الإدارة هى أهم عناصر التقدم والرقى لأى مجتمع، ونظراً لأهمية الإدارة فقد أصبحت علما قائما بذاته له نظرياته وأبحاثه وأنشئت الأقسام العلمية بشتى الجامعات التى تهتم بدراسة علم الإدارة، ويكفينا أن نعلم أن هناك العديد من الشركات الأمريكية التى تم بيعها لليابان وتحولت من الخسارة للمكاسب بسبب الإدارة رغم ثبات باقى العناصر من موظفين ومكان ورأسمال.. إلخ حتى إن النظرية السائدة حالياً أن التقدم والنمو ما هو إلا بسبب الإدارة الجيدة؛ فالإدارة الجيدة تحول الخسارة للمكسب والفشل للنجاح والتأخر للتقدم وهو ما يدعونا فى مجتمعاتنا العربية للاهتمام بها.
وتعد الإدارة التربوية من أهم مجالات الإدارة على الإطلاق إن لم تكن أهمها؛ ذلك لأنها تنتج أهم وأغلى منتج عند الأمم ألا وهو شبابها ورجال مستقبلها، ولذلك نجد أن جل اهتمام دول العالم المتقدم يكون بالإدارة التربوية وقد جنت فعلاً ثمار هذا الاهتمام من خلال شبابها الذين حملوا مشاعل العلم والتقدم وأصبحت الحضارة الغربية قائدة للعلم فى العالم أجمع خلال عصر ثورة المعلومات.
وتبدأ الإدارة التربوية بالمعلم الذى يعد أقرب وأهم المؤثرين على الطالب حتى المعلم ليس مجرد ملقن للعلم وليس مجرد موظف يتقاضى راتبه عن عمل روتينى نمطى إنما هو مؤثر أساسى فى شخصية طلابه وهو ما يفرض على مديرى المؤسسات التربوية عبئاً أكثر من غيرهم المديرين العاديين، وإذا أخلوا بدورهم التربوى فلن يكون لدورهم الإدارى البحت والتعليمى أية قيمة فضلاً عما سيتركه ذلك من أثر على المجتمع.
ولا تكون مبالغين إذا قلنا إن مديرى المؤسسات التربوية مؤثرون فاعلون فى كافة المشكلات الشبابية التى يعانى منها المجتمع بدءًا من الالتزام الدينى والأخلاقى مروراً بسلوكيات الشباب فى المجتمع وانتهاءً بتقدم وازدهار ونمو أى مجتمع.
إننى أدعو مديرى المؤسسات التربوية من مدارس وكليات وجامعات ومؤسسات رياضية شبابية إلى تبوء دورهم كاملاً فى إعداد النشء وتحمل تبعاته والتثقيف الذاتى بما يجب أن يقوموا به فهم يؤدون رسالة قبل أن تكون وظيفة وفق الله وطننا لما فيه خير أمتنا.
خميس مبارك المهندى يكتب: الإدارة التربوية.. قاطرة التقدم
الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 02:10 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة