"خطيب التحرير" يدعو الشعب المصرى للتصويت بـ"نعم" على الدستور.. "الأزهر": لن يضيع الله مصر وعلى خريجى الجامعات السعى للرزق.. "النور": الغش والخداع من "الكبائر".. و"الاستقامة": لابد من مراعاة "الضمير"

دعا الشيخ جمعة محمد على، خطيب التحرير، جموع الشعب المصرى للخروج فى منتصف الشهر القادم، والتصويت بـ"نعم"على الدستور.

وعلل ذلك، خلال خطبة ألقاها بشارع محمد محمود، بميدان التحرير، بأن التصويت بـ"نعم" يعنى العبور بمصر إلى بر الأمان، مشيرًا إلى أنه على الرغم من تحفظه على بعض المواد، إلا أنها يمكن تعديلها فى المرحلة الثانية للدستور.

وانتقد خطيب التحرير موقف جماعة الإخوان المسلمين باللجوء لأمريكا، ودول أوروبا، للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى.

كما طالب الحكومة مجددًا بإسقاط الجنسية عن يوسف القرضاوى، لمهاجمته الجيش المصرى وانتقاده لشعب مصر، مشيرا إلى أنه لا يستحق شرف الانتماء لمصر.

وأوضح جمعة، خلال خطبته، "أن الثوار الذين اجتمع بهم الرئيس منصور لا يمثلون سوى أنفسهم"، مقترحا إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى نفس التوقيت فى حالة الضرورة القصوى لذلك، كما طالب الأزهر بالالتزام بإجراء الامتحانات فى مواعيدها وعدم التأجيل حتى لا يتحجج طلاب الإخوان بفشل الحكومة فى تأمين الامتحانات.

وأدان الشيخ جمعة محمد على، فى الوقت نفسه، حادث "ذبيح المنصورة"، مطالبًا الحكومة بتطبيق حد "الحِرابة" على القتلة.

بينما أكد الشيخ مصطفى عزت حميدان، فى خطته بالجامع الأزهر، أن ما عند الله من رزق لا يطلب إلا بطاعته، مضيفا أن هم الرزق يشغل بال الناس جميعا وجميع الناس يتفاوتون فى طلب الرزق، حسب أسباب الرزق التى يأخذ بها وحسب يقينه بالله، قائلا لمن يتلاعب بأرزاق الناس: "اتق الله فى نفسك قبل أن تتقيه فى الناس، فالمحتكر يعاقبه الله بالجذام".

واستغرب خطيب الأزهر من شباب الجامعات يتخرجون وينتظرون العمل والرزق يأتى لمنازلهم، بحجة أنه تخرج من أعلى الكليات والحكومة لم تعينه، مضيفا أننا نحتاج إلى عقيدة نملة سلميان بأن الله لا ينسى، وأن الله لن ينسانا وأنه لن يضيع مصر.

وأكد أن الله يريد المسلم الذى يأخذ بأسباب الحياة، ويسعى على رزقه وألا يتواكل، مشيرا إلى أن علماء الفضاء ومن ينقبون فى الأرض ويصنعون ملابسنا وأحذيتنا ومراكبنا واكتشافات، نجدهم للأسف من غير صنع المسلمين، فماذا جرى للمسلمين، مشدداً على أن الإسلام لا يعرف بطالا أو عاطلا، مطالبا الشباب بامتهان أى عمل.

وقال خطيب الأزهر، إن الرزق لا يتوقف على الذكاء والعبقرية، فكم من أحمق رزق أكثر من الذكى.

وأضاف خطيب الأزهر، أن الذى منح مصر مميزاتها هو الله، حيث أعطاها نيلا وأرضا ومعالم سياحية هو الله، وأن الذى ابتلاها بما تمر به الآن هو الله.

من جانبه قال خطيب مسجد النور، الدكتور إبراهيم عبد الجواد، إن أمور الغش والإغراء ليست من الإسلام الصحيح، ونحن الآن كمجتمع نعانى من الطبيب أو المهندس والمدرس وغيرهم من أصحاب المهن ممن ليس لهم ضمير فى أدائهم لأعمالهم ووظائفهم.

وتابع قائلا: "هناك من يبيع دينه بحفنة من الأموال ويتجاهل المساءلة يوم الحساب"، موجها النصيحة لعامة المسلمين بالأمر بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وحب الخير لهم كما نحب لأنفسنا وبذل الخير لهم ومساعدتهم بقدر ما نستطيع.

وأضاف عبد الجواد، خلال خطبة الجمعة بمسجد النور، أن الغش والخداع والتدليس كبيرة من كبائر الذنوب تدل على ضعف الإيمان بالله وقلة مراقبته، وهذا العمل يؤدى إلى تقويض المجتمع وتفككه وخلخلة بنائه.

وأوضح أن كل مجتمع تكاثر فيه الغش والخداع والنصب والتحايل وعدم رعاية الأمانة فهو مجتمع يتأخر ولا يتقدم وتنخر فيه هذه الأمراض كما ينخر السوس فى الخشب، لأن هذا المجتمع يفقد أعز ما يملك وهو العدل الذى قامت عليه السماوات والأرض، ومظاهر الغش والخداع والكتمان واستغلال الناس كثيرة وقد جاء النهى عن كثير منها صراحة فى النصوص الشرعية.

وطالب الشيخ عزت ياسين، إمام وخطيب مسجد الخازندار بشبرا، فى خطبته اليوم، بضرورة العمل على وقف الارتفاع المتزايد فى السلع، والعمل جدياً على توفيرها وأسعار متوازنة متاحة للجميع، والعمل على تسيير سبل الحياة حتى يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية التى خرجت الملايين تطلبها وتنشدها.

وندد ياسين بسعى بعض التجار إلى تخزين السلع من أجل احتكارها وزيادة سعرها على المستهلكين، وطالب التجار بالاقتداء بصحابة "رسول الله" فى البيع والشراء.

وأكد عبد الحكم صالح سلامة، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر، أن الشعب المصرى يصنع التاريخ، مؤكداً أن أحداث التاريخ تشكل وعى الأمم.

وأضاف سلامة، خلال خطبته بمسجد الشاطئ، بمحافظة بورسعيد، بحضور الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية ومحافظ بورسعيد، بمناسبة الاحتفال بعيد المحافظة القومى، أنه" لا بد من تحقيق اقتصاد قوى بالعمل، وأن نوفر لجيشنا كل ما يتطلب ليكون جيشا فتيا، ليتصدى لكل خطر خارجى أو داخلى".

وشدد أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر، على ضرورة التوحد والاستقرار فى الداخل، داعيا الله إلى أن يوفق القادة المصريين.

فيما تحدث خطيب مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، عن أن الضمير الإنسانى منظومة قيمية تتشكل لدى الفرد من خلال العائلة والمجتمع، وأن الشخص لابد أن يراعى ضميره فى كل خطوة يخطوها فى حياته ويراعى عمله.

وأشار خطيب الاستقامة خلال خطبة الجمعة إلى أن الأزمة التى تواجه البلاد حاليا هى أزمة الضمير قائلا إن التجار لو كانوا يمتلكون ضميرًا فى عملهم، لما استغلوا الناس، داعيا الجميع التقرب من الله عز وجل وأن يراعوا ضمائرهم، حتى لا تمتلئ قلوب الناس بالحقد واستغلال بعضهم البعض.

وقال "العالم الغربى يملك ضميرًا عندما يحسن الصناعة ويصدق فى التجارة وإن هذا هو الضمير الإنسانى، ولابد من أن نصلح من شأننا حتى تتقدم البلاد ويتحقق الأمن والأمان والاستقرار".