كشفت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن عودة العلاقات "التركية – الإسرائيلية" لسابق عهدها وتوقيع اتفاق مصالحة بين الدولة العبرية وأنقرة عقب 3 سنوات من الجفاء، بسبب أحداث أسطول الحرية ومقتل 9 أتراك على يد قوات الجيش الإسرائيلى، على متن سفينة "مرمرة" عام 2010.
وأوضحت وسائل وصحف إسرائيلية، أنه قد حدث تطور كبير فى محادثات المصالحة بين إسرائيل وتركيا مؤخرًا، مؤكدة أن تلك المصالحة بين البلدين أصبحت مسألة وقت فقط، ونقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلى رفيع المستوى، أن هناك ليونة ورضوخ فى الموقف التركى بخصوص موضوع قيمة التعويضات للمتضررين فى حادثة الأسطول البحرى الذى كان متوجهًا إلى قطاع غزة عام 2010 ولعائلاتهم، وقد طالبت تركيا بمبلغ أقل من المبلغ الذى طالبت به سابقًا.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن إسرائيل تدرس العرض التركى الجديد للوصول إلى قرار بشأن هذه المسألة، مشيرة إلى حدوث تقدم فى المحادثات قبل أسبوعين بعد فترة جمود، حيث توجهت تركيا برعاية رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان إلى الجانب الإسرائيلى، وعرضت استئناف المفاوضات.
وأضافت هاآرتس، أن الرد الإسرائيلى على أنقرة كان إيجابيًا، وأن تل أبيب قامت بتكليف وفد رفيع المستوى للسفر إلى أسطنبول، يرأسه مستشار الأمن القومى، يوسى كوهين.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه فى شهر مايو الماضى، طلبت تركيا من إسرائيل دفع مليون دولار لكل عائلة من عائلات القتلى، لكن إسرائيل وافقت على دفع 100 ألف دولار فقط، وقال مسئول إسرائيلى آخر رفيع المستوى، إن تركيا أظهرت موقفًا أكثر ليونة من السابق، وطالبت بمبلغ تعويضات أقل وأكثر منطقيًا خلال المحادثات فى أسطنبول قبل أسبوعين.
وأكد المسئول الإسرائيلى، أن "الاتفاقية جاهزة ويجب كتابة الرقم فى السطر الفارغ فقط، وما زال هناك خلاف بشأن المبلغ لكنه يتقلص وهو ليس مبلغًا كبيرا"، مضيفا يعبر الطرفان عن رغبتهما بحسم هذه المسألة بسرعة وبدء تطبيع العلاقات.
الجدير بالذكر، أن تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا بدأ فى بداية عام ٢٠٠٩ بعد عملية "الرصاص المصبوب" ضد قطاع غزة، ووصل إلى ذروته عام ٢٠١٠ بعد مقتل تسعة مواطنين أتراك أثناء محاولة محاربى "سلاح البحرية ١٣" السيطرة على سفينة "مرمرة" التى كانت فى طريقها إلى غزة، ونجم عن هذه الحادثة تخفيض التمثيل الدبلوماسى بين الدولتين وطرد السفير الإسرائيلى من أنقرة خلال شهر أيلول عام ٢٠١١.
وفى مايو من هذا العام وخلال زيارة رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، إلى إسرائيل، حدث تطور كبير بين الدولتين، كانت هنالك مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس التركى رجب طيب أردوغان بوساطة أوباما، واعتذر نتانياهو خلال المكالمة للشعب التركى عن حادثة مرمرة، وتحدث مع أردوغان عن بدء تطبيع العلاقات.
وفى حالة وصول الطرفين إلى اتفاق بشأن قيمة التعويضات، فهناك توقعات بالإعلان فوريًا عن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى، وتعيين سفيرَين فى تل أبيب وأنقرة.
وبالمقابل، ستقوم تركيا بتمرير قانون فى البرلمان يلغى جميع الدعاوى ضد ضباط وجنود إسرائيليين رُفعت بعد حادثة أسطول مرمرة" بل وسيمنع رفع دعاوى مماثلة فى المستقبل، وستتوقف تركيا عن العمل ضد إسرائيل فى المحافل الدولية.
الإعلام الإسرائيلى: تركيا ترضخ لـ"تل أبيب" على حساب ضحايا "مرمرة" وتسعى لكسب ودها.. ويؤكد: أنقرة توافق على خفض قيمة التعويضات وتأمل فى تحقيق انفراجة برعاية أردوغان
الإثنين، 23 ديسمبر 2013 03:12 م