصم الدسوقى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن العنف وسيلة الإخوان المسلمين منذ بدأوا، ويذكرنا بذلك مقتل الخازندار عام 1948، حينها صرح حسن البنا قائلاً "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين" وكانت هذه مناورة منه لينفى عن نفسه وجماعته تهمة القتل. بينما هو الذى أسس التنظيم الخاص المسلح.
وأضاف "الدسوقى" عندما يفشل الإخوان فى تقبل الآخرين لأفكارهم لايجدون إلا العنف، وإذا سُئلوا عن ذلك يقولون إن القتل والكذب ليس من صُنع الإخوان، لأنهم تربوا على مكارم الأخلاق، فأى مكارم أخلاق هذه؟! فالكذب هو جزء من ممارسة العنف والمناورة .
وقال "الدسوقى" إن ما قام به الإخوان من إرهاب ليس بسبب ضعف الشرطة، ولكن لأنهم يقومون بما يشبه حرب العصابات، وكلما نجح الجيش والشرطة فى اعتقال أى مجموعة يُقلل من خطر وانتشار هؤلاء المجرمين. مضيفًا، لقد كتب التاريخ تاريخ الإخوان وانتهى الأمر.
وقال الدكتور شريف يونس، أستاذ التاريخ، إن الشرعية والانقلاب العسكرى هما الغطاء لما يحدث، وبالتالى من المؤكد أن هذا الحدث بصرف النظر عن الذى ارتكبه يوضح أن الإخوان الآن يسيرون فى سياق المواجهة مع المجتمع المصرى ككل، ويتبعون نفس السيناريو السورى وهو الحرب الأهلية.
وأشار "يونس" إلى أنه بعد عزل مرسى أصبحت الضغوط التى يواجهها الإخوان كبيرة، مؤكدا أن أى حدث أو ظاهرة تاريخية يتم تناولها بطرق مختلفة عبر الزمن حيث لاتوجد قراءة محددة .
وأضاف "يونس" من المؤكد أن الإرهاب جزء من مكون التركيبة التنظيمية والفكرية للإخوان المسلمين، ومن المؤكد أيضاً أنهم ليسوا تنظيما إرهابيا فقط، بمعنى أنهم يدعمون أنشطة أخرى غير المنظمات الإرهابية، وذلك عندما تحدثوا عن منظمة إيتا الانفصالية وغيرها، إذن نحن أمام تنظيم إرهابى اجتماعى سياسى، ولكن المكون السياسى هو الذى يربطهم.
وقال "يونس" إن ما يحدث هو تحالف سياسى من مصدومين نزُعت منهم السلطة وخسروا سياسياً لأنهم يفقدون قطاعات واسعة من الناس بسبب العنف.
وقال محمد عفيفى، رئيس قسم التاريخ، بآداب القاهرة، إن الأحداث الإرهابية تحُدث تحولا فى الرأى العام بشكل كبير، ولعل اغتيال الخازندار والنقراشى باشا وما فعله من ردود أفعال كبيرة جداً كانت نقطة تحول فى تاريخ الجماعة نفسها. لأنه يعرف الرأى العام عن الجماعة ومن ثم يعاديها تماماً، لذا يكون نقطة تحول عام خطيرة، تفقد الجماعة أى تأييد شعبى لها وتدخل فى حالة انكماش بشكل كبير وهى بالأساس قامت على التعاطف. كما حدث أيضاً عقب محاولة اغتيال جمال عبدالناصرفى المنشية.
وأضاف "عفيفى" أن الحوادث الإرهابية مرتبطة دائماً باللحظات الأخيرة للإخوان ولحظات فقدان الشعبية. كما أن حوادث الإرهاب فى تاريخهم مرتبطة بشىء معين نطلق عليه سيادة الجهاد السرى أو التنظيم الخاص. ودائماً يكون اللجوء إلى العمل السرى والعنف نهاية الجماعة، ولذا المشكلة حالياً هى سيطرة الجناح القطبى داخل الجماعة مثل المرشد والشاطر ومرسى وكل هؤلاء، الأمر الثانى حدوث تحالف غريب ومريب أثناء فترة مرسى بين الجماعة والتنظيمات التكفيرية والإرهابية، والتى نرى نتائجها الآن، تلك التى تصورت أن مرسى باق لآخر الزمن، فكان عزله ضربة قاصمة لهم. وهذا سيكون رد فعله أن يلجأ الشعب للبحث عن الأمان كما حدث بعد حادث المنشية حيث زادت شعبية جمال عبدالناصر، وبالتالى سوف يبحث البطل الذى يجلب له الأمان وفى الغالب سيكون السيسى.
وعن رصد حوادث الإخوان وتسجيلها قال الدكتور عبدالواحد النبوى رئيس دار الوثائق القومية فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن كل ما يتعلق بحادث تفجير المنصورة وكل ما سبقه من أحداث وقضايا، سوف تؤول إلى دار الوثائق القومية وذلك بعد انتهاء تحريات النيابة والشرطة واستيفاء المحكمة وكافة درجات التقاضى عليها. لتكون تحت بصر جميع الأجيال القادمة، حتى يروا ماذا كان يفعل أمثال هؤلاء المجرمين فى مصر وطرق التخريب والدمار والقتل التى مورست من قبل هؤلاء .
وأضاف النبوى أن التاريخ لن يرحم المقصريين أو المعتدين من أصحاب الضمائر والنيات السيئة.