حذر خبراء من عودة الحرب الأهلية مرة أخرى لجنوب السودان، بعد الأحداث التى شهدتها البلاد مؤخرا، مؤكدين أن ما يحدث جزء من صراع دولى كبير على المنطقة.
فمن جانبه، أكد الدكتور محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية وعميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية السابق، أن دولة جنوب السودان الناشئة التى انفصلت مؤخرا عن السودان، تواجه العديد من المشاكل الجسيمة المستمرة حتى الآن، فهناك العديد من مظاهر عدم الاستقرار الداخلى المتمثل فى التناحر بين القبائل الكبرى فى الجنوب كقبيلة (الدنكا)، التى ينحدر منها معظم قادة جيش التحرير وعلى رأسهم "سلفا كير"، والقبائل الصغرى التى تخشى من هيمنة "الدنكا" بشكل مؤسسى بعد الاستقلال، وتعد قبيلة "النوير" التى ترتبط ارتباطا وثيقا بالشمال وتزخر أراضيها بكميات وفيرة من البترول، إضافة إلى الصراع القبلى المستمر حول الأراضى ورؤوس الماشية، وهو ما يحدث كوارث يومية فى جنوب السودان.
وأوضح "أبو العينيين" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن العسكرة المفرطة تؤدى إلى احتدام القتال الداخلى ويعزز حالة عدم الاستقرار، مشيرا إلى تقرير أصدره البنك الدولى مؤخرا حذر فيه من القوى المفرطة التى تستخدم على مستوى القبائل والحكومة والقيادة السياسية فى البلاد.
وأكد وجود 7 حركات مسلحة متمردة فى جوبا تحمل السلاح ضد الحكومة، وتحولت بعض الولايات مثل: "وراب، أعالى النيل الكبرى، بحر الغزال، الاستوائية، الوحدة) إلى ساحات حرب حقيقية مع الجيش الشعبى الذى عجز عن وقف المجازر بين القبائل المتناحرة.
وأوضح "أبو العينين" أن هناك تدخلا لدول أفريقيا، مثل كينيا وأثيوبيا وأوغندا، فى دعم الحركة الشعبية فى الجنوب ودفعها إلى الانفصال عن الجسم السودانى، مشيرا إلى أن ميزانية التسليح لدولة جنوب السودان تقدر بنحو 2.7 مليار دولار سنويا، مؤكدا أنها تعد الميزانية الأكبر بين دول المنطقة، حيث تقوم العديد من الشركات الأمريكية والإسرائيلية بعمل تطوير للجيش الشعبى التابع للحركة الشعبية وتحويله إلى جيش نظامى.
وتابع أبو العينين قائلا: "حالة عدم الاستقرار فى جنوب السودان ليست من مصلحة مصر، فمصالحنا فى الجنوب مهددة ومعرضة لمخاطر جسيمة، ولابد من قيام مصر بلعب دور الوسيط فى حل تلك الأزمة وخلق نوع من التوازن بين الدول المتدخلة فى الشأن الداخلى لجنوب السودان".
من جانبه قال الدكتور حلمى شعراوى مدير مركز البحوث العربية والافريقية السابق، إن ما يحدث فى جنوب السودان هو صراع سياسى قديم بين الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأن ما يحدث هو نوع من التنافس على السلطة، مشيرا إلى تدخل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأجنبية، مثل فرنسا وبريطانيا، بشكل يثير الفزع، مؤكدا أن ما يحدث فى أفريقيا الوسطى وغرب أفريقيا وجنوب السودان يعد جزء من صراع دولى كبير على المنطقة.
وأوضح السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن النزاع القائم فى جنوب السودان هو نزاع قبلى، محذرا من حدة الصراع بين القبائل المتناحرة فى جنوب السودان، الذى من شأنه إفشال أى وساطة لحل الأزمة، متمنيا نجاح وساطة دول الاتحاد الأفريقى وشرق أفريقيا فى احتواء فتيل الأزمة فى جنوب السودان، وبسؤاله عن دور الدبلوماسية المصرية فى الوساطة بين القبائل قال: "مصر ابتعدت عن أفريقيا بشكل عام وجنوب السودان بشكل خاص، موضحا أن علاقة مصر بـ"جون جارانج" كان أقوى من العلاقة مع "سلفا كير".
خبراء يحذرون من عودة الحرب الأهلية لجنوب السودان..مساعد وزير الخارجية الأسبق: مصر ابتعدت عن المنطقة بشكل كبير والنزاع هناك قبلى..أستاذ علوم سياسية مصالحنا تتعرض لمخاطر جسيمة وإسرائيل تدرب الجيش الشعبى
السبت، 21 ديسمبر 2013 11:54 م
السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
soad fahamy
انقاذ الشعب المصري للسودان الشقيق لما يتعرض له من مخاطر جسيمة