عاطف أحمد شريف يكتب: المصريون بين المدح والردح!!!

الجمعة، 20 ديسمبر 2013 10:20 م
عاطف أحمد شريف يكتب:  المصريون بين المدح والردح!!! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقف المصريون بين "سلامة الأيادى وشللها!" كمن يقف ليشاهد أحد المشاجرات النسائية فى المناطق العشوائية، والتى تُعد من أغرب وأمتع المشاجرات، خاصة لمن يراها لأول مرة، حيث تقف المتشاجرات بين المدح لأنفسهم والردح لغيرهم.

فقد ينشأ هذا النوع من المشاجرات لأتفه الأسباب ومن ثم تتعالى الصيحات، وتلك الأصوات الخارجة من الحلوق تارة ومن الأنوف تارة أخرى حاملة القدر الأكبر من السباب والشتائم التى تحمل فى طياتها قدراً كبيراً من المعايرات، وإبراز القسمات واستعراض للسيقان والأكتاف والأذرع ولمس الصدور والنحور، وشد الشعور والاقتحام والالتحام بالأجساد والارتماء على الأرض، فى مشهد درامى يطرح أكبر قدر من العاطفة والإثارة لدى المشاهدين الذين يزاحمون ويتدافعون ويلتحمون فى جو من الإثارة المشوبة بالرغبة الجامحة فى المشاركة طلباً للشهادة! أو حباً فى المشاهدة، ولكن عن قرب! فى شعور غامرٍ يجمع بين النشوة والقسوة!.

فى حين يخرج الرجال فى مثل تلك المشاجرات عقب اشتباك نسائهم وهم أكثر إثارة منهم! فهم بالكاد عراة حفاة مستعرضين لفتوتهم وذكورتهم المجسمة وقوة أصواتهم وحدة طباعهم، التى على ما يبدو أنها تصوير رائع لنخوة ورجولة غامرة تُشعر الواقفين بأنهم أمام وحش هائج، لا تخرج رغبته عن مجرد لفت انتباه الأخرين وتحفيزهم للنظر إليه كفحل يستحق أكثر من أنثى أو كوحش يستحق أكثر من فريسة! وكل ما يحتاج إليه هو تصريح وميدان يسع رغباته الجامحة ونزواته المتلاحقة وجو من الفوضى ليستر بها شهوانيته، ويضفى الشرعية على أهوائه ومصالحه وأطماعه عبر علاقات مشبوهة!.

إن ما يحدث على الساحة السياسية فى مصر لا يخرج عن ذلك لدى الكثيرين من محدثى السياسة وأصحاب المصالح وشلة المنتفعين أصحاب الملل والنحل ممن يمتطون أية موجة، أو ينتهجون أية مذهب، أو يحملون أية مشاعل لا بقصد الإنارة وإنما بقصد الإثارة- كما فى المشاجرات النسائية- فى استعراض قوى لمهاراتهم فى جذب الانتباه والقدرة على الإقناع وكأنهم يسوقون قطيعاً من الأغنام، خاصة فى ظل مجتمع حظى بقدر وافر من التجهيل والإهمال المؤدى للحمق والتخبط والصدام، والعنف وهى أمور يعد البحث عن دواء لها أمراً يكاد يكون مستحيلا فى المستقبل القريب! ولذا لابد من سلطة مستنيرة مهيمنة وقوية قادرة على الردع وتغيير الطبع بقوة القانون وبنشر العلوم وبتهذيب الفنون وإلا سنظل واقفين لنشاهد تلك المشاجرات النسائية والتى- مع الوقت- ربما نشارك فيها!.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ممتاز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة