نقلا عن اليومى...
«التفجيرات التى تحدث فى سيناء ستتوقف فى اللحظة التى يعلن فيها عبدالفتاح السيسى تراجعه عن قراره ويعود مرسى رئيساً للبلاد»، الجميع يتذكر هذا التصريح الذى أدلى به الدكتور محمد البلتاجى، «القيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام لحزبها الحرية والعدالة»، المؤكد أن الكل يتذكر الآن وبعد تفجير مديرية أمن المنصورة هذا الكلام الذى يؤكد على العلاقة بين الجماعات الجهادية وجماعة الإخوان المسلمين خاصة بعد قرار الرئيس السابق محمد مرسى بالإفراج عن عدد من قيادات تلك الجماعات إبان فترة حكمه، وعلى رأسهم أحمد عبدالعزيز نافع، ليث إبراهيم، صالح عميرة، نصر خميس، محمد خميس، عرفات عميرة، سليمان سلمى سعيد، أحمد هاشم، عبدالقادر سويلم، محمد عبدالسلام سلمى، وأيمن محمد، ومحاولاته لتوطيد العلاقة معهم، بعدما تعرضوا للسجن سنوات فى عهد نظيره الأسبق، زادت حالة الاحتقان بين الشعب والجماعة التى تقود القلة الباقية من قياداتها خارج السجون طريق المصالحة الآن.
وجاء هذا الشعور بناء على أعداد الجنود الذى يتزايد يوماً بعد يوم، وتُزهق أرواحهم فداء وطنهم بسبب عمليات إرهابية انتقامية تشن ضدهم ومن وقتها، وكان آخرها تفجير المنصورة، كل هذه الأعمال التى تتجدد من وقت لآخر طرحت تساؤلا مهماً، وهو هل ما يحدث من قبل تلك الجماعات بمثابة السلاح الأخير وورقة ضغط جماعة الإخوان المسلمين على الحكومة لقبول التفاوض معها، خاصة أن الأخيرة سبق وأن أعلنت رفضها التام للحوار، ووضعت شروطاً للقبول بالتحاور مع الجماعة، وأى فصيل سياسى من بينها ضرورة الاعتراف بثورة 30 يونيو على أنها ثورة شعبية، والموافقة على خارطة الطريق التى اتفق عليها الشعب المصرى ليقيم دولة حديثة»، والموافقة على أن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين ُيحاكمون بتهمة «القتل والإرهاب»، «سيتم استثناؤهم من فكرة المصالحة»، وضرورة تقديم اعتذار للشعب ووقف أعمال العنف.
الدكتور محمد مصطفى، باحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يقول كل شىء اتضح منذ أن صرح الدكتور محمد البلتاجى بهذا الكلام ووعد بأن تلك العمليات ستتوقف بمجرد العودة عن قرار عزل مرسى، ولكن فى حقيقة الأمر هذه العمليات ستقلل من تعاطف الناس مع الجماعة وليس العكس، بل يمكن أن تدفعهم للإصرار على عدم المصالحة، أو التحاور مع الجماعة، فكل قتيل وشهيد يسقط فى الطرفين بسبب الأعمال التى تتجدد يوماً بعد الآخر تقلل من فرص التفاوض، وهذا يتضح فى الإجراءات التصعيدية التى تتخذها الحكومة، مع إصدار قانون التظاهر، وبحث ضرورة إصدار آخر خاص بمكافحة الإرهاب.
أحمد بان، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، يقول: بلا شك أن تلك الجماعات التكفيرية التى تلقى على نفسها مصطلح الجهاد، وكانت ومازالت متعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين تبذل قصارى جهدها لإجبار القائمين على الدولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإطلاق سراح جماعتهم التى كانوا يعتقدون أنها ممر الدولة الإسلامية، لذا ترغب فى العودة لصيغة تضمن لجماعة الإخوان مكانتها.
«العمليات الإرهابية» ورقة الإخوان الأخيرة للضغط من أجل عرقلة «خارطة الطريق» .. باحث فى الحركات الإسلامية: الشهداء الذين يسقطون يقللون من فرص التعاطف معهم
الأربعاء، 25 ديسمبر 2013 09:36 ص