مأساة يعانى منها أهالى قرى العامرية وبرج العرب، حيث النقص الشديد فى الخدمات الطبية، لعدم توفير الأطباء فى التخصصات الدقيقة فى الوحدات الصحية والعيادات الحكومية التابعة لوزارة الصحة أو هيئة التأمين الصحى، مما جعل البعض منها يتحول إلى بيوت أشباح خالية من المرضى والأطباء بالرغم من التكلفة الكبيرة التى تكبدتها الدولة فى تجهيز وبناء تلك الوحدات الصحية بالقرى المحيطة بأطراف مدينة الإسكندرية.
هذا بالإضافة إلى نقص الأمصال والأدوية المهمة، مما يضطر الأهالى إلى التوجه لمستشفى العامرية المركزى، والتى قد لا يتوفر بها كافة التخصصات وقد يتم تحويل بعض المرضى المحتاجين إلى تخصصات دقيقة غير متواجدة بعيادات التأمين الصحى إلى مستشفى الأميرى الجامعى بوسط الإسكندرية وأحيانا إلى القاهرة، مثل الحالات المستعصية كجراحات القلب الفتوح، للقيام باتخاذ اللازم نحوهم، الأمر الذى يمثل مشقة بالغة على الأهالى وعلى المريض خاصة فى الحالات الصعبة والمستعصية.
أهالى قرية الوفاء بالعامرية شكوا لـ"اليوم السابع"، من نقص شديد فى الأطباء، وقد قاموا من خلال جمعية تنمية المجتمع بقرية الوفاء، برفع مذكرة للمسئولين منذ عام 2010، للمطالبة بإنشاء مكتب صحة بالوحدة الصحية بقرية الوفاء، حيث إن أقرب مكتب صحة فى الجلاء والمسافة بين الوفاء والجلاء تزيد عن خمسة عشر كيلو متر، مما يؤدى إلى معاناة الأهالى وأطفالهم على الطريق الصحراوى.
إلا أن بناء الوحدات الصحية لم تقدم الحل المطلوب للأهالى، لتقديم الخدمة الصحية المرجوة، حيث تحول البعض منها إلى بيوت أشباح، لخلو المكان من الموظفين والعاملين، مما أدى إلى تعطل مصالح الأهالى من استخراج تصاريح الدفن وشهادات الميلاد.
ومن جانبه قام فرج داود، رئيس حى العامرية، بتفقد حالة الوحدات الصحية بالقرى، وذلك من أجل الوقوف على مستوى الخدمة المقدمة للمواطن، وتم رصد سوء حالة الخدمة الطبية بقرى العامرية، حيث نقص فى أعداد الأطباء والممرضين والصيادلة ونقص الأدوية والاحتياج لأعمال صيانة وإضاءة داخلية وغيرها، وأشار إلى أنه قد تم مخاطبة مدير إدارة برج العرب الصحية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحل تلك المشكلات.
وقال الدكتور محمد أبو سليمان، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية فى تصريحات خاصة بـ "اليوم السابع" أن قرى برج العرب بها 24 وحدة صحية والعامرية 22 وحدة صحية، ولا يوجد بالإسكندرية وحدة صحية مغلقة أو لا تعمل، وهناك تكثيف مرور، من قبل مشرفى المديرية ومشرفى الإدارات ومشرفى الوزراة على تلك الوحدات بشكل دورى.
وأضاف "وحدات طب الأسرة بقرى بالعامرية أو برج العرب تعمل و تؤدى الخدمة الصحية، وتقيم الوزارة الجودة طبقا لقرار 60 أشار إلى حصول قرى البنجر على سبيل المثال على نسبة تفوق 90% ".
وأكد أن الوزارة قد قامت بتوفير أدوية مجانية فى الموازنة والمناطق الطبية، وأن ثلث دخل تلك الواحدت يوجه إلى شراء الأدوية والمستلزمات ومكافحة العدوى والجودة فى صندوق خاص، بالإضافة إلى الأدوية المتوفرة من الوزارة.
وقال، "هناك نظام للدولة لإنشاء الوحدات الصحية، حيث لابد وأن تبعد عن بعضها البعض على الأقل 5 كيلو مترات، وأن يكون العدد الكافى للمواطنين لا يقل عن 5 آلاف نسمة إلى 10 آلاف نسمة، وعن المستشفى المركزى يجب أن يكون التعداد من 100 إلى 200 ألف نسمة، وعدد الأسرة من 50 إلى 100 سرير.
وأشار إلى أن منطقة العامرية الطبية هى المنطقة الوحيدة التى يتوافر بها خدمة القوافل الطبية كل أسبوع فى الظهير الصحراوى.
وأكد أن مكاتب الصحة لا تغلق وتعمل طوال أيام الأسبوع بما فيها الإجازات الرسمية والأعياد، وأن وحدات طب الاسرة الحديثة الإنشاء تعمل بنظام ارتباطها بمكتب صحة لكل عدة قرى، تسهيلا للتسجيل فى إدارة الأحوال المدنية التى تأتى الموافقة من جهتها لإنشاء مكاتب صحة.
كما أكد على أنه تم حل مشكلة غياب الأطباء من خلال تطبيق العمل بنظام الدوام الرسمى، حيث يتم تقسيم القوى البشرية بحيث تعمل بدوام الفترة الصباحية والمسائية على أن تكون إجمالى ساعات العمل لكل طبيب أو موظف 36 ساعة إسبوعيا.
مأساة قرى العامرية وبرج العرب فى نقص الخدمات الطبية.. الأهالى يشكون من تعطل مصالحهم فى استخراج تصاريح الدفن وشهادات الميلاد.. والصحة: لا توجد وحدة صحية لا تعمل وتم حل مشكلة نقص الأطباء
الإثنين، 02 ديسمبر 2013 04:46 ص