الرئيس والإعلام..”منصور” متابع جيد للفضائيات والصحف والمواقع الإخبارية ولا يحب الظهور المتكرر..أجرى حوارين لصحيفتين عربيتين وثالثا للتليفزيون المصرى..ويطلب أرقام التوك شو لإجراء مداخلات إذا لزم الأمر

"المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، متابع جيد للفضائيات العربية والمصرية، كما أنه يخصص جزءا من وقته لقراءة الصحف، فضلاً عن التقارير اليومية التى تُعرض عليه، عن كل ما ينشر فى الصحف ومواقع الإنترنت، حول نشاط الرئاسة والحكومة والشأن الداخلى، والأوضاع فى سيناء"، هكذا قال أحد المقربين من الرئيس منصور.

ورغم أن الرئيس "متابع جيد" للفضائيات وما ينشر فى الصحف، إلا أنه لا يحب الصخب الإعلامى، بمعنى أن الرئيس لا يفضّل الظهور الإعلامى المتكرر، لأنه يعرف مهمته الأساسية هى إنهاء المرحلة الانتقالية، وتنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، لتنتقل مصر إلى دولة المؤسسات، مما سيكون له انعكاسه الإيجابى على الأمن والاقتصاد، ووضع مصر فى مكانها الطبيعى على الخريطة الإقليمية والدولية، لتصبح رائدة وقائدة كما كانت فى عهدى الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.

ومنذ توليه منصبه كرئيس مؤقت للبلاد، عقب ثورة 30 يونيو، و"منصور" يرفض إجراء حوارات فى الصحف والفضائيات المحلية والعربية والعالمية، كما أن ديوان الرئاسة تلقى خلال الفترة الماضية، عشرات الطلبات المقدمة من رؤساء تحرير ووكالات أنباء وإعلاميين محليين وعرب ودوليين لإجراء مقابلات صحفية وتليفزيونية مع الرئيس منصور، إلا أنه كان يرفض ذلك، وكان يقول للمقربين منه، إن ظهور المسئول فى وسائل الإعلام لا يجب أن يكون متكرراً، وأن رئيس الجمهورية يجب أن يكون ظهوره الإعلامى محسوباً، ويعى جيداً ما هو المفيد الذى سيقدمه ويقوله للناس عند قبوله أى حوار أو مقابلة أو إلقائه بياناً إلى الأمة، مشيراً إلى أن النظام السابق فقد الكثير بسبب لهثه وراء الكاميرات وحبه للظهور "ع الفاضى والمليان".

وأجرى الرئيس عدلى منصور، حوارين لصحيفتين عربيتين، بالقاهرة، وحواراً آخر لوكالة الأنباء الكويتية والتليفزيون الكويتى معاً، على هامش مشاركته فى القمة العربية الأفريقية الثالثة، التى عقدت بالكويت مؤخراً، إضافة إلى مقابلة وحيدة أجراها معه التليفزيون المصرى، وهى المقابلة التى لاقت استحسان أغلب الشعب المصرى، كما أشاد بها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، الذين قارنوا بين هدوء واتزان وإتقان عدلى منصور وإجاباته المباشرة البسيطة، وبين الرئيس السابق محمد مرسى الذى كانت بياناته وحواراته تستغرق ساعات من الوقت دون الوصول إلى نتائج محددة، على حد قول النشطاء.

ولفت الرئيس منصور إليه الأنظار بمداخلاته التليفزيونية، والتى كانت مثار جدل خلال الفترة الماضية، فالرئيس يتابع يومياً عدداً من برامج "التوك شو"، فى إطار مهامه كرئيس للبلاد، ليعرف كل ما يدور وما يحدث فى الشارع المصرى والتناول الإعلامى للقضايا اليومية الملحّة، وعدم الاكتفاء بما يصله من تقارير وقصاصات، حتى يكون أقرب إلى الناس، والعمل قدر الإمكان على حل المشكلات التى تواجههم، إذا كان الأمر يستدعى ذلك، أو توجيه الأجهزة المعنية بالعمل على حلها.


كما أن الجهاز المعاون للرئيس عدلى منصور، دائماً ما يكون جاهزاً ومترقباً لأى توجيهات رئاسية، حتى بعد انتهاء عمله الرسمى بالقصر الجمهورى، وبحسب المعلومات التى حصل عليها "اليوم السابع"، فإن الرئيس هو الذى يقرر بنفسه إجراء المداخلات التليفزيونية ويطلب أرقام البرامج الفضائية لإجراء مداخلات، إذا ما رأى هناك لبس فى قضية ما، أو أن هناك أمرا هاما يستدعى أن يقوم الرئيس بنفسه لإجراء هذه المداخلة.

وأجرى الرئيس منصور، منذ توليه المسئولية، كرئيس مؤقت للبلاد، 4 مداخلات تليفزيونية، فى تقليد جديد، جعل الكثير من المراقبين والمحللين يشيدون بها، ويؤكدون أن شعب مصر- الذى قام بثورتين أطاحت بنظامين، أحدهما سيطر عليه الفساد، والآخر مُنى بالفشل فى إدارة البلاد، وجعلها مرتعاً للمتطرفين والتكفيريين وبث روح الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد- يستحق أن ينظر إليه أعلى مسئول فى الدولة دونما تكبر أو استعلاء.

وأجرى "منصور" أول مداخلة مع برنامج "الحياة اليوم" على فضائية "الحياة" فى 27 يوليو الماضى، وجه خلالها رسالة إلى معتصمى "رابعة"، قال فيها: "الخلاف بيننا أصبح دينا وغير دين، أنتم لكم وجهة نظر ولكم كل الاحترام، والجانب الآخر قرر ألّا عودة إلا الوراء والنظر إلى المستقبل، وإذا اقتنعتم بأنكم تدافعون عن قضية خاسرة فعودوا إلى منازلكم وأعمالكم وأتعهد بألّا يلاحقكم أحد".

وفى 5 أغسطس الماضى، حظى برنامج "القاهرة اليوم"، الذى يقدمه الإعلامى عمرو أديب، على فضائية اليوم، بالمداخلة الثانية للرئيس منصور، هنأ خلالها الشعب المصرى بمناسبة الاحتفال بليلة القدر، كما أعلن الرئيس عن دعمه الشخصى لحملة الخير الذى يتبناها الإعلامى عمرو أديب بمبلغ 20 ألف جنيه من حسابه الشخصى لصالح مرضى وادى النيل، ثم قال فى رسالة إلى الشعب المصرى: "تفاءلوا بالمستقبل، لأنه سيكون فى صالح مصر والمصريين، ولا تنظروا إلى الوراء ولا عودة إلى الوراء".