عمرو وجدى يكتب: دستور مدعوم من الله!!

الإثنين، 23 ديسمبر 2013 04:06 م
عمرو وجدى يكتب: دستور مدعوم من الله!! على جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا الدكتور على جمعة -مفتى الديار المصرية السابق- والذى أكن له كل تقدير واحترام، جموع المصريين إلى التصويت بنعم على الدستور القادم وقال إنه مدعوم ومؤيد من الله.

كلام لا يليق أن يأتى من عالم دين جليل له إسهاماته العديدة فى خدمة الإسلام والمسلمين، وفى نشر قيم التسامح والعدل والمحبة.

لقد رفض المصريون فكرة إقحام الدين فى السياسة كما كانت تفعل تيارات الإسلام السياسى وعلى رأسهم تنظيم الإخوان والجماعات السلفية من قبل، واستهجنوا جميعًا مقولات إن محمد مرسى رئيس مدعوم من الله، وإن من لا يصوت على دستورهم المشوه التى تمت صياغته قى العام الماضى سيدخل النار إلى آخر هذه الجمل التى لاتمت للواقع بصلة، وقبلها كان هناك ما عرف بـ"غزوة الصناديق" أثناء التعديلات الدستورية فى مارس 2011 وغيرها وغيرها من الخرافات التى تحاك باسم الدين لتغييب عقل الشعب البسيط بها.


أعرف تمامًا أن المشاركة بإيجابية لكل المواطنين فى خدمة بلدهم هو واجب وطنى ودينى، ولكن محاولة التأثير عليهم وتوجيهم إلى التصويت بـ"نعم" أو "لا" أو إصباغ الصفة الدينية على أمر سياسى يحتمل الصواب أو الخطأ هو أمر مرفوض تمامًا وتكريس لديكتاتورية من نوع جديد.

فالخطاب الدينى للدعاة ورجال الدين يجب أن يقتصر على الحث على المشاركة فقط بدون التدخل أو التأثير على اتجاهات التصويت استغلالاَ للنزعة الدينية عند معظم الشعب المصرى.

وفى مصر الجديدة التى خاض شعبها ثورتين قاضتا على الفاشية السياسية والفاشية الدينية لا يصح أبدًا أن يتحدث رجل دين- يفترض أنه بلغ من الوعى والرشد أقصاه- عن دستور مدعوم من الله لتحقيق مآرب وأهداف سياسية معينة.
وكما انتقدنا من قبل أنصاف الدعاة ومن يطلقون على أنفسهم رجال دين -والدين منهم براء- سننتقد كل من يقحم الدين فى السياسة أو السياسة فى الدين ويتصور أن المصريين هم قطيع يمكن توجيههم بكلمة، فالمصريون تحركهم ضمائرهم وعقولهم فقط.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة