شهد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، ورافقه الدكتور محمد أبو الخير رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، حفل تأبين المخرج والكاتب الراحل أحمد عبد الحليم الذى أقامه المركز القومى للمسرح برئاسة الفنان ناصر عبد المنعم، على مسرح الهناجر، بحضور الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح، وزوجة الراحل الفنانة عايدة عبد العزيز ونجله المهندس شريف عبد الحليم، المخرج خالد جلال، الفنان أشرف عبد الغفور، ماهر سليم، الدكتور حسين العزبى وعدد كبير من الفنانين ومحبى المخرج الراحل.
قال صابر إن كل من عرف الفنان الراحل بكونه فنانا مخرجا ومثقفا، وفوق ذلك كله إنسانا يشعر بكم الحب والتواصل مع الناس وخصوصا مع البسطاء، ولما يؤرخ لتاريخ المسرح فى النصف الثانى من القرن الماضى والعقد الأول من هذا القرن سوف يأتى اسم أحمد عبد الحليم كأحد الرواد فى مجال المسرح المصرى والعربى، والمؤلم أننا فقدنا اثنين من المدرسة التى جاء منها أحمد عبد الحليم، وهما المخرج الكبير حسن عبد السلام والمخرج الكبير أحمد زكى، والمؤلم أكثر أن هذه المدرسة لم تعد موجودة، مؤكدا بأن هذه المدرسة شكلت الوعى والثقافة والإخلاص للمهنة والحب المذهل للوطن والفن والمسرح وكانت بمثابة المصنع الذى يصنع هؤلاء الكبار فنحن فى حاجة إلى أن نعيد تأهيل حياتنا مرة أخرى لكى نعيد للمدرسة والجامعة دورها لكى نشهد أمثال هؤلاء الراحلين وحتى من يعيشون بيننا وعلى قيد الحياة، وأكد بأن أمثال المخرج الراحل أحمد عبد الحليم لا يموتون فهو ترك رصيد ضخم وجموع غفيرة من محبى أحمد عبد الحليم، فهذا النموذج نفخر به كثيرا.
وقد استعرض نجل الفنان الراحل م. شريف ذكرياته مع والده ووالدته ونشأته فى أسرة فنية، ونقده لأعمالهما ومتابعتها ووجوده فى المسرح مع والده، كما عدد من مناقب وحسنات شخصية والده سواء فى التعامل معه أو مع الآخرين، متمنيا أن يصبح مثل والده من الناحية الأخلاقية مشيرا إلى أن حياته كانت بسيطة خالية من التعقيدات ووجه الشكر إلى وزير الثقافة والذى كان دائم الاتصال بوالده الراحل أثناء مرضه وحتى بعد سفره إلى ألمانيا لتلقى العلاج، وكذلك وجه الشكر إلى سمو الشيخ سلطان محمد القاسمى والذى بادر بسفر والده إلى ألمانيا، وأيضا تلامذته من الكويت الذين كانوا يتصلون به دائما، وقال إن والده ترك ذكرى جميلة هى حب الناس.
ومن جانبه قال أبو الخير إننا فى هذا اللقاء نحتفل بقيمة عظيمة هى قيمة الأستاذية والتى نحتاجها فى حياتنا الفنية والثقافية والعلمية والتى تُعلمنا معنى الالتزام والاحترام والحرية والإبداع، وأن نكون سفراء للوطن فكل هذه القيم العظيمة تندرج تحت اسم الراحل أحمد عبد الحليم فلقد تتلمذت على يديه عبر أعماله الفنية وتعلمت منه قيمة الموضوعية العلمية وكيف لا تكون هوائيا ونأخذ بالأفضل لصالح الوطن، فمثل هذه القيم نحتاجها فى هذه اللحظة التاريخية من تاريخ مصر لكى نعيد هذه الأصالة والحب لهذا الوطن من خلال هذه القيم التى سنعبر بها لمستقبل مشرق فمصر هى الحضارة وهى التاريخ.
وتحدثت الفنانة عايدة عبد العزيز عن ذكرياتها مع الفنان الراحل أحمد عبد الحليم ولقائها الأول معه عندما كانت طالبة فى معهد الفنون المسرحية، وذكرياتها معه أثناء الزواج مشيرة إلى أن ما يجعلها سعيدة هو حب الناس لزوجها الراحل، ووجهت الشكر لوزير الثقافة مشيرة إلى أنه كان دائم السؤال عن الفنان الراحل وحتى بعد سفرهم إلى ألمانيا للاطمئنان على صحة الفنان كما وجهت شكرها للحضور الذين جاءوا لحضور التأبين فالحب الذى تركه أحمد عبد الحليم تجسد فى هذه الليلة.
قدم الحفل الفنان والمخرج الكبير جلال الشرقاوى والذى تخللت كلماته ذكرياته مع الفنان الراحل وأيضا ذكريات تاريخية عن المسرح المصرى، فأشار إلى دفعة الفنان الراحل أحمد عبد الحليم والتى كانت تسمى دفعة العباقرة، والتى كان منها نجيب سرور كرم مطاوع، وكان الجميع يتنبأ بأن هؤلاء لهم شأن كبير فى المسرح وسيغيرون من نمط المسرح المصرى، وأشار إلى عودة أحمد عبد الحليم ورفاقه من المسرحيين من بعثاتهم وكان فى إنجلترا مع زميلة أحمد زكى، ثم عادوا ليجدوا لفيفا من الكتاب العظام أمثال توفيق الحكيم ونعمان عاشور ورشاد رشدى وسعد الدين وهبة ولطفى الخولى وغيرهم وكان فى استقبالهم 10 فرق مسرحية أنشأها السيد بدير بتعليمات من الوزير الدكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة الأسبق أحد أعظم وزراء الثقافة، اشترك عبد الحليم مع هذه الكوكبة من المخرجين والكتاب والممثلين العظام التى أنتجتهم فرق التليفزيون المسرحية ما يطلق عليه اسم العصر الذهبى للمسرح المصرى.
أعقب ذلك تكريم وزير الثقافة، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى اسم الراحل الفنان أحمد عبد الحليم بإهداء أسرته الفنانة عايدة عبد العزيز ونجله شريف درع التكريم.
تضمن الاحتفال عزف السلام الجمهورى والوقوف دقيقة حداد على أرواح الراحلين أحمد عبد الحليم والمخرج أحمد زكى، وافتتاح معرض لصور من أعمال الفنان الراحل وايضا الجوائز وشهادات التقدير التى حصل عليها، إلى جانب فيلم تسجيلى عن الفنان من إنتاج قطاع الإنتاج والمركز القومى للمسرح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة