أحمد المشرقى النائب عن حزب النهضة التونسى: لم نشارك فى اجتماعات تحريضية ضد مصر.. نؤمن بأن أى حزب يتدخل فى شئون دولة أخرى ينتحر سياسيا.. المرزوقى طالب بالإفراج عن "مرسى" بصفته حقوقيا

الإثنين، 02 ديسمبر 2013 11:48 ص
أحمد المشرقى النائب عن حزب النهضة التونسى: لم نشارك فى اجتماعات تحريضية ضد مصر.. نؤمن بأن أى حزب يتدخل فى شئون دولة أخرى ينتحر سياسيا.. المرزوقى طالب بالإفراج عن "مرسى" بصفته حقوقيا أحمد المشرقى النائب عن حزب النهضة التونسى
حوار: آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتبط حزب النهضة الإسلامى فى تونس بمصير حزب الحرية والعدالة فى مصر لانتماء كليهما إلى التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، ومنذ ثورة 30 يونيو لم تنقطع المقارنات بين مصير الحزبين وما ينتظر النهضة فى المستقبل القريب من انقلابات شعبية ضده، إلا أن النائب أحمد المشرقى ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ فى ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮطنى ﺍﻟﺘﺄﺳﻴسى ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ رفض فى حواره مع اليوم السابع أن يٌقرن مصير حزبه بما حدث لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، ولكنه لم ينكر تأثرهم بما حدث.

المشرقى الذى زار القاهرة الأسبوع الماضى للمشاركة فى اجتماعات البرلمان العربى، دافع فى حوار مع اليوم السابع عن تصريحات الرئيس التونسى عبد المنصف المرزوقى حول المطالبة بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى، موضحا أنها ليست تدخلا فى شئون مصر لكنها مناشده من رجل عاش عمره فى نشاط حقوق الإنسان، ونفى اشتراك النهضة فى اجتماعات للتنظيم الدولى لتقليب الأوضاع فى مصر لصالح الجماعة.. وإلى نص الحوار..

هل لاحظت خلال زيارتك للقاهرة أن العلاقات المصرية التونسية تأثرت سلبا بعد مطالبة المرزوقى بالإفراج عن المعزول محمد مرسى؟

أنا لا أرى ذلك ولقد قمت بزيارة مصر بعد أن تحدث الرئيس مرتين، ولم أرَ حقيقة أى مضايقات لا فى المطار ولا أى شىء، بل على العكس نفس المعاملة وهذا يحسب لمصر، فنحن عندما نأتى لمصر نأتى بقلوب مفتوحة ونحن قادمون إلى شعبنا ومصر هى عمقنا، والرئيس عندما صرح بذلك فى الأمم المتحدة كان له خلفيته وراية وهناك تونسيون وافقوا الرئيس وآخرين قالوا لم يكن هناك داع لهذا التصريح، أما مقصده من وراء هذا التصريح فأعتقد أنه متأثر من خلفيته الحقوقية لأنه رجل حقوقى، وأعتقد أن الشعبين المصرى والتونسى قريبان من بعضهما والدبلوماسية التونسية والمصرية قادرة أن تتجاوز مثل هذا.

ألا ترى أن هذا يعتبر تدخلا فى شئون مصر الداخلية؟
نحن لا نتدخل فى شئون أحد.. قد نسجل ملاحظاتنا ونبلغها إلى مصر كما تسجل مصر ملاحظاتها وتبلغها لتونس، لكن لا يجب أن نسمح بأن يكون هذا الحدث سبب فى تأزم علاقاتنا، فنحن نريد مصر قوية ولا نريد أن يشقها صراع اجتماعى عميق، لأنه يترك آثاره ويصبح عائقا على التقدم وعلى التنمية، ونتمنى للمصريين أن يجدوا طريقا للخروج من المأزق الذى ما كنا نتمناه لمصر، ويجب ألا يقفوا على الماضى كثيرا وأن ينظروا إلى المستقبل ويجمعوا كل القوى المصرية على المشروع الوطنى، فالعصفور بجناح واحد لا يطير، وعندما يصاب جزء من الشعب مهما كان ويقصى ويهمش فهذا يصبح عائقا على التنمية والتقدم، ويجب أن نجد طريقة ما لتخطى الأزمة ويجمعون أبناءهم وينسون خلافهم من أجل أن يتقدموا لا من أجل أن يتصارعوا ويتشتتوا كفانا صراع.

حركة النهضة متهمة بالمشاركة فى اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان المسلمين للتحريض على الجيش المصرى فما حقيقة هذه الأنباء؟
حقيقة ليس لى علم بهذا وليس لنا توجه فى حركة النهضة لهذا وليس لنا توجه للتدخل فى أى شأن داخلى لأى دولة، فقط إذا طٌلب منا النصيحة نقدمها لهذا الطرف أو لذاك أما أن نتدخل فـ"إحنا مافينا كافينا"، ونحن إذا ما استخدمنا كل جهدنا للتصدى لمشكلاتنا فسننجح ولكننا لا نتدخل فى الشأن المصرى.

ولا أظن أن هناك تنظيم دولى بالفعل فى العالم يريد أن يقلب نظام من الأنظمة، قد توجد تنسيقيات للأحزاب ذات التوجهات المشتركة، فأنا مثلا أجد أن الأحزاب الاشتراكية لها ما يجمعها فى العالم والأحزاب المسيحية لها ما يجمعها والليبرالية، وبالمثل بالنسبة للأحزاب الإسلامية فهناك مجال للتنسيق والتعاون وتبادل الخبرات ووجهات النظر، أما أن هناك خطة وتنسيق لإرباك الوضع فى مصر فأقول إن هذا غير ممكن، والنهضة ليس لها من قريب أو من بعيد التدخل، وأى حزب آخر إذا أراد أن يكون محترما فى المنطقة فعليه ألا يتدخل فى الشئون الداخلية للدول.. يقدم نصائح ولكن ليس من مهامه أن يتدخل فى أى شأن داخلى لأى دولة من الدول.. ولمصر وكل شعب مصر بكل تنوعاتها كل الاحترام والتقدير منا، والمصريين غير عاجزين على أن يفهموا واقعهم ويعبروا عن رغباتهم، ولا حاجه لنا أن نتدخل، واعتبر أن أى حزب سياسى إذا تدخل فى شأن دولة من الدول فهو ينتحر سياسيا وعليه أن يكتفى بوطنه ولا أرضى لحزبى أن يتدخل فى أى أمر داخلى لمصر أو غير مصر.

هل ما حدث فى مصر عقب ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم الإخوان أثر على مستقبل النهضة فى تونس؟
مما لا شك فيه أن ما حدث فى مصر سيكون له تأثير ولا يمكن أن ننكر هذا، لكن لكل تجربة خصوصيتها، فهذا التأثير موجود بالفعل لأننا لسنا فى مكان منعزل عن العالم فما أدراك أن يكون فى دولة عربية وكبيرة مثل مصر وهى قريبه منا، لكن الإيجابى هنا هو كيف نتعامل مع التأثير، وعلى الشعب ألا يتحمل أخطاء آخرين لأحزاب سياسية أخرى موجودة فى تونس، فمثلا إذا فشل حزب سياسى اشتراكى فى حكم فرنسا هل نحكم على حزب اشتراكى آخر فى الصين أو بريطانيا بأنه فشل، بالطبع لا.. فلكل شعب أراده سياسية ولها خصوصيتها، ولذلك أقول أن التفاعل الإيجابى نعم ومراعاة هذا وانعكاساته نعم ولكن أيضا طريقة التعاطى وطريقة التفاعل مع الوضع الخاص هو قمة الذكاء، وأعتقد أن التونسيين أذكياء وسيتفاعلون بإيجابية مع هذه الانعكاسات.

ألا ترى أن تصاعد حدة المعارضة الشعبية فى الشارع التونسى تعد ناقوس خطر لحكومة النهضة لتقوم بإصلاحات فى توجهاتها لتفادى السيناريو المصرى؟
لا أريد أن أقارن ما يجرى فى تونس بما حدث فى مصر فلكل بلد خصوصيته ولكل بلد رؤيته وأنا أحترم هذا البلد، ولا أقول هذا لأنى فى مصر الآن لكن أقوله فى كل المناسبات، وحقيقى أن تونس تشهد حراكا شعبيا يطالب بإنهاء فترة الحكم الحالية ومن يقوم عليه، لكن هناك أيضا حراك شعبى آخر مع هذا الحكم وهذه الشرعية.. إذن ما الحل؟.. هل نترك التونسيون يتقاتلون؟.. نحن نرى الحل فى يد السياسيين لأنهم يمثلون الشعب وأنا لا أريد أن أحقر أو أصغر من هذه الإرادات لا المعارضة ولا الحاكمة فكل له أتباعه ورؤيته، والحل الوحيد هو أن نتحاور.

هل مقتنعون بجدية ونتائج الحوار الوطنى فى تونس؟
بالطبع نحن بدأنا نجد نتائج من وراء الحوار، إذن فنحن اليوم نستبعد أن يتصادم التونسيون ونستبعد أن يدخلوا فى مرحلة صراع، بل نقول إن جميع الأطراف يتحاورون وسيخلصون إلى نتائج نتمنى أن تكون نتائج مجمع عليها كل التونسيين حتى نتقدم بهذا البلد، فنحن أنجزنا ثورة من أجل أن نتقدم ليس من أجل أن نتخلف، والثورة جاءت على الاستبداد وعدم النمو وغياب قيم الكرامة والمواطنة والحرية.. فإذا فقدنا هذه القيم فقد فقدنا الثورة، فالحكم يذهب والوطن يبقى، ونحن علينا أن ندير الحياة السياسية بسلمية والعنف مرفوض، ونحن فى تونس بدأنا نواجه ظاهرة جديدة على المجتمع التونسى هى ظاهرة الإرهاب وعلى التونسيين جميعا أن يتكاتفوا لمواجهة هذه الظاهرة لأن الإرهاب لا يميز بين فصيل وفصيل وبين جهة وجهة.

ألا ترى تناقضا فى أن تصفوا ما يحدث فى تونس ضد مؤسسات الدولة بإرهاب وترفضون الاعتراف بوجود إرهاب يواجه مصر؟
الإرهاب هو كل فعل يقام ضد الدولة فى مؤسساتها وليس ضد الحكم، ويجب أن نميز بين الدولة وبين الحكم، فأنا عندما أذهب وأفجر مؤسسة من مؤسسات الدولة وعندما أستهدف جنود على حدود الوطن فبالنسبة لى هذا إرهاب، أما عندما نختلف سياسيا وأخرج لأطالب بسقوط هذا الحاكم أو بالاحتجاج على هذا الحزب أو ذاك فهذا ليس إرهابا، وإنما عملية سياسية، والإرهاب واضح ومن يريد أن يلبسه بتلبيسات أخرى فهو يخطئ نفسه.

كيف قرأت حركة النهضة التونسية الحراك الشعبى ضد حكمها فى الشارع والمطالبة بإسقاطها وهدم الدستور؟
نرى أن ما يجرى فى الشارع التونسى طبيعى، فدوما هناك من يحكم وهناك من يعارضه وهذه هى الديمقراطية "حكم ومعارضة"، وكلا الطرفان يحب الوطن ويجتهد ليكون أفضل، وهذه المطالب التى تتبناها المعارضة جرى عليها حوار مع الحكومة واستمر لمدة محددة والآن بدأنا بالفعل نجنى ثمار نتائجه.

هناك اتهام من المعارضة للنهضة بأنها تعرقل عملية الحوار؟
غير صحيح فالحكومة تعهدت بأنها تستقيل يوم أن ينتهى الدستور وحددنا الموعد وسينتهى خلال أسبوعين ينتهى خلالها الدستور الذى يعتبر الآن شبه مكتمل، وهناك توافقات عليه بين كل الأطياف والقوى الاجتماعية فى تونس، والحكومة التزمت بأنها ستستقيل وهناك شبه توافق حول رئيس الحكومة البديل الذى ستمنح له الثقة حتى يشكل حكومته ونتقدم فى هذا الاتجاه، ويسعى البرلمان التونسى حاليا لتعديل النظام الداخلى ونظام الهيئة التى ستشرف على الانتخابات.

لكن هذه التحركات حتى الآن لم ترض تطلعات الشارع التونسى فهل تعتقد سير خارطة الطريق بسلام خلال الأسابيع المقبلة؟
أتمنى أن يكون التونسيون عقلاء وأن يلجأوا للحوار حتى لا نكلف بلدنا اضطرابات وصراعات، فنحن لا نريد لتونس دموعا فما بالكم بالدماء، نحن لا نريد لأى تونسى أن يذرف دمعة واحدة من أجل رأيه وتصوره، فهو يحظى بالمواطنة ومعنى المواطنة أن نبدى رأينا كله وأن ندير مشاكلنا فى الإطار السلمى، لأنه إذا لم يوجد السلم والحوار فيوجد بدلا منه القتال والعنف والصدام ونحن لا نريد للتونسيين أن يتصادموا لأن الوطن وطن الجميع ويجب عليه أن يتسع ليقبل الجميع بتعدد ألوانهم.

هل "النهضة" الإسلامى على استعداد لتقديم تنازلات لشراء رضا الجماهير التى خرجت ضدها فى الشارع؟
بالفعل نحن قدمنا تنازلات كثيرة منذ تولينا الحكم ومازلنا على استعداد لتقديم تنازلات جديدة، فمنذ اللحظة الأولى طٌلب منا التنازل عن الوزارات السيادية وبالفعل من أجل مصلحة تونس تنازلنا عنها رغم أن النهضة كانت حاصلة على الأغلبية فى الانتخابات، فالوطن هو الأبدى والأبقى وعندما تتعارض مصلحة الوطن والمصلحة الحزبية من الطبيعى أن تذوب المصالح الحزبية ويهرول الجميع نحول مصلحة الوطن.







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

ياد الغنوشى كان معاهم فى الاجتماعات ولا دة مش تبعكم يا كدابين اخص عليك

لاتعليق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة