قال الإذاعى الكبير عبد الوهاب قتاية، رئيس جمعية حماة اللغة العربية، إن احتفال مصر كدولة تتحدث اللغة العربية خلال العيد الأربعين للغة العربية يستوجب من متحدثيها مزيدا من الاحترام والحرص على لغتهم الأم الفصحى، مشيرا إلى أن أقصى ما نستطيع تقبله من الانحرافات عن اللغة الفصيحة هو العامية الراقية.
وأضاف قتاية، خلال مشاركته فى مؤتمر مشكلات اللغة العربية، الذى عقد مساء أمس الثلاثاء بدار الكتب والوثائق القومية، إن ما نحترمه وما نقبله كباحثين وعاشقين للغة العربية هو كل ما له علاقة وثيقة وحميمة باللغة الأم الفصحى حتى إن كانت عامية على أن تكون الفصحى هى المظلة لها.
وأشار قتاية إلى دور الجمعيات الأهلية التى تهدف إلى حماية اللغة العربية من المصطلحات الشاذة والتراكيب الخاطئة التى تفرض نفسها على اللغة الفصحى نتيجة التداخل غير المدروس بين العامية والفصحى خاصة فى وسائل الإعلام والتعليم بشكل عام.
وأشار قتاية إلى ضرورة فرض قوانين تلزم الإعلاميين بعدم خرق قواعد اللغة الفصحى، فضلا عن عدم الحديث بمفردات أعجمية يكون لها مقابل أصيل فى اللغة الفصحى، قائلا: "هناك قوانين فى فرنسا تحظر على الإعلاميين استخدام لغة غير فرنسية يكون لها مقابل فى اللغة الفرنسية وتطبق وزارة الإعلام جزاءات صارمة على الإعلامى الذى يخرق هذه القواعد فلماذا لا نحافظ على لغتنا الجميلة بنفس الطريقة.
وأضاف قتاية، إن جمعيات الحفاظ على اللغة فى فرنسا تعمل تحت رعاية رئيس الجمهورية الفرنسية وهو من يتولى بشكل مباشر رعايتها وتقديم الدعم لها، فضلا عن التقليد الذى اتبعته الجمهورية الفرنسية بمنح أرفع جوائزها وهى الجونكور تعطى لمن يكتبون بالفرنسية وليس شرطا أن يكونوا فرنسيين، وقد حصدها اثنان من العرب واحد من المغرب والآخر من لبنان.
وأشار قتاية إلى أن دور إسرائيل فى إحياء لغة ميتة نادرة لم يكن يتحدث بها سوى بضع حاخامات، حينما آمنوا أن اللغة قادرة على أن تلم الشتات، واستطاعوا ذلك بالفعل من خلال اللغة ولا يتحدث مسئول فى محفل أن يتحدث بلغة غير العبرية وفى المقابل يتفنن العرب فى إماتة لغة حية.