قالت مزن حسن، مديرة مؤسسة نظرة للدراسات النسوية، إن الأشهر القليلة التى سبقت عزل الرئيس السابق محمد مرسى، شهدت حالة استقطاب سياسى غير مسبوقة، وما زالت تداعياتها مستمرة حتى الآن مقترنة بتزايد وتيرة العنف المجتمعى بدرجة مقلقة.
وأضافت الناشطة الحقوقية، خلال ندوة بعنوان الاستقطاب والعنف المجتمعى فى مصر، اليوم الأربعاء، بمركز نظرة للدراسات النسوية، أن العديد من التقارير التى أصدرتها منظمات المجتمع المدنى ومجموعات حقوقية، رصدت انتهاكات للأجهزة الأمنية وغيرها من المؤسسات التنفيذية وما يرتبط بها من جماعات غير رسمية، مشيرة إلى أنه على الرغم من توثيق التقارير الدقيقة لأعداد القتلى والمصابين والمفقودين والمعتقلين، وكذلك التدمير الذى طال الممتلكات العامة والخاصة، بجانب تحديد المسئولية السياسية والجنائية التى تتحملها أطراف الأزمة السياسية الراهنة، كغالبية التقارير الحقوقية المشابهة، إلا أنها أغفلت بعدا محوريا لهذه الانتهاكات وهى التى تتم على أساس النوع الاجتماعى.
قالت أمل المهندس، مدير برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان، بمركز نظرة للدرسات النسوية، إن الخطابات الرسمية فى الإعلام ساهمت فى إنتاج خطاب تمييزى، أدى إلى رسم صورة ذهنية نمطية تستهدف النساء على أساس هويتهن التى يعبر عنها مظهرهن الخارجى، ما يجعل أى امرأة عرضه للتصنيف الفورى، ومن ثم للعقاب بناء على انتمائها إلى أحد الأطراف المتصارعة دون الآخر.
وأوضحت أمل المهندس، أن عدم ارتداء الحجاب أو وجود صليب على اليد أو ارتداء الحجاب بشكل معين أو النقاب علامات كافية لإنزال العقاب بالنساء، بسبب انتمائهن الدينى أو السياسى أو حتى جنسيتهن، لافتة إلى أن حالات التحرش والعنف والعنف الجنسى أو التهديد بها وتجاهل المسئولية عنه لا يزال شائعا ضد النساء فى المجال العام.
وأضافت مدير برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان، بمركز نظرة للدرسات النسوية، أن هناك أزمة شرسة لتصنيف على أساس الهوية، وإن كانت تطال الرجال أيضا بسبب إطلاقهم اللحى أو الصليب المرسوم على أيديهم أو جلبابهم، لافتة إلى أن مثل هذه التصرفات بالغة الأثر على السيدات، ويحد بشكل مباشر من تواجدهن بشكل عام وحرية وأمان، خاصة فى ظروف حظر التجوال الذى تم فرضه خلال الـ3 أشهر الماضية، عقب فض اعتصام رابعة العدوية، إضافة إلى وجود اتجاه واضح للانتقام من المسيحيات فى عهد الرئيس السابق محمد مرسى، فى حين أن هناك أعدادا غفيرة من الشعب المصرى شاركت فى تظاهرات 30 يونيو من فئات اجتماعية مختلفة.
أما داليا عبد الحميد، مسئولة برنامج النوع الاجتماعى وحقوق النساء، بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، فقالت إن الخطاب الإعلامى شهد تميزا ضد الأقباط، حيث روجت الكثير من القنوات الإسلامية ورموز التيار الإسلامى إلى مسئولية الأقباط عن التظاهرات المناهضة للرئيس السابق، حتى فى وقت سابق على يوم 30 يونيو، موضحة أن عاصم عبد الماجد، المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية، وصف تظاهرات 30 يونيو بالحرب الصليبية التى يقودها "متطرفو الأقباط"، مشيرة إلى أن الخطاب التميزى ضد الأقباط لم يتوقف، بل امتد إلى اعتداءات واسعة على عدد كبير من دور العبادة المسيحية وممتلكات المسيحيين.
حقوقيات يؤكدن: الخطاب الرسمى ساهم فى زيادة التمييز ضد المرأة.. والتيار الإسلامى روج إعلاميا ضد الأقباط.. وتيرة العنف زادت وأغفلت انتهاكات النوع الاجتماعى.. والتحرش شائع ضد النساء بالمجال العام
الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 11:53 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة