فاينانشيال تايمز: مصر تكافح من أجل نظام جديد فى العلاقات الدولية.. السفير بدر عبد العاطى: سياسة مصر الخارجية فى عهد مرسى ارتبطت بالإيديولوجية لكن المعيار الوحيد الآن هو مصلحة البلاد

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 01:32 م
فاينانشيال تايمز: مصر تكافح من أجل نظام جديد فى العلاقات الدولية.. السفير بدر عبد العاطى: سياسة مصر الخارجية فى عهد مرسى ارتبطت بالإيديولوجية لكن المعيار الوحيد الآن هو مصلحة البلاد السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إطار الملف الخاص الذى أعدته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن الوضع السياسى والاقتصادى فى مصر، نشرت الصحيفة تقريرا عن السياسة الخارجية لمصر قالت فيه إنه تكافح من أجل نظام جديد فى العلاقات الدولية.

ويشير التقرير إلى أن السياسة الخارجية تعرضت للتهميش فى مصر من قبل الحكومات التى تولت المسئولية بعد خلع مبارك عام 2011، وفى القضايا الكبرى مثل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى أو أزمة مياه النيل أعربت الحكومات المتعاقبة عن استمرار سياستها، بينما كان هناك تغيير فى المواقف القائمة منذ فترة طويلة. وربما كان هذا السبب الذى أذهل المجتمع الدولى عندما قامت الحكومة الانتقالية فى مرحلة ما بعد مرسى باتخاذ مبادرات جريئة فخاطرت بتنفير الولايات المتحدة، راعيتها منذ فترة طويلة، وأوروبا، أهم شريك تجارى لها.

وبعد أيام من عزل مرسى، انتقدت الحكومة إدارة باراك أوباما والقادة الأوروبيين لانتقادهم لأساليب الحكومة ضد المعارضين والإخوان المسلمين.

وعندما علقت واشنطن مساعداتها العسكرية لمصر، اتجهت الحكومة على روسيا، بما يشير إلى أنها ستشترى أسلحة من موسكو بدلا من الشركات الأمريكية. وبدا أن السلطات فى مصر تحاول بشكل ما استدعاء استراتيجية جمال عبد الناصر فى السياسة الخارجية فى الخمسينيات، عندما تلاعبت مصر بقوى الحرب الباردة ضد بعضهما البعض.

ويقول كورات ديبوف، المستشار السابق لرئيس وزراء بلجيكا، والذى يعمل كممثل للفصيل الليبرالى البرلمانى للاتحاد الأوروبى فى مصر، قوله إنه يشعر بأن ما تحاول الحكومة الحالية فعله، هو نفس ما حاوله عبد الناصر. ورأى أن الموقف الرسمى المصرى يبدو كما لو أنهم يقولون "نحن مستقلون، والإخوان المسلمين كانوا أصدقاء للولايات المتحدة، ويجب أن نكون أقل صداقة معهم."

وتمضى الصحيفة قائلة إن فى النهاية، بدا أن مصر تختبر حدود تحالفاتها الجيوسياسية بدون أن تقطع العلاقات مع كثير ممن تعتبرهم حيويين بالنسبة لها. وينظر الدبلوماسيون الغربيون فى القاهرة بتشكك للإيماءات السياسية، ويقولون إن العلاقات العسكرية القديمة لمصر مع أمريكا ستجعل اتجاهها إلى العتاد الروسية عملية طويلة ومكلفة، رغم أن موسكو أعلنت فى ديسمبر الجارى أنها ستبيع معدات عسكرية للقاهرة بقيمة مليارى دولار.

بينما تحاول الحكومات الغربية البقاء على مسافة من الحكومة الحالية لحين إجراء الانتخابات. ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الغربيين فى القاهرة قوله "إن هذه حكومة مؤقتة، ولذلك نحن لا نستثمر كثيرا فيها"، وهو ما يعكس مشاعرا تكررت بين المسئولين الدوليين الذين يمثلون حكومات ووكالات المعونة.

وتقول فاينانشيال تايمز إن المسئولين المصريين يعترفون ببعض التوترات مع الغرب، لكنهم يصرون على أنهم ماضون فى تحسين العلاقات. وقال السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن ما حدث من جانب إدارة أوباما أمر لا يرضينا، إلا أن التحول والتغير فى الموقف الأمريكى سيستغرق وقتا. ولدينا الكثير من المساهمين الذين يلعبون دورا هاما فى صناعة القرار فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وتحدث عبد العاطى عن تحول كبير فى السياسة الخارجية لمصر، ووصفه بتصحيح مسار من الاتجاه الإيديولوجى الذى تبنته حكومة الإخوان المسلمين، والذى كان متعاطفا مع الحركات الإسلامية فى المنطقة.

ويقول عبد العاطى إن نظام مرسى على سبيل المثال عارض التدخل الفرنسى فى مالى فقط للدفاع عن الجهاديين الذين يتبنون العنف، ونظروا إلى العلاقات مع الإسلاميين الآخرين مثل حماس، فقد سمح مرسى بتهريب النفط والغاز على غزة بشكل منهجى بينما لم يستطع المصريون أن يجدوا الوقود.، فهذه إيديولوجية، لكن بعد 30 يونيو، فإن المعيار الوحيد لتوجيه السياسة الخارجية لمصر هو مصلحتها الوطنية، ولا مزيد من الإيديولوجيات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة