تصريحات أوباما بشأن عمليات التجسس الأمريكية تثير ردود أفعال واسعة.. الزيات: واشنطن تتجسس على دول العالم حتى الأمريكيين أنفسهم.. وهريدى: مخابرات البيت الأبيض تقلل التنصت على زعماء الغرب عقب فضيحة ميركل

السبت، 21 ديسمبر 2013 01:07 ص
تصريحات أوباما بشأن عمليات التجسس الأمريكية تثير ردود أفعال واسعة.. الزيات: واشنطن تتجسس على دول العالم حتى الأمريكيين أنفسهم.. وهريدى: مخابرات البيت الأبيض تقلل التنصت على زعماء الغرب عقب فضيحة ميركل باراك أوباما
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار حديث الرئيس الأمريكى باراك أوباما، خلال مؤتمر صحفى عقده، أمس الجمعة، عن خلق نوع من التوازن بين الخصوصية والدواعى الأمنية فيما يخص عمليات التنصت على مكالمات المواطنين الأمريكيين، العديد من ردود الأفعال حول جدية الولايات المتحدة بخصوص تحقيق هذا التوازن خاصة وأنه لا يخفى على أحد أن عمليات التجسس والتنصت محليا ودوليا هى جزء أصيل من عمل أجهزة المخابرات الأمريكية.

من جهته، يؤكد الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تتجسس وتتنصت على العالم كله، كما أن لديها برامج ومشاريع تستطيع من خلالها التجسس على الأمريكيين أنفسهم بحجة أن الأمن القومى الأمريكى يستوجب ذلك.

ويدلل الزيات لـ"اليوم السابع" على صدق حديثه بأن أمريكا تتجسس بالفعل على دول العالم بما فيها أمريكا نفسها، بما كشفة إدوارد جوزيف سنودن الذى كان يعمل لدى وكالة المخابرات المركزية، حيث أكد أن المخابرات الأمريكية تتجسس على مواطنين أمريكيين خاصة المسلمين منهم بدعوى مكافحة الإرهاب.

ويوضح الزيات أن مشاريع التجسس الخاصة بأمريكا تعتمد على شركات تابعة لها فى الخارج تعمل معظمها فى مجال الاتصالات، كما أن هناك شركات اتصال تساعد فى عملية التجسس والتنصت من خلال أحد التليفونات المشهورة والتى كان أحدهم بحوزة "القذافى" حين عملية القبض عليه، والتى تمت من خلال هذا التليفون الذى يتحرك فى معظم دول العالم.

ويؤكد الزيات أن جميع الاتصالات التى تجرى حول العالم مخترقة طالما متصلة بالقمر الصناعى الذى هو ملك للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن المصرية والقوات المسلحة لا تشرك أجهزة الكمبيوتر فى أعمالها بصفة أساسية ولديها برامجها الخاصة لذلك من الصعب التجسس عليها.

من ناحية أخرى يقول السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية سابقا، أنه علم بأن هناك توصية من ضمن 46 توصية تضمنها تقرير اللجنة التى شكلها الرئيس أوباما بعد اكتشاف عملية التنصت على المستشارة الألمانية ميركل للتحقيق فى هذا الأمر، تقول: "لا بد أن تحد أمريكا بشكل كبير جدا من التنصت على الزعماء، خاصة زعماء التحالف الغربى".

ويوضح السفير هريدى لـ"اليوم السابع" أن خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال المؤتمر الصحفى قبل إجازة عيد الميلاد كان يحمل بعض الموضوعية فيما يخص الشأن الأمريكى الداخلى، حيث إنه لم ينف عمليات التنصت والتجسس داخل أمريكا صراحة، لكنه أكد دفاع الولايات المتحدة عن أمن المواطن الأمريكى، ومحاولة خلق نوع من التوازن بين الحق فى الخصوصية والدواعى الأمنية.

ويؤكد على أن عمليات التنصت والتجسس الأمريكية لا يمكن إنكارها ولكن ما يلفت النظر أن بريطانيا شاركت الولايات المتحدة فى عمليات تنصت كثيرة، كالتنصت على المستشارة الألمانية "ميركل"، والرئيس الفرنسى فرانسو هولاند.

ويؤكد أيضا السفير هريدى على وجود تعاون متقدم بين كل من أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلاندا فيما يتعلق بعمليات التنصت على آخرين، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى يعانى من صدمة كبيرة بسبب اشتراك بريطانيا- أحد أعضاء الاتحاد- فى عمليات تنصت على بعض القيادات الغربية.

ولعل عملية اختطاف السفينة الإيطالية "أكيلى لاورو" عام 1985 عقب إبحارها من ميناء الإسكندرية البحرى بواسطة ٤ فلسطينيين تابعين لما يسمى جبهة التحرير الفلسطينية، أبرز دليل على تجسس أمريكا على كل دول العالم، حيث قامت المجموعة بالسيطرة على السفينة وقتل راكب أمريكى من أصل يهودى (مشلول) وإلقاء جثته بالماء، وطالب الخاطفون بالإفراج عن عدد من الفلسطينيين المحتجزين فى صفوف السلطة الفلسطينية مقابل الإفراج عن السفينة.

استمرت عملية التفاوض عدة ساعات، وطبقا لقواعد التفاوض تمت الاستعانة بشخصية وثيقة الصلة بالخاطفين للتأثير عليهم، وكان ذلك الشخص هو (أبو العباس) الصديق الشخصى للزعيم الراحل ياسر عرفات، والمطلوب اعتقاله من إسرائيل وأمريكا على حد سواء لنشاطه ضد الاحتلال، والذى كان مختبئا فى مصر بناءً على رغبة الرئيس عرفات، وقام الرئيس السابق "مبارك" بإصدار التعليمات للقوات المسلحة لتأمين وصول أبو العباس بحرا إلى السفينة المختطفة بعرض البحر، لإقناع الخاطفين بالاستسلام للسلطات المصرية والإفراج عن الرهائن.

استسلم بالفعل الخاطفون للسلطات المصرية وطلب الرئيس الراحل عرفات من الرئيس السابق "مبارك"- من خلال مكالمة هاتفية تم التجسس عليها بواسطة أمريكا- التوسط للحكومة التونسية لمنحهم حق اللجوء السياسى ومعهم أبو العباس، وتم التنسيق مع تونس وأقلعت طائرة مصر للطيران وعلى متنها الخاطفون الأربعة وأبو العباس، تحت حراسة مشددة، وعقب تحليق الطائرة أعلى البحر المتوسط تم اختطافها جويا بواسطة ٤ طائرات f16 تابعة للحكومة الأمريكية، منطلقة من قاعدة سيجونيلا بإيطاليا، وأجبرتها على الهبوط فى قاعدة سيجونيلا الأمريكية بإيطاليا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة