إيماناً منها بالدور الذى تلعبه منذ نشأتها، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أربعين عاماً اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية فى منظمة اليونسكو ، ليكون الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، هو "اليوم العالمى للغة العربية".
اكتسبت اللغة العربية أهميتهما من كونها ضمن أقدم لغات العالم، وباعتبارها لغة القرآن الكريم ومكوناً ثقافياً لأكثر من 420 مليون شخص، ويتحدث بها أكثر من 22 دولة، كما تحتوى على مرادفات بلاغية ومحسنات بديعية منحتها خصوصية.
وفى معظم الدراسات الحديثة، تبين أن اللغة العربية احتلت نسبة كبيرة من تحديثات مواقع التواصل الاجتماعى الـ"فيس بوك" و"تويتر "، حيث احتلت المرتبة الثانية فى أكثر اللغات المحدثة عبر شبكة التواصل الاجتماعى الـ"فيس بوك" مسجلة نحو 58.6 مليون مستخدم، لواجهات الفيس بوك باللغة العربية رغم وجود العديد من اللغات الأخرى مثل الفرنسية والإنجليزية والأوردية، علاوة على إتاحة موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" لمستخدميه إمكانية التحديث باللغة العربية بعد أن أصبحت أكثر اللغات استخداماً، وفقاً لتقارير الدعم الفنى بالموقع.
ومن المعروف أن مصر فى مقدمة الدول التى تحتفل بهذا اليوم بشكل خاص، حيث تتنوع الفعاليات بين ندوات فى الهيئة العامة للكتاب واحتفالات فى جمعية حماة اللغة العربية وورش ثقافية وتدريبية فى بيت السنارى وصالونات أدبية فى دار الكتب المصرية.
أما عن تأثير اللغة العربية على مصر فقد ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية فرق شبابية تبنت الدفاع عن اللغة العربية ومحاولة نشرها بأفكار حديثة ومبتكرة، حيث جمعتهم الغيرة على هويتهم ولغتهم من الانقراض، فكان فريق "الضاد" الذى يقول عنه هادى سعيد، منسق عام الفريق: "حسيت إن لغتنا ممكن تضيع وفكرت مع أربعة من أصحابى نعمل جروب على الـ"فيس بوك" باسم "بيت الضاد"، وبعدها عملنا كشك صغير متنقل واشترينا شوية تيشيرتات وطبعنا عليها جمل بالفصحى والعامية".
ويكمل متسائلاً: "هو ممكن تلاقى مواطن فى تركيا بيلبس تى شيرت مكتوب عليه بالإنجليزى أو العربى أو مواطن فى إنجلترا بيلبس بالتركى" , لغتنا لازم نعتز بيها ونكرمها علشان كده فكرنا فى أهم حاجة بالنسبة لقطاع كبير من الشباب وهى اللبس".
وعن مدى تأثير اللغات الأخرى على لغة الضاد، يقول محمد صلاح جمالى، "عضو مجلس إدارة جمعية حماة اللغة العربية"، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، من المعروف أن قوة أى لغة تنبع أساساً من قوة شعبها، وهناك فرق كبير بين العامية السوقية والعامية الفصحى، فالأخيرة هى من مشتقات اللغة العربية، ولا يمكن أن تطغى على اللغة العربية، أما الأولى فهى أحد أسباب ظهور الفرانكو آراب، والتى بالطبع تؤثر بالسلب على مفردات اللغة بين الشباب.
ويضيف: ليس من المعقول أن نستسلم لأى محاولات تأثير خارجية على اللغة العربية، ومن الضرورى توعية الشباب من خلال المناهج التعليمية والندوات واللقاءات المختلفة بأهمية لغتهم، وأنها من أقدم لغات العالم وسابقة لظهور الإسلام ذاته.
اليوم.. 40 عامًا على اعتراف الأمم المتحدة باللغة العربية رسميًا باليونيسكو.. نصف مليار يتحدثون لغة الضاد.. وتحتل المرتبة الثانية للغات المحدثة بـ"فيس بوك".. والأكثر استخداما فى التحديث على "تويتر"
الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 03:52 ص