تقدم الدكتور إبراهيم هاشم زيدان المدرس بهيئة المواد النووية بمقترح لإقامة مدينة تعدينية صناعية وزراعية وسياحية ومتكاملة فى منطقة أبو طرطور بالوادى الجديد، للاستفادة المثلى من البنية الأساسية المتواجدة بالمنطقة وغير المستغلة، وتحويل خسارة فوسفات أبو طرطور- والتى قدرت فى تسعينيات القرن الماضى بحوالى 13 مليار جنيه- إلى مكاسب حقيقية مبنية على أسس ودراسات علمية.
واقترح الأستاذ بهيئة المواد النووية إقامة مصانع أسمنت وأسمدة فوسفاتية وحامض فوسفوريك، واستخلاص عناصر أرضية نادرة والزجاج وطوب حرارى وطفلى وورش أحجار زينة، اعتمادا على الثروات الطبيعية المتوافرة فى المنطقة واستغلالها بطريقة التعدين الشامل، وذلك من خلال المناجم السطحية المكشوفة قليلة التكاليف.
وأضاف "هاشم " لـ"اليوم السابع" أنه تقدم بالاقتراح منذ سنوات عديدة وتقدم به بعد ثورة 25 يناير إلى مجلس الوزراء ومحافظ الوادى الجديد، وتم مناقشته بمجلس الشورى ومثبت ذلك بمضبطة المجلس، وحصل خلاله على رسالتى ماجستير ودكتوراه التى حصل عليها على منطقة أبو طرطور، والتى أيدها علماء الجيولوجيا من الهيئات العلمية والجامعات المصرية فى ندوات علمية عديدة.
وأوضح أن مقومات نجاح المدينة الجديدة تعتمد على توافر الخامات والثروات الطبيعية بكميات كبيرة والقريبة من السطح أو المكشوفة، مما يسهل من عمليات الاستخراج وتقليل التكاليف واستغلال كل مكونات الهضبة من خلال المناجم السطحية المكشوفة.
وأشار الباحث لوجود دراسات جيولوجية تفصيلية على جميع خامات المنطقة التى تتميز بانخفاض نسب العناصر المشعة وبعضها خالى من الإشعاع مما يجعلها آمنة بيئيا، مع توافر البنية الأساسية بالمنطقة والتى تتمثل فى خط سكك حديدية يمتد من الموقع إلى ميناء سفاجا بطول 700 كم تقريبا.
ولفت "هاشم" إلى أن المشروع يشمل وجود محطة كهرباء بطاقة 150 ميجا فولت أمبير، وتواجد العديد من المنشآت التى تصلح للورش والمصانع وآلاف الفيلات، وعدد من العمارات السكنية الفاخرة وفندق خمسة نجوم، وإقامة بالمنطقة مستشفى ومدارس بالإضافة إلى بعض الخدمات الاجتماعية الأخرى، إلى جانب المساحة الكبيرة للهضبة "1200كم2"، والمناطق المحيطة بها تشجع على إقامة مصانع ومناجم مختلفة تعمل فى وقت واحد، دون أن يؤثر أحدها على الآخر.
ويشمل المشروع أيضا وجود شبكة من الطرق الصالحة للاستخدام تربط المنطقة بمحافظات الصعيد والبحر الأحمر والقاهرة، و13 بئرا من المياه الجوفية متصلة مع بعضها بواسطة شبكة مواسير ضخمة صالحة لأغراض الشرب والزراعة والصناعة، مع آلاف الأفدنة من الأراضى الخصبة الممهدة وشبه المستصلحة التى يمكنها أن تساهم فى زيادة الرقعة الزراعية للنباتات الطبية والزيتية وإقامة صناعات عليها.
وتضمنت المدينة وجود منطقة ذات جذب سياحى للسياحة العلمية، الصحراوية، العلاجية وسياحة السفارى وغيرها، نظرا لتوافر الأشكال الصخرية الفريدة ذات الألوان الجذابة والكثبان الرملية المتواجدة على طريق "الخارجة أبو طرطور" التى يهتم بها كل علماء الفلك على مستوى العالم لأنها شبيهة بالكثبان الرملية على سطح كوكب المريخ.
وطالب الدكتور بهيئة المواد النووية بضرورة تسويق المدينة كسياحة علمية، موضحا أن وجود فندق خمسة نجوم فى أبوطرطور، بالإضافة إلى قربها من مدينة الخارجة وهى مدينة سياحية وبها مطار جوى، سيساعدان على ذلك.
ونوه "هاشم" بأن حرارة الشمس المرتفعة بالمنطقة تشجع على إنشاء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية تضاهى نظيرها عالميا.
وتضمنت المدينة المقترحة اقامة العديد من المصانع وورش أحجار الزينة، حيث تعتمد هذه المصانع والورش على خامات الحجر الجيرى الصلب- أشباه الرخام- والذى يتواجد على سطح الهضبة باحتياطى يصل إلى مليارات الأمتار المكعبة، ويمكن تعدينه وتقطيعه وتلميعه بالمنطقة وتسويقه إلى السوق المحلى والعالمى، بالاضافة مصانع الأسمنت والتى تعتمد على صخور الحجر الجيرى الهش والطفلات بأنواعها، ومصانع الأسمنت الأبيض والتى تعتمد على صخور الحجر الجيرى الهش والرمال البيضاء.
ودعا الأستاذ بالهيئة إلى إقامة مجمع مصانع للأسمدة، وحامض الفوسفوريك واستخلاص العناصر الأرضية النادرة التى تعتمد على أكبر احتياطى فوسفات فى الشرق الأوسط بهضبة أبو طرطور، والذى يقدر باحتياطى جيولوجى 7000 مليون طن، ويحتوى على 14 مليون طن عناصر أرضية نادرة تعتبر قيمة مضافة لفوسفات أبو طرطور حيث إنها تباع بالجرامات.
وأردف "يتميز هذا الفوسفات بانخفاض تركيزات اليورانيوم مما يجعله صالحا لصناعة أسمدة فوسفاتية وحامض فوسفوريك صديقة للبيئة، ويساعد ذلك مع إقامة مصانع محسنات طبيعية للتربة وتغذية النبات والتى تعتمد على الطفلات الطينية المتداخلة بين طبقات الفوسفات وتستخدم فى الأراضى الصحراوية الجديدة والمشاتل فى المدن الكبرى".
وضم المقترح مصانع للطوب الطفلى والحرارى التى تعتمد على الطفلات السوداء، والمتواجدة بملايين الأطنان، ومصانع لإنتاج تراب تبيض الزيوت تعتمد على طفلات الجلوكونيت الخضراء، ومصانع الزجاج والعبوات الزجاجية تعتمد على رمال السيليكا البيضاء النقية بالمنطقة، وصانع تنقية وتعبئة المياه الجوفية تعتمد على آبار المياه الجوفية بمنطقة أبو طرطور، والتى يصل بعضها إلى درجة نقاوة عالية يمكن إجراء بعض المعالجات البسيطة عليها وتعبئتها وتصديرها إلى دول الخليج والمدن والقرى السياحية.
وكشف "زيدان" عن إمكانية زراعة النباتات الطبية والزيتية، حيث توجد أراض خصبة ممهده وشبه مستصلحة فى بالأودية المحيطة بهضبة أبو طرطور، والتى جعلتها تربة مفككة وغنية بالعناصر الصالحة للزراعة، مما يساعد على إقامة مصانع تقوم على الإنتاج الزراعى منها مصانع تعبئة وتغليف البلح وحفظ الخضروات الطازجة وعصير الفواكه والطماطم.
وأخيرا اقترح صاحب المشروع إنشاء مصانع لإنتاج الزيوت الطبيعية والعطرية، وإنشاء مجمع للصناعات اليدوية يعتمد على المنتجات البيئية من جريد النخيل، والفخار، والجلود.
دكتور بـ"المواد النووية" يقترح إقامة مدينة متكاملة فى "أبو طرطور" بالوادى الجديد.. ويؤكد: بها أكبر احتياطى فوسفات بالشرق الأوسط.. وآبارها تمهد لصلاحيتها للزراعة.. و13 مليون جنيه خسائرها ستتحول لمكاسب
السبت، 21 ديسمبر 2013 01:05 م