طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، بضرورة إيلاء الأهمية القصوى لجمع وإحياء الوثائق الفلسطينية، وإعادة نشر هذه الوثائق إلكترونياً بما يحقق المحافظة على التراث الوثائقى والحضارى الفلسطينى وسهولة تداوله، لأنه الأكثر عرضة للسرقة والتزوير والتدمير، وعلى توثيق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب العربى الفلسطينى.
جاء ذلك خلال الاحتفال بيوم الوثيقة العربية ظهر اليوم، بمقر جامعة الدول العربية، والذى تنظمه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع دار الوثائق المصرية، وذلك برعاية الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربى، بحضور الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، وعبد الله العويس رئيس دائر ة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك نيابةً عن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، لتواجده فى نفس التوقيت بلندن.
كما يشارك فى الاحتفالية ممثلو الفرع الإقليمى العربى لمجلس الأرشيف الدولى والسفراء العرب والمندوبون الدائمون بجامعة الدول العربية، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومدير مكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى لفيف من الشخصيات العامة الفاعلة فى مجال الوثائق والتوثيق.
وقال نبيل العربى، إنه علينا جميعًا واجب مقدس بضرورة إثارة هذه القضية فى الإعلام العالمى والمحافل الدولية، مناشدًا الفرع الإقليمى للمجلس الدولى للأرشيف لاتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لعرض هذا الموضوع المهم على جدول أعمال المؤتمرات السنوية للمجلس الدولى للأرشيف بهدف منع إسرائيل من الاعتداء على وثائق الشعب الفلسطينى أو تشويهها، مشددًا على أن هذه الوثائق جزء من كيانه القومى وتاريخه اليومى على الأرض وتراثه.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه من المهم أن نتذكر دومًا يوم الوثيقة العربية للعمل معًا على صون التراث العربى المادى والمعنوى للحفاظ على هويتنا العربية، إنه من هذا المنبر فادعوا كافة الهيئات والمؤسسات والعاملة لتوحيد الجهود العربية فى مجال التوثيق والمعلومات للارتقاء بالوثيقة العربية بما يخدم أهداف الأمة العربية والوصول بها إلى المكانة الجديرة بها على خريطة العالم المعاصر ولإبقاء التراث العربى حيًا للأجيال القادمة للوصول إلى المجتمع العربى الحر للمعلومات.
وأكد "العربى" ضرورة استمرار الاحتفال بيوم الوثيقة العربية بصورة مؤسسية، مضيفًا، وترسيخا لهذا المبدأ يسعدنى أن يحتضن "بيت العرب" هذه الاحتفالية المهمة فى السابع عشر من أكتوبر من كل عام، وأدعو ممثلى الفرع الإقليمى العربى للمجلس الدولى للأرشيف لوضع آلية محددة لإقامة هذا الاحتفال على أن تتضمن معارض وثائقية ومحاضرات وندوات حول أهم الموضوعات والأطروحات والمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالوثيقة وحفظها وصيانتها وتكريم المؤسسات والشخصيات العربية الفاعلة فى هذا المجال، ودعا "العربى" بعثات ومراكز جامعة الدول العربى فى الخارج إلى تخصيص السابع عشر من أكتوبر من عام للاحتفال بيوم الوثيقة العربية.
وتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية بالشكر والتقدير إلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة على ما يقوم بع من جهود مقدرة لرفع شأن الثقافة العربية ودوره الفعال فى تشجيع التفاعل والحوار الثقافى على الساحتين العربية والدولية، ولما له من مبادرات مهمة لدعم دور الوثائق والمكتبات وخاصة دعمه للمجمع العلمى المصرى والذى تعرضت مقتنياته من وثائق ومخطوطات تاريخية نادرة للحرق والتخريب.
كما توجه "العربى" بتهنئة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة على فوز مصر الأسبوع الماضى ولأول مرة بعضوية "لجنة حماية الممتلكات الثقافية فى حالات النزاع" بمنظمة اليونسكو، وهى الدولة العربية الوحيدة فى هذه اللجنة، متمنيًا أن تدعم هذه العضوية حماية مواقع التراث العالمى بالمنطقة العربية خاصةً فى ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات، مشيرًا إلى ما تتعرض له المواقع الأثرية والمكتبات فى سوريا من مخاطر وأعمال حرق ونهب تتطلب التدخل السريع والعاجل لإنقاذها وحفظها من الخراب والتدمير باعتبارها من كنوز الحضارة الإنسانية.
وأعرب "العربى" عن تقديره لدار الكتب والوثائق العراقية التى نهضت من الرماد بعد أعمال النهب والتخريب التى تعرضت لها فى عام 2003، واستطاعت إعادة وجمع ما فقد من التراث الوثائقى العراقى والعربى، مشيرًا فى إلى أنه فى هذا العام يحتفل العالم بمدينة بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013، وقد نجحت الحكومة العراقية فى تنظيم فعاليات ثقافية مهمة خلال هذا العام بالرغم من الظروف الصعبة التى تعيشهعا بغداد.
كما توجه "العربى" بالشكر والتقدير إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لما لها من جهود كبيرة فى الاهتمام بالوثائق العربية بكافة أشكالها وأنواعها، وهو ما ينعكس فى استراتيجياتها المقررة فى هذا المجال.
وشهد ختام الحفل التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العام لجامعة الدول العربية ومكتبة الإسكندرية ممثلةً فى الدكتور إسماعيل سراج الدين وذلك لتعزيز التعاون بين المؤسستين فى مجال المعلومات والمكتبات، وأشاد "العربى" بالدور المهم الذى يقوم به الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة الذى نجح بفضل رؤيته وجهوده فى أن تصبح مكتبة الإسكندرية من أهم معالم الثقافة فى مصر والعالم.
هذا وسوف يفتتح الدكتور نبيل العربى، على هامش الاحتفالية، معرضا للصور الوثائقية تحت عنوان "العالم العربى فى الوثائق المصرية"، كما سيتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومكتبة الإسكندرية، وسيصدر بيان ختامى بهذه المناسبة فى نهاية الاحتفال.
الأمين العام لجامعة الدول العربية يطالب بنشر الوثائق الفلسطينية إلكترونيًا وتدوين جرائم حرب إسرائيل.. "العربى" يناشد الأرشيف الدولى بالتدخل ويخصص 17 أكتوبر يوم الاحتفال بالوثيقة العربية
الإثنين، 23 ديسمبر 2013 01:09 م