نفلا عن اليومى :
قيادات الإخوان ورجال مبارك فى الداخلية والمخابرات والمجلس العسكرى.. شركاء فى الحكم والمصير
حسين زايد القيادى بالوسط قدم استقالته من جماعة الإخوان.. وبعد دقائق من تسليمها لمكتب الإرشاد كانت قد وصلت نسخة منها إلى أمن الدولة
فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك كانت هناك حالة من الانفتاح الإعلامى على جماعة الإخوان المسلمين، وهو الانفتاح الذى كان سببا وراء اتهام صحف بعينها بأنها مستأجرة من قبل الجماعة، وصحفيين بعينهم بأنهم عملاء للإخوان.. أصبحت القيادات التى كانت تستجدى الظهور فى أى برنامج ولو لدقائق قليلة نجوما يسعى وراءهم الإعلاميون وهم يتدللون.. وكان طبيعيا أن تضع الجماعة بعض القواعد لظهور أعضائها فى البرامج التليفزيونية.
من بين هذه القواعد امتناع قيادات الجماعة عن الظهور فى البرامج أمام مجموعة من الشخصيات السياسية والصحفيين والمثقفين الذين يحملون كراهية للجماعة، وكان من بين هذه المجموعة عصام سلطان المحامى والقيادى بحزب الوسط الذى كان تحت التأسيس وقتها.
كانت الجماعة تعرف أن عصام يحمل لها كراهية تكاد تكون مطلقة، ويريد لها وبها الشر، ولا يتردد مطلقا فى تشويه صورتها، وهو ما كان يفعله بطريقة منهجية لسنوات طويلة، لكنها لم تدرج اسمه فى القائمة لهذا السبب فقط، ولكن لأنه كما أشاعت بين أعضائها وقواعدها عميل للمباحث ولا يكف عن ترديد كلام أمن الدولة.
كانت هذه الواقعة قائمة أمامى وأنا أتابع الحملة التى طاردت عصام سلطان بعد الثورة، متهمة إياه بأنه كان عميلاً لأمن الدولة، وخرجت وثائق كثيرة – كنت أرى أنها فى معظمها ساذجة – تؤرخ لعمله مع الجهاز، وتدلل على ذلك بوثيقة باسمه وعليها صورته، وبوثيقة ثانية تشير إلى المبالغ التى كان يحصل عليها، وبوثيقة ثالثة ادعى من روجوا لها أنها رسالة من زوجة سلطان إلى حسن عبدالرحمن رئيس مباحث أمن الدولة قبل الثورة، تكشف فيها أسرار زوجها (!!!!!) وعلامات التعجب من عندى بالطبع.
لم أركن كثيرًا إلى هذه الوثائق، فقد كانت لدى واقعة واحدة ومحددة، لم تنف عن عصام سلطان عمالته لأمن الدولة، ولكنها دعمت الأمر عندى تماما، وهو ما جعلنى لا أحتاج إلى وثائق حقيقية أو مصطنعة.
الواقعة بطلها الدكتور حسين زايد، وهو لمن يعرفه كان أحد قيادات الهيئة العليا لحزب الوسط، ودخل مجلس الشورى عن الحزب من محافظته بورسعيد، وقتها – على وجه التقريب فى العام 2002 – كان لا يزال عضوا بجماعة الإخوان المسلمين، وكان بعض أصدقائه يطلقون عليه «مرشد بورسعيد» لنشاطه وحماسه وحرصه على جماعة الإخوان المسلمين وعمله من أجلها.
كان زايد استشارى الأنف والأذن والحنجرة قريبا من عصام سلطان قرب الصداقة التى تتجاوز الخلافات بين الجماعة وحزب الوسط، ولأن حسين كان معتزا بنفسه فقد بدأ ينتقد كثيرا من أداءات الجماعة ومرشدها وقتها المستشار محمد مأمون الهضيبى.. وهو ما قاده عندما وصل إلى حافة اليأس من إصلاح الجماعة إلى أن يتقدم باستقالته، وكان طبيعيا أن تستقبله قيادات حزب الوسط استقبال الأبطال، ليس لأنه استقال فقط، ولكن لأن استقالته سيكون لها أثر مدوٍ داخل الجماعة لما عرف عنه من التزامه وحرصه على جماعة الإخوان ووحدتها وتماسكها.
كنت وقتها فى جريدة صوت الأمة، وكنت أعرف عصام سلطان كمصدر أكثر من كونه صديقا – كان بيننا ود لم يصل أبدا إلى مرحلة الصداقة – ووجدته يتصل بى ليقول إن هناك خبطة صحفية ستكون مدوية، يمكن لها أن تفقد جماعة الإخوان صوابها وتوازنها، وأنه سيخصنى بها بعد عدة أيام، حاولت معه كثيرا، لكنه أصر على أنه لن يفصح عما لديه الآن لأنه سر لا تعرفه سوى مجموعة صغيرة جدا من الأصدقاء.
لم تمر سوى ساعات قليلة إلا وكنت على اتصال آخر مع مصدر أمنى – كان أحد مصادرى - ووجدته يحدثنى عن استقالة أحد كوادر الإخوان هو حسين زايد، وأنه يمتلك نسخة من الاستقالة، وتأكيدا على أن المعلومة لديه كاملة، قرأ لى بعض الفقرات التى وردت فى الاستقالة، ورغم السرعة التى قرأ بها إلا أننى دونت ما قاله بدقة.
على الفور عاودت الاتصال بعصام سلطان مرة أخرى، وقلت له عندى لك خبر مهم وكنت أعرف أن حسين زايد صديقه، وبعد أن أخبرته بخبر الاستقالة ومضمونها، وجدت نبرة صوته تغيرت تماما، وقبل أن أسأله عن رد فعله، قال لى: كيف عرفت؟ إن حسين قدم استقالته إلى مكتب الإرشاد منذ ساعات قليلة، وهناك من بين أعضاء مكتب الإرشاد من لم يعرفوا حتى الآن بخبر الاستقالة، بل إن المرشد نفسه لم يقرأها بعد، كنت سأخبرك بالخبر بعد أن يطلع عليها المرشد.
وقتها لم أخبر عصام سلطان بمصدرى، وذهبت أبحث عن سر وصول استقالة حسين زايد إلى أمن الدولة قبل أن تصل إلى بعض أعضاء مكتب الإرشاد، وكان السؤال المنطقى، هل هناك داخل المجلس من يعمل جاسوسا، بادر على الفور بتصوير نسخة من الاستقالة وأرسلها إلى الأمن، أو على الأقل أملى مضمونها فأصبحت التفاصيل ملكا لرجال أمن الدولة؟
قابلت حسين زايد بعدها بأسبوع فى مكتب عصام سلطان فى شارع قصر العينى، وأجريت معه حوارا مطولا عن أسبابها، ولما سألت عصام سلطان الذى حضر جزءا من الحوار ثم تركنا فى مكتبه وانصرف عن سر تسرب الاستقالة، أكد أنه لا يعرف كيف حدث هذا، وساق فى الطريق اتهامات عديدة إلى بعض أعضاء مكتب الإرشاد، واصفا إياهم بأنهم عملاء لأمن الدولة ومخبرون ينقلون دبة النملة أولا بأول إلى الداخلية.
استسلمت طويلا لهذا التفسير، فمؤكد أن مكتب الإرشاد مخترق، ومؤكد أيضا أن لجهاز أمن الدولة عيونا ترصد وتسجل دبة النملة فى مكتب الإرشاد وتنقلها ربما على الهواء مباشرة للمسئولين فى مكاتب أمن الدولة، حتى جاء مهدى عاكف ليفجر ما اعتبره البعض مفاجأة رغم أنه لم يكن كذلك.
كان الزميل صلاح الدين حسن يجرى حوارا صحفيا مع مهدى عاكف فى مقر مكتب الإرشاد بالمنيل، سأل المرشد، لماذا لا تكون مواقفك معلنة؟
فرد عاكف بعصبيته المعروفة: لا يوجد عندى موقف مبطن والنظام يعلم عنى ذلك، أنا رجل واضح تمام الوضوح، مكتبى هذا كل كلمة فيه مسجلة على الهواء مباشرة، وهذا الحديث مسجل عندهم.
كان هذا اعتراف واضح لا لبس فيه من مهدى عاكف أن مكتب الإرشاد كان مراقبا طوال الوقت، وأن ما يحدث فيه ينقل بالصوت والصورة فى إشارة إلى أنه تم زرع كاميرات وميكروفونات داخل بيت الجماعة الحصين، ربما أراد مهدى عاكف أن يبرئ رجاله من تهم العمالة لأمن الدولة التى كانت تطاردهم، لكنه دون أن يدرى هبط بمستوى جماعته التى بدت ضعيفة ومتهالكة ومخترقة، لكن هذه كانت طبيعة مهدى عاكف، فقد كان المرشد الفاضح لنفسه قبل الآخرين.
دارت السنوات وتم تفكيك جهاز أمن الدولة، لكن ظل تسريب استقالة حسين زايد من مكتب الإرشاد لغزا محيرا بالنسبة لى، حتى قابلت أحد قيادات الجهاز السابقين والذين كانت لهم علاقة وثيقة بملف الجماعات الإسلامية، كان لديه الكثير الذى قاله، سألته عن واقعة الاستقالة، فوجدت لديه حل اللغز، قال لى إن عصام سلطان هو الذى أرسل بنص الرسالة إلى الجهاز قبل أن يتسلمها مكتب الإرشاد.. وهو ما وجدته أكثر منطقية لحل اللغز الذى ظل معى كثيرا، ولم يشغلنى بعد ذلك لماذا كان يتعامل عصام سلطان مع جهاز أمن الدولة، لأن السبب فى مصر قد يكون معروفا تماما، فلا يوجد سياسى تقريبا من بين قوى المعارضة إلا وتعامل مع هذا الجهاز بشكل أو بآخر، إما مختارا وإما مضطرا.
عن نفسى لا أتعامل مع عصام سلطان على أنه عميل لأمن الدولة – فرغم الاختلاف السياسى والفكرى الذى يفرقنا – إلا أنه كان فعليا أكبر من هذا، فربما اقتضت الظروف التى كان يعمل فيها حزب الوسط أن يتعاون عصام وغيره مع أمن الدولة، وهو التعاون الذى كان يقوم فى الغالب على تبادل المعلومات.. خاصة أنه وفى مراحل كثيرة كانت رغبة رجال حزب الوسط فى تدمير الإخوان المسلمين أكبر وأعمق من رغبة أمن الدولة فى تحقيق ذلك.
كان عصام سلطان تحديدا هو الأكثر غضبا وكراهية لجماعة الإخوان المسلمين وقياداتها خاصة هؤلاء القابعين فى مكتب الإرشاد، ولدى أكثر من دليل على ذلك، كان يبحث عن الصدام معهم، وافتعال المشاكل بينه وبينهم، ولم يكن يهدأ أبدا إلا بعد أن يتم تصعيد الخلاف إلى ذروته.
كنت أجرى حوارا مع مأمون الهضيبى مرشد الجماعة السادس، وتطرق بنا الحديث إلى حزب الوسط ومجموعة أبوالعلا ماضى وعصام سلطان – كانا من البداية إلى النهاية رمز للحزب دونا عن الآخرين– ولأن الرجل، رحمه الله، لم يكن يحافظ على لسانه، فقد خاض فى سيرة رجال الوسط بما لا يليق.
قلت له: هناك من ترك الجماعة لعدم اقتناعه بمبادئها وأفكارها.. أليس عند هؤلاء حق؟
وكانت المفاجأة أن المرشد أنكر أن يكون أحد خرج على الجماعة، قلت له: ومجموعة حزب الوسط؟
فقال: مجموعة حزب الوسط كانت تريد أن تكون حزبا، ونحن قلنا لهم إن الوقت غير مناسب بالمرة، ولو تقدمنا بطلب فى الوقت الحالى فسوف نخسر أكثر مما نكسب، لكنهم عملوها من ورائنا وتقدموا بحزب، وطبعا ليس معقولا أن يقوم البعض بانقلاب داخل الجماعة ويفضلوا فيها، كان لابد أن يخرجوا.
قلت للهضيبى: هناك من ينسب لك قولك بأن من يختلف مع الجماعة سأجعله يسير فى الشارع عريانا لا يكلمه أحد، وما يحدث فعلاً أن الإخوانى الذى يخالف الجماعة فى شىء يعتزله أصدقاؤه ولا يسلمون عليه، بل ويتعاملون معه وكأنه غريب عنهم.. هل تتبنى فعلا هذه السياسة؟
رد المرشد: هناك فرق بين أن يكون لك رأى وأن يكون لك قرار فى الجماعة، رأى تقوله ولكن فى كل حزب أو جماعة أو هيئة تعرض على القيادات جميع الأمور ليأخذوا فيها قرارات، ولو سمح لكل واحد أن يكون له رأى ينفذه فسيكون للجماعة 300 قرار، ولا يمكن بذلك أن يكون لها أى رؤى أو وجود أو قيمة، فأى حزب فى العالم أو جماعة لابد أن يكون لها إرادة واحدة، وليس معنى ذلك منع الآخرين من إبداء آرائهم، ولكن الرأى يقال، وعندما نأتى عند القرار يكون للجهة المسؤولة، فنحن نطالب بالديمقراطية، والديمقراطية تمشى بفرق صوت واحد بين الأغلبية والأقلية، وعندما يصدر القرار فلابد أن ينحنى له الجميع، ولا يمكن الاعتراض عليه، ونحن فى الإخوان لسنا دولة، فمن يعترض على قراراتنا من حقه أن يترك الجماعة ويذهب ليعمل مع أى جماعة أخرى.
كان يمكن لمأمون الهضيبى أن يصمت عند هذا الحد، فقد وصلت رسالته إلى مجموعة حزب الوسط، وبدلا من أن يحاول إزالة الجفوة التى جمعت بينهم، إذا به يزيد الفجوة التى يبدو أنه كان يريد لها أن تتسع.
قلت له: أنا أحدثك عن العنف فى العقاب والشدة فى رد الفعل ضد من يخالف رأى الجماعة؟
فرد وكان عنيفا هذه المرة: نحن لا نفعل ذلك، لكن وبكل أسف الناس تتوغل فى الخلاف، فعندما يتركنا أحد مع السلامة، لكن عندما يتطاول علينا فنحن نقطع العلاقة معه نهائيا، لكننا لا نرد عليه، فواحد ظل فى الجماعة أكثر من عشرين عاما، ثم اكتشف فى النهاية أن أفكارها ليست حقيقية وأن يد الجماعة ملوثة بالدماء، وبعدين راح يعمل حزب لوحده، طيب كيف يصبح هذا أمينا على حزبه، وكيف سيتعامل مع أعضائه؟
كان الهضيبى يتحدث تحديدا عن أبوالعلا ماضى وإن لم يذكر اسمه، اتصلت به ليعلق على ما جاء فى الحوار، لكنه امتنع فى البداية، لأنه لا يريد أن يدخل فى معركة مع الهضيبى لأنه لا يستحق، فلجأت على الفور إلى عصام سلطان الذى أقنع أبوالعلا ماضى ليس بالحوار والرد فقط، ولكن فى أن يكون عنيفا جدا، رغم أن أبوالعلا فعليا لم يكن كذلك.
قابلت أبوالعلا الذى قال لى جملة دالة بدأ بها الحوار، لكنه طلب عدم نشرها، قال سأقول لك ما سيوجع الهضيبى ويجعله يندم على التعريض بى.
من بين ما قاله أبوالعلا وقتها: ما قاله المرشد العام فيه كلام معظمه تخاريف لست معنيا به، وعندما كنت أحضر اجتماعا معه وأنا داخل الإخوان كنت أخرج شديد الضيق، لأنه كان يقول آراء فجة ويتعالى على الناس، وعندما تركتهم واستقلت حضرت معه اجتماعات لأسباب كثيرة، فلم أكن أشعر بأى ضيق لأنه لم يكن يتحدث عنى، وبالتالى فإن كلامه لا يهمنى من قريب أو من بعيد، وعندما سأل الهضيبى فى حواره كيف أكون أميناً على حزبى وأعضائه؟ ظللت أفكر من أول يوم، فمن يكون أمينا مع مجموعته.. أنا أم هو؟ إننى قلق جدا على مصير الجماعة بسبب وجود شخص مثل الهضيبى على رأسها.
قرر أبوالعلا أن يرد بالوقائع، لكنه قبل أن يسردها قال: إننى سأذكر بعض الوقائع التى شهدتها وأنا داخل الإخوان، وأطلب من الإخوان أن يتأكدوا أولا من صحتها أو كذبها، فإذا تأكدوا فعليهم أن يجيبوا إذا أرادوا، وعليهم أن يقولوا لى هل بعد ذلك يكون الهضيبى أمينا أو مرشدا لجماعة الإخوان، فالهضيبى لم تكن لديه وقائع تدل على اتهامى بعدم الأمانة، وفرضا أنى كنت عضوا فى الجماعة واكتشفت أخطاءها وتصديت لها وأنا داخلها وعندما لم يستجب أحد لمحاولة الإصلاح تركت الجماعة وقد فعلت ذلك بشجاعة لا تخل بالأمانة.
كانت الخيانة هى التى جمعت الهضيبى بمجموعة حزب الوسط، وكان ما ختم به أبوالعلا حواره معى دالا، فقد قال: عندما خرجت مجموعة حزب الوسط كانت هناك قيادات داخل الجماعة تريد إجراء حوار، لكن الهضيبى عقد أكثر من 13 اجتماعا فى المكتب ليتخذ إجراءات عنيفة، بل وهدد بتقديم استقالته إذا تم الحوار فاستجاب أعضاء المكتب، والشىء الغريب أن الهضيبى مارس ضغطا على الأعضاء الذين دخلوا الحزب وكان عنده نموذج تنازل مطبوع ليوقعوه، وكان يخرج بعد ذلك للإعلام قائلا: إننا لا نمارس ضغوطا على أحد وقد جاءنى أحد الإخوة باكيا وقال لى: كيف يقول الهضيبى إنه لا يمارس ضغطا، كيف لا يقول الحقيقة وهو فى هذا العمر؟، لقد كلف الهضيبى اثنين من المحامين للذهاب إلى المحكمة ليقفا ضد حزب الوسط، ولأول مرة وقف محاميا الإخوان بجوار محامى الحكومة، وكانت هذه سقطة تاريخية، قيادات الإخوان مسؤلون نعم، لكن الهضيبى مسؤول عنها لأنه كان المحرض.
كانت هذه ربما أكثر المرات التى رأيت فيها أبوالعلا ماضى حادا وغاضبا وكاشفا، لكن عصام سلطان كان كذلك طوال الوقت، وأذكر أنه أثناء هذه المناوشات بين مأمون الهضيبى وحزب الوسط أن قال لى إن لديه صورة لمأمون الهضيبى وهو بالمايوه على شاطئ البحر، وإنه سيحضرها لى لأنشرها، وكان واضحا جدا عندما قال لى إن لبس المايوه لا عيب فيه، لكن عندما يظهر المرشد العام لجماعة الإخوان وهو يرتديه، فإن فى الأمر إهانة وحطا من شأنه، وهو ما يحرص عليه ويريده تماما.
طال انتظارى للصورة التى كنت أعتبرها سبقا، لكن عصام تراجع عن رغبته فى النشر، وكان أن اعترف بأنه لا يريد أن يغضب زوجته ابنة شقيقة مأمون الهضيبى التى تمتلك الصورة ضمن ألبوم صورها العائلية، وإذا أخذ الصورة ونشرها فإنه سيفعل ذلك من وراء ظهرها وهو ما لا يريده، فوافقته على ما أراد.
لقد كنت شاهدا على حالة الكراهية الشديدة التى جمعت بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وقيادات حزب الوسط – الإخوان السابقون – وهو ما جعلنى أستبعد أى تعاون بينهم فى أى وقت ومهما كانت الظروف، لكننى كنت ساذجا إلى أبعد حدود السذاجة، فبمجرد أن وصلت جماعة الإخوان للسلطة عادت حالة الود القديمة بين الفرقاء، تم استخدام عصام سلطان من قبل الجماعة لصناعة وتمرير قانون العزل للتخلص من عمر سليمان، وتم استخدام أبوالعلا ماضى للتحرش السياسى وضرب جهاز المخابرات، ورغم علمهم بخيانة الجماعة لكل من يتحالف معها، إلا أنهم ارتضوا لأنفسهم دور الخدم فى بلاط السلطان، ولم يكن غريبا أن يجمعهم مع قيادات الإخوان نفس المصير فى نفس السجن.
لقد جمعت المصالح رجال الإخوان وقيادات حزب الوسط، وعاشوا جميعا فى مركب واحد، حرصوا جميعا ألا تغرق، لكنها فى النهاية غرقت، لأن منطق الصفقات هو الذى جمعهم، رغم أنهم ظلوا طوال سنوات عمرهم الماضية يؤكدون أنهم رجال مبادئ.. تلك المبادئ التى لم يعرفوها أبدا.
موضوعات متعلقة :
وادى الخيانة .. الحلقة الأولى .. مبارك لم يذكر الإخوان صراحة إلا مرتين فقط.. الأولى فى 89 عندما قال للهضيبى: ما الإخوان بيتكلموا كويس أهه والثانية عندما كشف علاقتهم بالأمريكان فى 2005
وادى الخيانة .. الحلقة الثانية ..عمر سليمان يكشف سر كراهية مبارك الشخصية لقيادات الإخوان ..الجماعة طلبت من هيكل التوسط لدى سليمان للجلوس معه أثناء محاكمة مبارك
وادى الخيانة..الحلقه الثالثة..الإخوان اتفقوا مع أبوغزالة على دعمه فى انتخابات الرئاسة 2005 ثم باعوه لمبارك..يحيى الجمل لعب دور الوسيط بين «الجماعة» و«المشير»
وادى الخيانة .. الحلقة الرابعة .. أسرار صفقة «العوا» مع «أمن الدولة» لمنح الإخوان 45 مقعداً فى انتخابات 2010..الاتفاق عليها جرى فى اجتماع ضم اللواء حسن عبدالرحمن و«بديع» و«العوا» و«الكتاتنى» و«مرسى»
وادى الخيانة .. الحلقة الخامسة .. جواسيس خيرت الشاطر على جمال مبارك فى أمانة السياسات بالحزب الوطنى.. وثيقة إخوانية من قيادى إخوانى لمبارك: انصح ابنك العزيز أن يجلس معنا حتى يسمع منا
وادى الخيانة الحلقة السادسة .. خيرت الشاطر استعطف الجهات الأمنية فى 2005 حتى لا يحصل حزب الوسط على الترخيص
وادى الخيانة ..الحلقة السابعة ..سر الاستقالة التى كشفت علاقة عصام سلطان بمباحث أمن الدولة ..«سلطان» وعدنى بصورة للمرشد الأسبق وهو يرتدى المايوه على البحر.. والهضيبى يتهم أبوالعلا ماضى بأنه خائن
الإثنين، 23 ديسمبر 2013 08:02 ص
مامون الهضيبي المرشد الأسبق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
فعلا مستنقع من الكراهية والخيانة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سيف الحق
أصحاب المصالح وأصحاب المباديء
عدد الردود 0
بواسطة:
pepo
بعض الحلقات السابقة لا تعمل
عدد الردود 0
بواسطة:
نادي رمزي
الاخوان و الوسط
ما اسخم من سيدي الا ستي
عدد الردود 0
بواسطة:
شقيان في زمن فتان
الخيانه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى احمد
اشمعنى الكلام ده متقلش غير النهارده بس
عدد الردود 0
بواسطة:
اللمسى
هما دول الاخوان ولا بلاش
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
وليه دلوقت؟
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عادل طاهر
الحلقات من الثانية إلي السادسة لا تفتح
الحلقات من الثانية إلي السادسة لا تفتح
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن كشك
الأخلاق والمهنة