وشهد الاجتماع العربى الذى رأسته ليبيا تأكيدا على أن هناك ثوابت عربية يجب أن تقوم عليها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وأن تفضى إلى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن تلك الثوابت يجب أن تلتزم بما تم إقراره فى مبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
ووضع وزير خارجية ليبيا ورئيس الاجتماع محمد عبد العزيز ثلاثة شروط لاستمرار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ونجاحها وتتمثل فى وضع استراتيجية تفاوض شاملة تضع فى اعتبارتها قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات والأمن والمياه والأسرى، مشددا على أن السلام لن يتأتى إلا على أساس إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس مع إطلاق سراح كافة الأسرى.
ودعا إلى ضرورة إنهاء ملف المصالحة الفلسطينية وإيجاد وحدة الصف بين الطرفين مؤكدا أن أى تقدم فى المفاوضات يتطلب توحيد الرؤى والمواقف والاتفاق بين من يؤمنون بحتمية الكفاح المسلح لتحرير فلسطين وتحقيق عودة اللاجئين والانتقال من مرحلة الكفاح إلى بناء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وبين الآخرين اللذين يؤمنان باتباع منهج معتدل والاعتماد على المفاوضات المباشرة لتحقيق السلام.
وحذر من سعى إسرائيل إلى فرض ملفات تفاوضية جديدة إلى مفاوضات الوضع النهائى لم تكن معروفة سابقا مثل يهودية الدولة وتكثيف الجهود للاعتراف بها ومواصلة الاستيطان فى الضفة الغربية الأمر الذى أدى إلى نتائج سلبية على مفاوضات السلام التى قد تتعثر نتيجة إلى هذه الممارسات.
كما شدد على المفاوضات بالطريق الذى تسير عليه ستتخذ وقتا أطول من الـ9 شهور التى تم الاتفاق عليها لتكون فترة التفاوض، محذرا من أن إسرائيل تسعى إلى استغلال عنصر الوقت وطيلة فترة المفاوضات لفرض حقائق جديدة على الأرض.
ودعا إلى ضرورة إطلاق دبلوماسية عربية جماعية حازمة ومؤثرة لدعم القضية الفلسطينية مثمنا فى الوقت نفسة الجهود التى تبذلها الولايات المتحدة للدفع قدما فى المفاوضات الفلسطينية من أجل سلام دائم وشامل بالإضافة إلى دور الاتحاد الأوروبى لدعم الشعب الفلسطينى.
وأكد الدكتور نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية أن إسرائيل سعت إلى المماطلة فى هذه المفاوضات وكسب الوقت لخلق وضعية جديدة على الأرض وهو هدف استراتيجى إسرائيلى، مشددا على أن الدولة الفلسطينية يجب أن تستند على قرارات مجلس الأمن 242 و338 وهو ما تأكد فى المبادرة العربية للسلام وهذا لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية عند حدود 67 وعدم وجود جندى إسرائيلى واحد داخل الأراضى الفلسطينية تحت أية ذريعة.
وقامت الجامعة العربية بتوزيع مذكرة تفصيلية عن الوضع على وزراء الخارجية العرب أوضحت فيها موقفها من هذه المفاوضات بأن هناك بشكل قاطع غياب شريك السلام الإسرائيلى وعدم وجود برنامج سلام حقيقى لدى إسرائيل مع تعمد تصاعد الاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدساته أو بالتصريحات العلنية والمواقف المتعنتة فى جلسات التفاوض.
وأكدت أنها ترفض استمرار الاستيطان وتهويد القدس والمقدسات وتهجير الفلسطينيين قسرا من أراضيهم والإصرار على السيطرة على الأغوار الفلسطينية المحتلة والعمل على إدارة الصراع وليس حله والتنكر بشكل كامل لحق تقرير المصير للشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشارت الأمانة العامة للجامعة إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى فى التاسع من هذا الشهر غير مقبولة والتى أوضح فيها أنهم لايقفون على أبواب تسوية مع الفلسطينيين، وأن على الفلسطينيين التنازل عن حق العودة واعترافهم بإسرائيل كدولة يهودية مع تواجد عسكرى إسرائيلى طويل الأمد فى منطقة الأغوار ومع حدود الأردن وأهمية أن ترتكز الترتيبات الأمنية على قوات إسرائيلية والتى ليس لها بديل.
حضر الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة الطارئ الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالإضافة لـ12 وزيرا مثلوا عددا من الدول العربية من بينهم مصر والإمارات والأردن وفلسطين والسعودية والجزائر وليبيا.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)