مع برودة الطقس التى خيمت على جميع محافظات مصر العربية، ظهر نوع من الدفء المختلف الذى يؤكد دائما ترابط الشعب المصرى والعربى مهما حدث من اختلافات سياسية بينهم، منذ ارتفاع نسبة الأمطار وتدميرها للمنازل البسيطة وتشريد هذه الأسر، اجتمعت الجمعيات الخيرية الكبيرة والصغيرة والفرق الشبابية والأفراد على هدف لن يتخلوا عنه وهو "مصر مش هتبات بردانة".
انطلق عمرو أديب بالاتحاد مع جمعية مصر الخير، وبنك الكساء، وجمعية الأورمان وبنك الطعام، حاملين شعار "مصر الدفيانة"، لمحو صورة الفقراء المنتشرين فى الشوارع دون غطاء، وترميم منازل من أصابه الضرر، بسبب كثرة مياه الأمطار، ومنذ ذلك الوقت وانطلقت الدعوات الفردية والجماعية للتبرع بالملابس الثقيلة والقديمة وإعطاءها لمن نقابلهم فى الشارع لتدفئتهم، واستجاب الجميع لهذه الدعوات سواء بالتبرع بالملابس أو الأموال لحساب هذه الجمعيات لشراء البطاطين اللازمة للتدفئة.
وعلى مستوى حملة "مصر الدفيانة" تبرع فيها الجميع سواء المؤسسات الحكومية والوزارات شعورا منهم بأهمية المساهمة للتخلص من البرودة التى كانت السبب فى وفاة "عم محمد" فى الشارع من البرد، وإخفاء صورته التى أصابت الجميع بالذعر، وقد مر على هذه الحملة أسبوع قامت فيها الجمعيات بالانتشار فى القرى والعزب والنجوع الأكثر فقرا، وكان للصعيد النصيب الأكبر فى الاهتمام نظرا لتمركز القرى الفقيرة فيه وتأثره بهذه الموجة الباردة.
وقامت مؤسسة "مصر الخير" بتحديد توزيع دفعة أولى أثناء الحملة بواقع 100 ألف بطانية، 27 ألف بطانية منهم لمحافظات الفيوم والمنيا وبنى سويف، بالإضافة إلى توزيع 1000 بطانية على أفقر خمس قرى بمحافظة المنيا، وقام "بنك الكساء المصرى" بتوزيع أكثر من 90 ألف بطانية على 17 محافظة، وفى المقابل قدم "بنك الطعام المصرى" بتوزيع الأطعمة لتغذية الفقراء ورفع مقاومتهم، لتحمل البرودة التى نشهدها لهذا العام.
وانتقلت جمعية الأورمان إلى قرية السوداوية بدمياط، نظرا لما تعانيه هذه القرية من مشاكل، حيث إن منازل القرية من الخوص والجريد، مما أدى إلى تساقط الأمطار داخل منازلهم، ومع الفقر الشديد لأهل القرية هم يعانون أيضا من عدم تواجد بطاطين لديهم أو ملابس ثقيلة تتحمل ما يعيشون فيه، تناولت الأورمان توزيع البطاطين، وفى الوقت ذاته إزالة الخوص من أسقف المنازل واستبداله بأسقف خشبية ومعزولة عن الماء، بالإضافة إلى القرية خصصت الأورمان حصة لها بموجب توزيع 250 ألف بطانية على 125 ألف أسرة خلال الحملة.
أما بالنسبة لعزب وقرى الفيوم اجتمعت عليها جميع الجمعيات والفرق الشبابية، لكثرة مشاكلها التى لا تنتهى، وقام شباب "معانا" بالعمل لخدمة أهل محافظة الفيوم فقط بسد احتياجاتهم الأساسية بشراء مراتب جديدة وبطاطين وتوزيعها عليهم قبل هذه الموجه البادرة بأيام قليلة.
ويقول محمود وحيد، أحد أعضاء فريق "معانا"، مع قدوم موجة البرد الأخيرة قام شباب "معانا" بتوزيع 500 بطانية على الباعة الفقراء والأطفال فى الشوارع وعساكر المرور وكل من لم يكن له مأوى، وسوف نستمر فى هذا العمل لتغطية أكبر قدر ممكن من الفقراء فى الشارع، بالإضافة إلى عملنا فى محافظة الفيوم لسد احتياجاتها.
ولم يكن فريق "معانا" فقط هو من قام بذلك هناك المئات ممن جمع ما يزيد عن احتياجاتهم وخرجوا فى البرد لمساعدة الآخرين على التدفئة، بالإضافة إلى ذلك اجتمعت 6 جمعيات وفرق شبابية تحت شعار "وداعا للبرد" لشراء البطاطين وجمع الملابس الثقيلة والدفايات، لتوزيعها على فقراء مصر جميعا.
يقول أحمد على، منسق عام حملة "وداعا للبرد"، نحن كجمعيات صغيرة وفرق شبابية لم نستطع الوصول لكل محتاج لهذا سوف تنطلق كل جمعية وفريق فى منطقته التى يعمل فيها دائما لأنه يعرف أكثر الأفراد التى تحتاج إلى المساعدة الحقيقية، ونتوجه فى هذه الحملة إلى تقديم المساعدات للقبائل فى الصحراء الشرقية والبدو التى لم نفكر فيهم من قبل.
وتستمر الحملات ويستمر معها تدهور الطقس، ولكن يقف الجميع رافعين شعار "مصر مش هتبات بردانة".
برودة الطقس جمعت المصريين على هدف واحد "مصر مش هتبات بردانة".. حملات لجمعيات خيرية لتدفئة فقراء مصر وتسقيف منازلهم.. مصر الخير وزعت 27 ألف بطانية.. وبنك الكساء وزع 90 ألف بطانية على 17 محافظة
السبت، 21 ديسمبر 2013 09:16 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة