بعد عدة مفاوضات أجراها الفنان الكبير صلاح السعدنى، مع قيادات حزب الوفد بشأن مساهمة الحزب فى إنتاج مسلسل تليفزيونى يتناول سيرة السياسى الوفدى البارز "مصطفى النحاس"، رفضت قيادات الحزب مشاركة مدينة الإنتاج الإعلامى فى إنتاج العمل، مما دفع الفنان صلاح السعدنى لإعلان توقف مشروع المسلسل الذى كان يحمل اسم "النحاس باشا"، لأجل غير مسمى وقراءة نصوص درامية أخرى كانت عرضت عليه لاختيار أفضلها وتقديمه على الشاشة الصغيرة بعد أن كان يعتزم تنفيذه لهذا العام لعرضه على الشاشات فى رمضان المقبل.
وأكد الفنان صلاح السعدنى المرشح لأداء شخصية الزعيم الوفدى الراحل، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه التقى بالسيد البدوى رئيس حزب الوفد وعرض عليه المشروع لكن رئيس الحزب له أكد أنه مرتبط بمشاريع أخرى سوف تذاع على فضائية الحياة رمضان المقبل.
وكشف "العمدة" عن توقف جلسات العمل الخاصة بالمسلسل نهائيا بعد قرار حزب الوفد، لكنه رغما عن ذلك أعلن أن رغبته الشديدة فى تقديم هذا العمل لن تتلاشى مضيفا أنه استعد للعمل بقراءة المراجع التاريخية وأمهات الكتب التى تطرقت لنضال النحاس باشا منذ صغره وأهم فترات حياته، معتبرا أنه مطلق ثورة "19" الحقيقى وليس سعد زغلول، مدللا على كلامه بأن النحاس كان وقتها سببا فى نزول الناس للشارع، واصفه إياه بأنه أهم سياسى مصرى فى القرن العشرين.
ونفى السعدنى أى اتصالات بينه وبين قيادات الوفد منذ رفضوا المشاركة فى إنتاج العمل، لافتا إلى أن مسلسل عن "النحاس باشا" يعد ثروة ثقافية وتاريخية لأنه ثرى بالأحداث التى عاصرت سعد باشا زغلول وثورة "19" وعهد الملكية وما بعد ثورة "52" والمنعطفات السياسية الكثيرة بحياته المليئة بالدراما.
وأضاف أن العمل يلقى الضوء على فترات هامة من حياة الزعيم الراحل من أبرزها الدور الهام الذى لعبه النحاس خلال ثورة 1919، عندما كان يعمل قاضيا ونظم مع عبد العزيز فهمى إضراب المحامين، وحمل المنشورات داخل ملابسه، وقام بتوزيعها هو ومجموعته على أفراد الشعب، ثم تداعيات فصله من منصبه كقاض نتيجة لنشاطه السياسى مضيفا "النحاس من أبرز رموز السياسية المصرية فى القرن العشرين، وتولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيس مجلس الأمة، وساعد على تأسيس حزب الوفد وعمل زعيما له عندما تم حل الحزب، إضافة إلى إسهاماته فى تأسيس جامعة الدول العربية".
ورغم عزوف حزب الوفد عن إنتاج العمل إلا أن السعدنى شدد على ضرورة تنفيذه لاحقا، لما يحتويه من رحلة كفاح ونضال وطنى شريف للسياسى المخضرم مصطفى باشا النحاس.
من جانبه، أكد فؤاد بدراوى سكرتير عام حزب الوفد، لـ"اليوم السابع" أن الحزب لا يستطيع إنتاج المسلسل لضخامته، قائلا "المسألة تتعلق بعملية التمويل والحزب لا يستطيع تمويل إنتاج مسلسل بهذا الحجم".
ولفت سكرتير عام حزب الوفد إلى أن سيناريو العمل مازال عند مؤلفه بلال فضل، موجها إليه نصيحة بقوله "الأجدر أن يذهب به لشركات إنتاجية متخصصة فى الأعمال الفنية ليخرج للنور"، موضحا أن حزب الوفد لم يؤجل العمل للعام المقبل بل رفض إنتاجه لمسائل تتعلق بالتمويل، معلقا "الإنتاج مسألة صعبة ونحن غير قادرين عليها خصوصا فى هذا التوقيت".