قالت صحيفة السفير اللبنانية إن هناك دولا غربية أبلغت «الائتلاف الوطنى السوري» المعارض أن مؤتمر «جنيف 2» قد لا يسفر عن تنحى الرئيس السورى بشار الأسد، كما يجب أن يكون للعلويين دور رئيسى فى أية عملية سياسية انتقالية، وخصوصا فى الجيش والقوى الأمنية، لمحاربة تنظيم «القاعدة». ووصفت الصحيفة- فى افتتاحيتها اليوم الأربعاء- هذا الموقف بأنه صفعة سياسية تلقاها الائتلاف خلال اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» فى لندن الأسبوع الماضى.
ونقلت عن عضو فى «الائتلاف»، مقرب من المسئولين الأميركيين قوله "إنه يبدو أن واشنطن وموسكو تعملان على صيغة حكم انتقالى يكون فيها للعلويين السيطرة الأساسية على الجيش والقوى الأمنية من أجل ضمان عدم تعرّضهم للانتقام وتوحيد المعركة مع الفصائل «المعتدلة» ضد "القاعدة".
ووفقا للصحيفة فإن مسئولا رفيع المستوى فى «الائتلاف»، مقرب من السعودية، قال «لقد أبلغنا أصدقاءنا بوضوح فى لندن أنه لا يمكن السماح للأسد بالرحيل الآن لأنهم يعتقدون أن المسلحين الإسلاميين والفوضى ستسيطران على سوريا.
وعما إذا كان الأسد سيترشح مجدداً العام المقبل، قال المسئول «يبدو أن البعض لا يمانع أن يترشح مجدداً العام المقبل، متناسين أنه استخدم الغاز ضد شعبه فيما قال مسئولون فى «الائتلاف» ودبلوماسيون إن تغيّر أولويات الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا من الإطاحة بالأسد إلى محاربة المسلحين الإسلاميين، أدى إلى انقسام القوى الكبرى الداعمة للمعارضة السورية.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسى قوله إنه" يجب على الائتلاف الموافقة على المشاركة فى ترتيبات انتقالية تسمح لعلويين بتسلم مواقع رئيسية فى الحكم، من أجل التوصل فى جنيف إلى اتفاق مقبول من روسيا والولايات المتحدة، يجب على المعارضة القبول بالمشاركة فى إدارة انتقالية مع وجود علوى قوى فيها.. والأسد قد يبقى رئيساً وقد لا يبقى لكن على الأقل سيتم تحجيم سلطته..و إذا رفضت المعارضة مثل هذه الصفقة فإنها ستخسر غالبية الغرب، ولن يبقى إلى جانبها سوى السعودية وتركيا وليبيا».
من جانبها، نقلت صحيفة (النهار) اللبنانية عن مصدر صحفى عراقى قوله إنه "يغلب الظن على نطاق واسع أن تنظيم القاعد استعاد مواقعه السابقة فى محافظة الأنبار التى انتزعها منه قائد القوات الأمريكية السابق فى العراق الجنرال ديفيد بترايوس عام 2007، حين اعتمد استراتيجية التقرب من الزعماء القبليين وإنشاء قوات الصحوات.
وقالت الصحيفة إن حكومة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى خلال السنوات الأخيرة أغضبت جماعة الصحوات، وجعلتها فى أحيان كثيرة أقرب إلى تنظيم "القاعدة" منها إلى الدولة أو الحكومة، كما أن"أوضاع الانبار غاية فى الخطورة، وجماعات القاعدة تصول وتجول فى ساحات الاعتصام، فضلا عن سيطرتها الكاملة على صحراء الانبار"، ويعزز هذه المخاوف، التصريحات الأخيرة التى أطلقها محافظ الانبار محمد خلف الدليمى بأنه سيلاحق جماعات "القاعدة" والإرهاب" حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة" فى إشارة إلى وجودهم فى ساحات الاعتصام.
وأشارت إلى أن أحد زعماء العشائر المحليين، أعلن قبل نحو شهر أن القاعدة "تسيطر على 40 فى المائة من المحافظة"، وهناك إشارات إلى أن المقاتلين يتحركون من سوريا للعراق، بهدف دمج "الإمارة العراقية" للقاعدة بنظيرتها السورية، والسيطرة على منطقة جغرافية واسعة.
بدورها، عرضت صحيفة المستقبل اللبنانية قصة لطبيب بريطانى تم تصفيته فى سجون بشار الأسد، فكان عباس خان (32 عاما)، أب لطفلين كان يعيش بكل رخاء وأمان فى جنوب لندن، لكن الصور المرعبة التى كانت تصل من سوريا دفعت هذا الرجل إلى أداء واجبه الإنسانى كطبيب جراح محترف فقرر السفر إلى سوريا عبر الحدود التركية، كى يخفف من أوجاع وآلام المدنيين السوريين ولا سيما الأطفال المصابين.
وأوضحت أن قوات الأسد اعتقلته فيما كان يقوم بمهامه الإنسانية ورمته فى غياهب السجون المظلمة منذ أكتوبر 2012، من دون أن تعلن عنه، وبعد رحلة مضنية تمكنت والدته من العثور عليه فى أحد السجون وهو فى حال يرثى لها فوعد بشار الأسد بإطلاق سراحه، ولكن قبل أيام قليلة على موعد تحريره أعلن النظام أن "الطبيب السجين انتحر فى زنزانته بشنق نفسه مستخدما أطراف سروال البيجاما الذى كان يرتديه".
وقالت الصحيفة إن والدة الطبيب والعائلة طبعا لم تنطل عليهم رواية النظام الذى من شيمه الغدر، وأكدت عائلته أن النظام قضى عليه كى لا يفضح للعالم التعذيب الفظيع الذى تعرض له على مدى عام كامل.
ووفقا للصحيفة فإن خبر انتحار الطبيب الذى لا يصدقه عاقل، وصل إلى بريطانيا كصفعة قوية على وجه الدبلوماسية البريطانية التى كانت تعول على قنوات الاتصال المميزة التى يملكها النائب فى مجلس العموم جورج جالاواى مع النظامين السورى والإيرانى من أجل إطلاق سراح الطبيب.
صحيفة لبنانية: الغرب يريد إبقاء الأسد وسيطرة العلويين على الجيش
الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 10:37 ص
جانب من أحداث سوريا أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة