يقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم) :- "والله لا يؤمن، وكررها ثلاثا، قيل من يا رسول الله ؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه" ! إذن فانتفاء الخلق الحسن ينفى الإيمان عن صاحبه، وإن صلى وزكى وصام وحج! وجاء فى صحيح مسلم أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) سأل أصحابه يوماً: أتدرون من المفلس؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع! فقال ( صلى الله عليه وسلم) المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح فى النار!.
ودائماً ثمرة العبادات المشروعة فى الإسلام هى الخلق الحسن والتقوى وتلتقى جميع العبادات فى غاية واحدة رسمها الرسول حين قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، والخلق الحسن، كما يقول سيد المرسلين "يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل"، رواه البيهقى، وفى صحيح مسلم "ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صلى وصام وحج واعتمر وقال إنى مسلم : إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا وعد أخلف". وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام فى شىء، وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً"، وقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) مثالا للإنسان الكامل فقد كان أسخى الناس لا يبيت عنده دينار ولا درهم، وكان لا يسأل – بضم الياء- شيئاً إلا أعطاه، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه ويخدم فى مهنة أهله، وكان أشد الناس حياءً يجيب دعوة العبد والحر، ويقبل الهدية ولو جرعة لبن، يغضب لربه لا لنفسه، يأكل ما حضر ولا يرد ما وجد، وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً، ويرى اللعب المباح فلا ينكره، لا يحتقر مسكيناً لفقره، ولا يهاب ملكاً لملكه وما لعن امرأة قط ولا خادماً، وصدق الله العظيم حين قال: "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً "- الأحزاب 21.
د.سمير البهواشى يكتب: الخلق الحسن دليل قوة الإيمان
الأربعاء، 25 ديسمبر 2013 08:08 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح زكي
اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبة وسلم
صلي علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبة وسلم