المستشار محمود على قاسم يكتب: وداعًا لحوادث المزلقانات

الإثنين، 02 ديسمبر 2013 03:16 م
المستشار محمود على قاسم يكتب: وداعًا لحوادث المزلقانات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى البداية أتقدم بخالص العزاء لأسر ضحايا حادث قطار دهشور داعيًا الله عز وجل أن يتغمدهم برحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان والشفاء العاجل للمصابين.

فقد تكررت حوادث القطارات بالمزلقانات وبمجرد وقوع حادث، تتبارى وسائل الإعلام فى صب جم الغضب على هيئة السكة الحديد وعامل المزلقان، وكأن المتوقع أن تكون السكة الحديد وعامل المزلقان على مستوى السكك الحديدية وعمالها فى دول العالم المتقدمة، ونفاجأ أنهما دون ذلك المستوى بكثير، متناسين الظروف التى مرت وتمر بها البلاد، كما يتطرق الحديث إلى إهمال بعض سائقى السيارات وتعاطى البعض منهم للمخدرات، التى تخيل له القدرة على عبور المزلقان قبل عبور القطار، فى حين أن المزلقان مغلق وتدق أجراسه، فضلاً عن متابعة هرع المسئولين إلى مكان الحادث للوقوف على عمليات الإنقاذ.

وتتبارى وسائل الإعلام فى استضافة المحللين وشهود العيان وتضيع الحقيقة فى بحر من إهمال منسوب لعامل المزلقان بعدم وجوده بمحل عمله أو أنه تواجد ولم يغلق المزلقان، كما يتطرق الإهمال إلى سائق السيارة محل الفاجعة، والذى أسرع بالعبور بإهمال ورعونة، ودون تبصر متجاهلاً غلق الجنزير وانطلاق أجراس الإنذار، ويصير البحث عن وجود آثار للجنزير هو الدليل الوحيد على إهمال عامل المزلقان أو سائق السيارة، وتنتهى النقاشات إلى ضرورة تطوير المزلقانات ومطالبة الحكومة بتوفير الاعتماد اللازم وكأن ذلك كفيلاً لعدم تكرار الإهمال وتكرار الحوادث.

وقبل عرضى لفكرة بسيطة قد نودع بها حوادث المزلقانات المتكررة إلا أنه وقبل عرضى لها، أود الوقوف على عناصر الحادث ودور كل عنصر فى وقوع الحادث لتفادى السلبيات، ويمكن حصر عناصر الحادث فى المزلقان والعامل عليه وسائق السيارة والقطار.

فبالنسبة للمزلقان والعامل عليه فدائمًا ما يدفع العامل المسئولية عنه بعدم تلقيه الإشارة التليفونية لقدوم القطار ليغلق المزلقان، أو أنه أغلق المزلقان بالجنزير -وهو غالبًا جنزير هزيل يكفى دراجة يقودها صبى صغير ليحطمه تحطيمًا- وقام بتشغيل الأجراس فى حين أن الحقيقه أنه لم يكن موجودًا بمقر عمله من الأصل.

وبالنسبة لسائق السيارة فدائمًا ما يجزم أنه لم يتم غلق المزلقان وعدم وجود إشارات ضوئية وأن المرور على المزلقان كان يتم بصورة طبيعية حال وقوع الحادث، فى حين أنه قد يكون السائق متهورًا أو متعاطيًا لمخدر جعله يعبر المزلقان على الرغم من إغلاقه بالصورة الهزلية المتمثلة فى جنزير وأجراس وإشارات ضوئية لا تكفى لتجبره على الوقف.

أما عن سائق القطار فحقيقة الأمر أنه لا يمكن مطالبته باتخاذ تدابير معينة لمنع الحوادث فطريقه ثابت ويتعين على الآخرين الابتعاد عن طريقه والحذر حال المرور عليه.

وتتلخص الفكرة التى اقترحها فى تلافى كل نقاط الإهمال التى سبق بيانها حال مرور القطار على المزلقان وذلك بإنشاء شوكة ذات أسنان مدببة بعرض الطريق تكون فى الوضع العادى أقل من مستوى الطريق فتمر عليها السيارات دون عناء، وتبعد عن المزلقان بنحو العشرة أمتار وتعمل أتوماتيكيًا بمجرد مرور القطار على القضبان قبل المزلقان بنحو اثنين كيلو متر تقريبًا، لتصير فى مستوى أعلى من مستوى الطريق فتجبر أسنانها المدببة أى سيارة على التوقف وإلا تعرضت عجلاتها للتلف، والطريقة التى تعمل بها الشوكة ذات الأسنان المدببة يمكن للعلماء المتخصصين إيجاد الحلول المناسبة لها، وتبقى مشكلة الإعلان عن انطلاق الشوكة لتعترض الطريق وذلك ليأخذ قائدو السيارات حذرهم ويمكن علاج ذلك بأن يسبق انطلاق الشوكة بدقيقة سطوع ضوء شديد جدًا فى وجه السائق القادم للمزلقان خاصة فى فترة الليل والذى تزداد فيه حوادث المزلقانات وتزويد ممر الشوكة بباعث دخان المشابه للأفراح، ينطلق قبل انطلاق الشوكة بنصف دقيقة.

وبتلك الطريقة يكون دور العامل مجرد مراقبة عمل الشوكة والإضاءة وباعث الدخان، ومدى سلامتهما ونتفادى ثمة إهمال أو رعونة من عامل المزلقان أو بعض قائدى السيارات، والذين يستحيل عليهم اختراق المزلقان لما قد يتكبده من خسائر فى عجلات السيارة من الأسنان المدببة فضلاً عن قلة تكلفة الفكرة والتى لا يمكن مقارنتها بإنشاء كبارى مثلاً أعلى المزلقانات فضلاً عن التشغيل الأتوماتيكى للمزلقان دون تدخل بشرى بما يعدم فرصة الخطأ ولا يمنع ما تقدم أن تكون الفكرة محل تعديل وتطوير وصولاً لهدف اسمى وهو وقف نزيف الدم وفقدان الأهل والأحباب ومواطنين مصريين لإهمال هذا أو ذاك وليحفظ الله كل فرد من أفراد الشعب المصرى.









مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ماهر

كلام نظرى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة