هانى كشك يكتب: أحلام سعيدة

الإثنين، 02 ديسمبر 2013 05:10 م
هانى كشك يكتب: أحلام سعيدة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنًا ما دام الواقع يضن علينا بتحقيق أحلامنا فلنغمض عيننا، ونتخيل أننا حققناها، ونتخيل معًا عالمًا جميلاً لا يحمل فيه البشر أى صفات سيئة، فالجميع يصدق القول ويخلص فى العمل ويقدم النصيحة دون انتظار مقابل، ويساعد من حوله قبل أن يطلبوا أى مساعدة.. نحن نحلم وكل شىء مباح لا ضوضاء لا رذيلة لا ضغينة فالكل يحب الكل.. قد يكون العالم بهذا الشكل رائعًا ومثاليًا ولكن كيف سنشعر بقيمة العدل مثلاً إلا لو شعرنا بالظلم وكيف تألف أعيننا الجمال إلا لو شاهدت القبح وكيف نقدر قيمة الصدق إلا لو سمعنا الكذب.

إذن فهذه الحياة يجب أن نعيشها كما هى بكل نقائضها مهما كانت حتى ولو سببت لنا ألمًا.. ولماذا نرفضها أساسًا فأنت تصدق وتكذب أحيانًا وتعدل وتظلم فى أوقات، وتكون أيضًا سببًا من أسباب القبح، كما يمكنك أن تكون سببًا للجمال.. أنت متناقض وغير ذلك بعيد عن الواقع.. نقائض الدنيا هى التى تعطى لها طعمًا جميًلا وقديمًا كانوا يقولون إن التضاد فى المعنى يقويه، وقد وصف امرؤ قيس فرسه ببيت من أشهر أبيات الشعر العربى كله تضاد فى المعانى "مكر مفر مقبل مدبر معًا كجلمود صخر حطه السيل من عل" نحن نحفظ هذا البيت عن ظهر قلب ولن ننساه بسبب التضاد ولو تخيلنا الفرس وهو يكر ويفر ويقبل ويدبر لأدركنا ما فى البيت من جمال..
قديمًا كنا نشاهد الأفلام السينمائية والبطل يفرك مصباح علاء الدين ويخرج المارد وهو يقول "شبيك لبيك عبدك وبين أديك تطلب أيه".. هذا قديًما ويبدو الآن أن السينما اقتنعت بأنه لا يوجد مارد، وأن هذه الأفلام ليس لها وزن وتحولت السينما إلى الواقع فلا مجال فى الواقع لمارد ولا طاقية الإخفاء عمومًا، لو أنك أغمضت عينيك لتحلم بهذا العالم المثالى سيتسلل صوت الواقع إلى أحلامك ليوقظك من أحلاها نومة، فليس سهلاً أن تنفصل عن الواقع ولن تستطيع أيضًا أن تتخلى عن أحلامك لذا فمن المفيد أن تذهب فى إجازة من الواقع وأقض مع أحلامك لحظات ثم عد مرة أخرى للواقع.. ستجعلك هذه اللحظات فى منتهى السعادة ولو سمعت صوت أحلامك يتحدث إليك فتحدث إليها ولم يتهمك أحدًا بالجنون فأنت وأحلامك شىء واحد ولن تنفصل عنها وما أجمل أن يتحدث الإنسان إلى نفسه فيصحح مساره ويتأمل فيما مضى ويتخيل ما هو آت.

ومنتهى أمل البشر فى هذه الدنيا أن يحولوا أحلامهم إلى واقع حتى يشعروا بالسعادة، ويغيب عن العقول إجابة سؤال محير وهو من أدراك أنك ستشعر بالسعادة لو حققت أحلامك؟ فنحن لا نعلم ما يدخره لنا الله ولا ندرك الخير ولكن فقط نبذل قصارى جهدنا لتحقيق أحلامنا وعلينا أن نسلم فى نهاية الأمر أن كل شىء بيد الله فهو يمن على عبادة بالنعم وقد يمنع عنهم شيئًا ويكون المنع نفسه نعمة لا يدركها الإنسان لحكمة الله تعالى.

أحلم سيدى فليس معنى كلامى أن تكف عن الحلم فالحلم هو الأمل وبه نحيا ومن أجله نشعر بقيمتنا والحلم طموح فكن طموحًا.. أحلم بغد أفضل لك ولمن حولك وإن لم تستطع تحقيق حلمك فكن واثقًا أن الله يدخر لك ما هو أفضل منه.. أحلام سعيدة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نترات الصوديوم هانم

;)احلام لا تنتهى

وواقع لا يتثنى عن اعتراض احلامنا المقبولة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة