قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن الانتعاش الاقتصادى فى مصر يظل رهينة للأحداث السياسية، فبعد ثلاث سنوات من الاضطرابات التى ضربت اقتصاد البلاد، وتوقف النمو وتراجع الاحتياطى النقدى الأجنبى إلى مستويات خطيرة، فإن المسئولين والمحللين يقولون إن الأسوأ ربما يكون قد انتهى، ويحذرون من أن التحسن يظل هشا ورهينة للتطورات السياسية فى بلد يخوض تحولا آخر مضطربا على خلفية انقسامات حادة وقمع لتنظيم الإخوان المسلمين.
ومن الأمور المقلقة الأخرى التى تحدث عنها رجال الأعمال والاقتصاديون، أن التخفيف الأخير من المأزق الاقتصادى فى مصر، بفضل مساعدات دول الخليج، ربما يؤجل إلى أجل غير مسمى الإصلاحات الهيكلية المؤلمة لكنها مطلوبة بشدة وتعتبر حاسمة لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، ومنها خفض دعم الطاقة.
ويشير محمد أبو باشا، الخبير الاقتصادى لدى مجموعة هيرمس المالية، إنه من السابق لأوانه التفاؤل بشأن مصر، فى ظل الشكوك المستمرة على الجانب السياسى، إلا أنه أضاف أن هيرمس تعتقد أن الاقتصاد قد وجد أرضا له.
من جانبه، يقول زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء، "إننا استطعنا أن نحقق استقرار الوضع، فيمكنك القول إننا أوقفنا النزيف". وأضاف، أعتقد أنه بمجرد إجراء الاستفتاء على الدستور، وهو أول خطوة فى التحول، ولو مر بشكل هادئ ومرضى، فيمكننا أن نقول حينئذ أننا بدأنا الإقلاع.
وتتوقع هيرمس أن يتم تضييق العجز فى الميزانية إلى 11% فى السنة المالية التى تنتهى فى يونيو المقبل، ويقول المسئولون إنهم يتوقعون أن يقترب من 10%، بينما يتنبأون بأن تصل معدلات النمو إلى 3% للعام المالى الحالى.
من جانبه، يقول أنجوس بلير، مدير معهد سيجنت الاقتصادى بالقاهرة، إن تأثير التحفيز الذى سببته مساعدات دول الخليج ليس واضحا بعد، لكن المهم أن الحكومة تحاول أن تفعل شيئا لتحسين معنويات الشركات، وقد اقترحنا خفض الضرائب على الشركات أو الأفراد لتعزيز المعنويات بشكل أكبر.
ويشير بلير إلى أن دعم الوقود مسألة لم يتم معالجتها بعد، ويرى أنه يفيد الأغنياء أكثر من الفقراء، ويمكن للحكومة أن تروج لذلك بشكل ناجح من خلال وسائل الإعلام الحكومية.
وبينما يقول المسئولون المصريون، إن الأولوية لإكمال برنامج بدأته الحكومة السابقة باستخدام البطاقات الذكية للحصول على الوقود تمهيدا لخفض الدعم على مراحل. ويقول بهاء الدين، إن الزيادة فى الأسعار يجب أن تكون فى سياق سياسات حكومية تقنع الفقراء بـن الهدف حمايتهم وليس إيذاءهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة